رئيسيالافتتاحيه

جهود حقوقية عاجلة لوقف الهدم الإسرائيلي وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني

جهود حقوقية عاجلة لوقف الهدم الإسرائيلي وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني

بقلم رئيس التحرير

تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة استمرارًا مقلقًا في سياسات الهدم والتدمير التي تنفذها السلطات العسكرية الإسرائيلية، مستهدفة المدنيين الفلسطينيين ومهددة أساسيات الحياة الكريمة في المخيمات والقرى الفلسطينية.

في هذا السياق، يمثل قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية بتجميد قرار الهدم في مخيم طولكرم، استنادًا إلى الالتماس المقدم من حركة “عداله”، خطوة قانونية مهمة تعكس اعترافًا محدودًا، لكنه ذي دلالة واضحة، بوجود خروقات قانونية وإجراءات إدارية غير مشروعة ترافق قرارات الهدم.

المراجعة القانونية: القوانين والاتفاقيات الدولية

يعد القرار القضائي المذكور بمثابة نافذة قانونية يمكن البناء عليها لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وذلك استنادًا إلى نصوص قانونية دولية ملزمة:

اتفاقية جنيف الرابعة (1949): تحظر المادة 53 تدمير الممتلكات الخاصة إلا في الحالات العسكرية الملحة، وتحظر المادة 147 أعمال التدمير غير المبررة التي تعتبر جريمة حرب.

الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR): تضمن الحق في السكن الملائم كجزء من مستوى معيشي لائق (المادة 11).

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948): ينص على حق الملكية والحصول على مستوى معيشي لائق (المادتان 17 و25).

اتفاقية حقوق الطفل (CRC): تحظر التهجير القسري للأطفال وتضمن حقوقهم في الحماية والرعاية (المادة 27).

قرارات مجلس الأمن الدولي: مثل القرار رقم 2334 (2016) الذي يدين الاستيطان ويطالب باحترام حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا عدم شرعية النشاطات الاستيطانية.

الأدلة القضائية الداعمة

قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية (2025): حيث أصدرت المحكمة قرارًا بتجميد تنفيذ قرار الهدم في مخيم طولكرم بناءً على الالتماس الذي قدمته حركة “عداله”، معترفة بوجود قصور في الإجراءات القانونية وعدم مراعاة الاعتبارات الإنسانية.

قرارات سابقة للمحكمة الإسرائيلية: مثل قرار “إيتامار بين شميت” (2009) الذي شدد على ضرورة مبدأ التناسب وموازنة الاعتبارات الأمنية مع حماية الحقوق المدنية.

تقارير المؤسسات الدولية: تؤكد أن عمليات الهدم والإخلاء القسري في الأراضي الفلسطينية تشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

الانتهاكات الإنسانية وتداعياتها

تؤدي سياسات الهدم والإخلاء القسري إلى:

فقدان المأوى واللجوء القسري، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

تدمير البنى التحتية الحيوية كالمراكز الصحية والمدارس، مما يعيق حياة السكان اليومية ويحد من فرص التنمية.

آثار نفسية واجتماعية عميقة على الفئات الأضعف، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن.

دعوة عاجلة لتوحيد الجهود

نطالب مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية بـ:

تفعيل آليات الضغط القانونية والسياسية لمواجهة سياسات الهدم والتدمير.

دعم التوثيق المستمر للانتهاكات وتقديم تقارير شاملة للهيئات الدولية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية.

متابعة تنفيذ القرارات القضائية ذات الصلة، والعمل على منع الالتفاف عليها.

تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي لاستصدار مواقف دولية صارمة رادعة.

الشكر والتقدير

نثمن عاليا الجهود التي تبذلها حركة “عداله” والمؤسسات الحقوقية الإسرائيلية الرافضة للإجراءات التعسفية، الاستيطان، ومصادرة الأراضي، التي تمثل انتهاكات واضحة لحقوق الفلسطينيين وتحديًا للمبادئ القانونية والإنسانية.

ووفق كل ذلك إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسات هدم المنازل وتدمير البنى التحتية يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان. ومن خلال توظيف القرارات القضائية كنقاط انطلاق قانونية، وتوحيد الجهود الحقوقية والسياسية، يمكن تحقيق خطوات حقيقية لوضع حد لهذه الانتهاكات، وضمان كرامة الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية في السكن والحياة ووفق الأنظمة والقوانين الدولية التي تحكم الإقليم المحتل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب