يقع حيّ «الحريقة» في قلب دمشق، محاطاً بسوق «الحميدية» من الجنوب وسوق «مدحت باشا» من الشمال. وقد اشتهر هذا الحي بهذا الاسم بعد اندلاع حريق هائل نتيجة قصف الاحتلال الفرنسي لأحياء دمشق في عام 1925، بسبب استياء الاحتلال من دعم تجار وأهالي دمشق للثوار في الغوطة ومساندتهم للثورة السورية الكبرى.

ألحق هذا الحريق دماراً واسعاً بالبيوت والمعمار، وأدى إلى تدمير معالم أثرية وتراثية ومبانٍ سكنية عريقة، مما جعل الحادثة تُعرف باسم «نكبة دمشق». وقد نظم الشاعر الكبير أحمد شوقي قصيدته الشهيرة «سلام من صبا بردى» تعبيرًا عن هذه المأساة.

مسلسل درامي معاصر من قلب دمشق

من هذا الحي المترف بالأحداث التاريخية، تنطلق قصة المسلسل الاجتماعي المعاصر «الحريقة»، الذي كتب نصه عثمان جحى ومؤيد النابلسي، وسيخرجه أحمد إبراهيم أحمد. ومن المتوقع أن يشارك في البطولة كل من غسان مسعود، أنس طيارة، خالد شباط وآخرين.

يعمل الكاتب مؤيد النابلسي حالياً على تعديل النص بناءً على ملاحظات الأبطال، إذ كُتب النص منذ سنوات. وكان من المفترض أن تنتجه شركة «غولدن لاين»، لكن كاتبي العمل استعاداه باتفاق ودي وسوّقاه لشركة أسامة شحادة التي تعمل حالياً على إنجازه.

قصة تنبع من الواقع السوري

يروي العمل قصة تنبع من عمق المجتمع السوري، حيث يتناول موضوع التجار المتهمين برفع الأسعار وولائهم للسلطة في مواجهة الاحتجاجات التي تحولت إلى حرب عنيفة. ومن المتوقع أن يبدأ تصوير «الحريقة» خلال الأسابيع القليلة القادمة ليكون جاهزًا للعرض على الشاشات العربية في رمضان المقبل.

صراع الأجيال في السوق الدمشقي

«أيوب» (غسان مسعود) هو كبير التجار الذي يواجه تحديات خطيرة وسط انهيارات متتالية بسبب الظروف الراهنة في البلاد. يدفعه ذلك إلى اتخاذ مواقف صارمة للحفاظ على سلامته ومكانته التجارية والاجتماعية، مما يضعه في صراع مباشر مع «عربي» (أنس طيارة)، ابن أخيه وأحد وجهاء السوق وقادته.

جرعة مختلفة في الدراما السورية

يتناول المشروع جوانب جديدة لم تُطرح سابقاً في الدراما السورية، بينما يحتفظ بجو من التسلية والترفيه ويقدّم جرعة مختلفة من الصراع، خاصة من ناحية مسرح الأحداث وتطور الحبكة الدرامية.