الصحافه

من السناتورة حتى ممداني.. نظرة إسرائيلية: هكذا ستصبح الولايات المتحدة كلها معادية للسامية

من السناتورة حتى ممداني.. نظرة إسرائيلية: هكذا ستصبح الولايات المتحدة كلها معادية للسامية

زلمان شوفال

وفقاً لبعض التقارير في وسائل الإعلام، لن تأت اللقاءات المنعقدة بين الرئيسين الأمريكي والإسرائيلي أي نتائج ملموسة. ربما يكون هذا الانطباع مضللاً، فربما كانت الزيارة مهمة لأنها عكست المصالح المشتركة للدولتين وللقيادتين، ما وجد تعبيره قبل ذلك في تصريحات الدعم من الرئيس الأمريكي لنتنياهو.

فلئن كانت هذه التصريحات أثارت نقداً في إسرائيل بدعوى التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، فليس هناك وجه شبه بينها وبين حملة التشهير التي تدار في الولايات المتحدة ضد إسرائيل، بدعوى تأثير مزعوم لإسرائيل على قرارات الولايات المتحدة. هذه القرارات، حسب المدعين، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة بل مصالح إسرائيل.

في اليمين المعادي للسامية والمناهض لإسرائيل في حزب ترامب الجمهوري تلميح بأن إسرائيل تقوده وتقود الولايات المتحدة من الأنف، وأن الاستخبارات الإسرائيلية تعرف بأن إيران لم تكن قريبة من سلاح نووي، وأن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان إحباط المفاوضات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. يقف في خلفية هذه الحملة صراع أيديولوجي وعملي بين معسكر انعزال وقومجي يرى نفسه كحارس جمرة فكرة MAGA (لنجعل أمريكا عظيمة)  وبين أولئك في الحزب الذين يتبنون الدور الدولي للولايات المتحدة. المهاجمون يعرفون على أي عناصر يشددون: كما يزعج ترامب تعرضه وسائل الإعلام بأنه خانع لإيلون ماسك، فإنه لا يحب أن يُرى بأنه يخضع لتأثير إسرائيل.

حتى الآن، لم يقع ترامب في هذا الفخ. ونأمل أنه سيكون على هذا النحو لاحقاً. أحد الناطقين الرئيسيين لهذا المعسكر، رجل إعلام يدعى ديف سميت، عبر عن ذلك متناولاً العملية العسكرية الأمريكية ضد إيران: “هذه خيانة لكل ما وعد به ترامب”. عضو الكونغرس، مرجوري تايلور غرين، التي تعارض المساعدات الأمريكية لإسرائيل، أضافت: “كل من يعيش في أمل انخراط الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران، ليس أمريكا أولا”.

كما هاجمت منظمات يهودية ومسيحية مؤيدة لإسرائيل بمؤامرات بروح بروتوكولات حكماء صهيون. شخصيات بارزة أخرى في معسكر MAGA هم: رجل التلفزيون تاكر كرلسون، الذي استضاف في برامجهمعادين للسامية معروفين وناكري محرقة، دعا الولايات المتحدة إلى “هجر إسرائيل”، ثم ستيف بانون، مستشار سابق لترامب الذي قال في أحد خطاباته إن “اليهود الذين لا يؤيدون MAGA هم أعداء من الداخل”.

أصوات وميول من هذا النوع وُجدت في الحزب الجمهور من قبل، لكن الشاذ والمقلق أن شباناً كثيرين يشاركون العناصر الانعزالية والمناهضة لإسرائيل في الحزب وفي الجمهور بشكل عام. هم ليسوا الأغلبية، وتقف أمامهم النواة الإفنجيلية المؤيدة لإسرائيل، لكن إذا كان هؤلاء الشبان ومعسكر MAGA بعامة يشيرون إلى مستقبل الحزب الجمهور، فلا يمكن التعاطي مع ذلك بعدم مبالاة.

صورة مرآة شبه كاملة للمواقف المناهضة لإسرائيل وأحياناً اللاسامية وإن كانت بدوافع أخرى، هي الآن موجودة في الحزب الديمقراطي. حيث صراع داخلي محتدم يجري بين الأغلبية القديمة بقيادة السناتورة أليسا سلوتكن من ميشيغان، واليسار التقدمي المتطرف الذي تلقى مؤخراً حقنة تشجيع من انتصاره في الانتخابات المحلية برئاسة بلدية نيويورك المرشح المناهض لإسرائيل والمؤيد لحماس، زهران ممداني. وما يقلق على نحو خاص هنا أيضاً، حتى أكثر مما في الحزب الجمهوري، هو تمثل نسبة عالية من الشبان مؤيدي الحزب الديمقراطي بمن فيهم اليهود، مع مواقف اليسار الراديكالي.

معاداة السامية ومناهضة إسرائيل اتحدتا لدى اليمين واليسار. معاداة السامية في اليسار ليست ظاهرة جديدة؛ ومثلما كتب المؤخر البريطاني – اليهودي سيمون شاما، فهي مغروسة في وعي اليسار، بالتأكيد الراديكالي، منذ الثورة الفرنسية. على مدى التاريخ، ألقت محافل سياسية من اليمين واليسار، متدينين وعلمانيين، على اليهود اتهامات عابثة بالمسؤولية عن هذه الكارثة أو تلك – من نشر “الموت الأسود” وحتى نشوب الحرب العالمية الثانية. نستنتج من كل هذا أن إسرائيل يمكنها أو ينبغي لها أن تنقطع عن العالم، وبالتأكيد ليس عن الولايات المتحدة، بل عليها بذل جهود أكبر والامتناع عن كبوات أكثر؛ كي تساعد تلك المحافل في العالم التي لا تزال تقف في وجه أولئك الذين يعرضوننا ويعرضونهم للخطر.

معاريف 15/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب