مقالات

ومضة لباعة القلم سيبقى البعث حاضنة لكل أحرار العروبة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق

ومضة لباعة القلم سيبقى البعث حاضنة لكل أحرار العروبة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
عندماتبلغ ثقافة الكراهية مبلغها،تّغيِب العقل وأهله،وتسهل لباعة عرض أقلامهم في سوق النخاسة.
من حكم سوريا العربية،نصف قرن ونيّف أعطى كل جهده ليصبغ الثقافة السورية الشعبية،بكل مفردات ومفاهيم ومكونات العناصر الثقافية التي تنمي وتسوّغ ثقافة الكراهية فهي سلاح المستبد الهمجي في تفكيك البناء الاجتماعي،على اختلاف مستوياته المحلية-الجهوية والوطنية والقومية،وهي رأسماله الذي تشرعه له باعة الأقلام من الشطار والزعار،ومن يحترف الوطوطة الفكرية والعقائدية بمهارة،ذلك صاحب أوكار
الهزيمة.وتفكيك البناء الاجتماعي،له مهرته،وممن أفلح في إرضاء من سموا أنفسهم بالشخصيات السيادية، وهؤلاء تجدهم في حضورهم وبيع أقلامهم،في كل العصور والعهود القديمة والجديدة،وفي محفظتهم كل عناصر الفهلوة التي تمكنهم من تجديد بيع أقلامهم.وفي حاضنة الاستبداد نجد زعار السلطان،الكثرة من باعة
الأقلام بكل جاهزيتهم لإشهار ما يرض المستبد وًمن في معيته.وهدا حالنا مع فهلوية من ركب التغيرات المتسارعة،وعرض أقلامهم،ومافيها من حبر وما يجود به هذا الحبر من كلام يصب في خانة المستبد.
لكن الذي حدث مع هؤلاء في نزوعهم ووازع شطارتهم،أنهم بدل أن يسيل حبرهم ،بفعل ثقافة الحقد،ضد من سرق الفرس ذهب حقدهم،بل قل صناع ثقافة الكراهية،إلى صاحب الفرس الذي تعب في تربيتها وتنشئتها لتكون فرساً أصيلاً معروفة بملامحها الأصيلة التي لاتبدلها وتغيرها الصعوبات وتجار الفكر المباح.
كيف لنا بقوم أتوا إلينا، وقد فرضت ثقافة الحقد نفسها على سلوكهم واختباراتهم، وحتى تعاملهم مع باعة القلم،كنا ننتظر أن يتعلم هؤلاء من التاريخ وتجاربه ودروسه المستفادة،أن باعة الأقلام سيبيعونه،كما باعو أ من قبله في زمن درجوا على تسميته بالعهد القديم،وإذا بهم أكثر قدما لأنّ ماقدمه الباعة لهم ولد في رحم العهد القديم،وهم من شارك في ولادته.
هنا نسأل عن باعة الأقلام،ومن شكل لهم حاضنة ممن أوجد مناسبة للتشهير بسارق الفرس الأصيل،وإذا بهم يأخذونهم بثقافة الحقد إلى من استولد الفرس وجعلها بالتنشئة أصيلة.
ثم نسأل،والسؤال له الشرعية في احتساب ماقلناه إشارات من هذه الومضة، على أن التسابق نحو من تجاوزه البعث في نضاله وفكره أن يكون شاهد حقد أم شاهد عدل في أقواله وكتاباته.وفي حالة اختيار سامي الجندي عما كتبه في كتابه عن “البعث” هل يكون شاهدا على نفسه،أم شاهداً علي البعث،؟
سامي الجندي الذي كتب عن أمراء البعث،في كتابه “البعث”كان واحداً من هؤلاء الأمراء وهم قلة عرفتهم الأحزاب العربية وغير الأحزاب العربية، فغادرواً أحزابهم باماراتهم،وبقي البعث بنضاله ساحة التقاء لكل أحرار الأمة العربية،مع احترامي له في تربته،الذي التقيته مع عبد الكريم زهور أثناء مباحثات الوحدة،وآخر لقاء في جروبي بميدان سليمان باشا.والواقعة يشاهدها ومحدداتها،وواقعة البعث بشهدائها ومن ناضل في صفوفها،خلال العهد الأسدي،ويوم اغتال هذا العهدالشهيد صلاح البيطار،ويوم حوكم أمينه العام الأستاذ ميشيل عفلق بالإعدام ،وأين كنتم يوم عرفت سجون الأسد كواكب البعث.وقليل من الوفاء لهذا النضال،وقليل من الصدق باباعة الأقلام.
د-عزالدين حسن الدياب.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب