منوعات

إيلون ماسك داعية «حقوق منقوصة» … ممداني إلى نيودلهي… بعد«الموت لجيش إسرائيل» بوب فيلان قد ينضم إلى «أبو قتادة»

إيلون ماسك داعية «حقوق منقوصة» … ممداني إلى نيودلهي… بعد«الموت لجيش إسرائيل» بوب فيلان قد ينضم إلى «أبو قتادة»

بسام البدارين

قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدون أي رفة في رمشه الطويل أو جفنه البلاستيكي: «ادارتي ستضطر للنظر في ترحيل الملياردير إيلون ماسك»!
الموقف الترامبي، جاء ردا على اسفتسار من مراسلة قناة «فوكس نيوز»، بعد خلاف على مشروع قانون تخفيض ضريبي سرعان ما احتفل الرئيس العجوز بتوقيعه لاحقا، كما ورد في هواء قناة «الجزيرة».
المقصود شرحته القناة الأمريكية، وهو حصرا التلويح بسحب جنسية الملياردير ماسك، ثم ترحيله إلى بلده الأصلي وهو “جنوب افريقيا”.
قبل أسابيع قليلة كان ابن ماسك ذو الأربع سنوات يلعب بجانب ترامب في البيت الأبيض أثناء بث حي لمؤتمر صحافي نقلته محطة «سي إن إن»، التي يهاجمها ترامب.
يضرب العجوز – الذي يهدد بسحب جنسية ملايين الأمريكيين، لا بل ترحيلهم – بعرض الحائط كل القيم التي توهمها الجميع حول حقوق الإنسان والمواطنة.

حقوق أمريكية منقوصة

قبل أيام فقط كان إيلون ماسك «رجلا طيبا ومخلصا ورائعا»، ويقوم بعمل جبار في رئاسته لوزارة النزاهة.
وخلال ساعات سيتحول الملياردير الأشهب إلى “داعية حقوق منقوصة” في أزقة نيويورك، يمكن لأي موظف في الهجرة التوصية بسحب رقمه الوطني، تماما كما حصل مؤخرا مع كاتب هذه السطور، حيث طالب زميل عتيق بسحب جنسيتي الأردنية بسبب «صمتي» على صديق لي يؤيد إيران.
يتوجب أن لا نستغرب، ترامب هنا يعبر عن الهوية الحقيقة للولايات المتحدة، وللتذكير هذا الرجل حقق عند انتخابه أعلى الأرقام في تاريخ أمريكا، وبالتالي لن نستغرب إذا أكمل خطته في تحطيم كرامة وهيئة صديقه السابق، وأحد أكبر مموليه فالرجل _ نقصد ترامب عجوز لا يهتم بشيء.
يمكن لماسك أن ينضم قريبا لفئة «البدون» في الكويت وصحراء الجزائر، وسنسعد إذا رصدناه يبيع «الترمس» في أزقة جوهانسبيرغ، ويغني مع قناة تونس الفضائية “بلادي وإن جارت علي عزيزة”..إلخ.
في النتيجة نصفق للرئيس على «وضوحه في البشاعة» الأمريكية، وإذا فتح ملف «إعادة القادة والزعماء والأثرياء» إلى «البلد الأصلي» قد لا يجد «كفاءات» يتفحصها في الولايات المتحدة، وقد يتسبب بأكبر حركة تشريد لعشرات أو مئات القادة في العالم.
يمكن مبكرا تأسيس جزيرة مخصصة لاستقبال المطرودين من جنة ترامب، ونضم صوتنا له في التوسع بسحب الجنسيات لعل الله يكتب التمزيق المنتظر على يدي رئيسنا المضحك الفضاح.

أين يعود الفلسطيني؟

المهم جماعة «سحب الجنسيات» في كل الدول، التي لا تحترم القوانين حصلوا على تعزيز استثنائي من «رئيس العالم»، ويمكن للرفاق دعاة سحب الجنسيات في عمان والكويت ومصر تأسيس شبكة صداقة مبكرة مع إدارة ترامب، لأن الملياردير إيلون ماسك سيترأس بأمواله شريحة «البدون» إن تمكن أساسا من إخراج أي من أمواله من براثن الضبع الجالس في البيت الأبيض.
نفهم من شبكة «سي بي أس» أن المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني قد يواجه مصير ماسك نفسه، لكن في نيودلهي.
الرئيس «الرائع» سيعيد كل من يختلف معه إلى بلده الأصلي، ويشطب قيوده المدنية.. كل ما على الفلسطيني أن يفعله الآن حصرا «مناكفة ترامب» ومقاهرته، عله يأمر بعودة «المتجنسين» من الفلسطينيين في كل مكان إلى بلدهم التاريخي.

شكرا بوب …

يقودنا النقاش هنا إلى ما يلي: مستوى الإغواء السياسي في اللقطة الشهيرة لنجم الغناء البريطاني بوب فيلان، وهو يرتمي مرتديا سرواله القصير فقط على أكتاف الجماهير، لا يمكن إنكاره ولا مقايضته عمليا بما أنجزته فضائية “فلسطين” تحديدا ومعها كل الفضائيات العربية في خدمة القضية الفلسطينية، لا بل في التأشير على المجرم.
الفنان البريطاني مشكورا تجرأ على ما لم تتجرأ عليه أي مظاهرات في الشارع العربي عندما هتف وسط 200 ألف من محبيه بعبارة «الموت لجيش إسرائيل».
قناة «بي بي سي» حاولت التبرؤ قدر إمكانها من تلك الوصلة المهمة في يقظة جزء من ضمير المثقفين في العالم، حيث فائض من الدم والقتل في قطاع غزة لم تعد تستوعبه الذات البشرية، وحيث إسرائيل تحولت إلى لعنة موبوءة.
فضائية “العربية” مثلا أشارت للإحراج الذي تسبب به بوب فيلان لبريطانيا العظمى دون أدنى إشارة لما فعله النجم وما قاله وكيفية تجاوب الجمهور معه.
لكن أحدهم همس في أذني: إذا أصر النجم البريطاني على موقفه قد يواجه مصير الشيخ «أبو قتادة» في الترحيل وتجميد القيد المدني.
المطرب البريطاني الشهير اختصر علينا المسافة، فيما قناة «القاهرة ألإخبارية» تعيد وتكرر تحذيرات وزير الخارجية المصري القائلة إن “أم الدنيا التي نحبها وتحاصر أهلنا في غزة لن تقبل التهجير “، مع أن مصر تستطيع فعل الكثير داخل غزة ضد التهجير، إن أرادت، لكن بوب فايلون يسبق «أم الدنيا» وبقية العرب.
وثمن مشهده وهو يهتف بالموت لإسرائيل ركام ودمار ودماء عشرات الآلاف من أطفال غزة أصحاب الفضل على من بقي حيا من الشعب الفلسطيني أو بقايا كرامة هذه الأمة.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب