قاسم: لن نترك السلاح لأننا أمام خطر وجودي

قاسم: لن نترك السلاح لأننا أمام خطر وجودي
عشية زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك إلى لبنان، خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمواقف حاسمة من السلاح ومن الصراع مع إسرائيل.
وقال إنَّ «المُقاومة في لبنان منعت إسرائيل من الوصول إلى بيروت في معركة أولي البأس»، مشيراً إلى أن «المقاومة تواجه تهديداً وجودياً»، وحذّر من «التحريض على الفتنة، وإلحاق لبنان بقوى إقليمية أمرٌ خطير، ونحن لن نقبل الذل وقدّمنا تضحيات كثيرة ولن نتخلى عن قوتنا وحاضرون للمواجهة الدفاعية على قاعدة إمّا النصر أو الشهادة». وتابع: «لا استسلام ولن تتسلّم إسرائيل السلاح منا ولن نرضخ لأي نوع من أنواع التهديدات».
وذكر قاسم أنَّ «حزب الله التزم بما عليه في اتفاق وقف إطلاق النار والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لم تلتزم به والعالم كله يشهد بذلك». وأضاف «خلال 8 أشهر والعدوان الإسرائيلي مستمر، وكل الدنيا تقول إن إسرائيل نفّذت 3800 خرق. مع هذا، فقد اكتشفت إسرائيل أن الاتفاق فيه مصلحة للبنان ولذلك اعتبرت مع الأميركيين أن المطلوب تعديل الاتفاق وتمّ الذهاب إلى الضغط الميداني علّه يؤدي إلى تعديلات، ويطرحون اتفاقاً جديداً يبرّئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة. وما يريدونه هو نزع سلاح حزب الله لأنهم يريدون طمأنة العدو».
وأشار قاسم إلى أنه و«تحت عنوان أمن إسرائيل لا يبقى مخلوق في المنطقة يستطيع أن يرفع رأسه، ولا تبقى زاوية إلا ويطالبون بتفتيشها وقصفها، ويُمنع على أحد أن يقول لا لإسرائيل. وما يفعلونه اليوم في سوريا، هدفه أن تكون سوريا مجرّدة تماماً من السلاح وأن تكون تحت الأوامر الإسرائيلية أي إدارة إسرائيلية لسوريا».
وسأل قاسم: «هل يمكن أن نقبل بهذا الأمر في لبنان؟ ألم نرَ ما يحصل في غزة؟ إبادة جماعية للفلسطينيين بإشراف أميركي مباشر. والمسألة ليست سحب السلاح بل هذه خطوة من خطوات التوسّع لإسرائيل».
دعا الأمين العام لحزب الله إلى مراقبة ما يجري في غزة وسوريا وإلى تقديم الأخطار على ملف حصرية السلاح
وفي موقف لافت وهو الأول من نوعه قال قاسم: «إننا كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعاً للطائف ومندرجاته نشعر بأننا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه»، مضيفاً: «إن كل الطوائف مهدّدة في لبنان، انظروا ماذا يحدث في سوريا وفلسطين حتى الكنيسة الكاثوليكية في غزة قُصفت. وانظروا ماذا يحدث في سوريا من بعض المجموعات المسلحة من ذبح. ونحن نعرف أنه إذا كان هناك قرار، فهم لا يحتاجون إلى وقت كبير للهجوم من شرق لبنان».
وقال قاسم إن «لبنان أمام ثلاثة مخاطر حقيقية، الأول تمثّله إسرائيل من الجنوب، والثاني يمثّله داعش من الشرق، وهناك الهيمنة الأميركية والوصاية على السلطة في الداخل». وتوجّه إلى بقية اللبنانيين قائلاً: «إن المهم اليوم هو مواجهة هذه الأخطار وبعدها نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني»، داعياً الآخرين إلى «عدم الرهان على الخلاف الشيعي الشيعي فبيئة المقاومة متماسكة وحزب الله وحركة أمل بينهما حلف استراتيجي».
وكان الشيخ قاسم قد تحدّث في ذكرى تأبين القائد الجهادي علي كركي «الحاج أبو الفضل»، وقال إن الاحتفال سببه أن الشهيد سقط مع الشهيد السيد حسن نصرالله، ولم يتيسر أن يكون له تأبين خاص ولا مراسم خاصة، عارضاً لبعض الجوانب الخاصة به. وأضاف أن الحاج «أبو الفضل» هو شخصية بارزة يجب أن يتعرّف الناس إليها. وكان له دوره في العمل الإسلامي في بيروت منذ زمن بعيد، بعدما كان انتسب إلى حركة المحرومين (أمل) في عام 1974.
وأشار إلى دوره في تشكيل البنية العسكرية لحزب الله، وفي التصدّي للاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، حيث أصيب بجروح بالغة في معركة خلدة، وأنه كان من خطّط مع الشهيد عماد مغنية لعملية الاستشهادي أحمد قصير وأسّس تشكيلات المقاومة في الشريط الحدودي. كما تولّى قيادة منطقة الجنوب من سنة 2006 حتى تاريخ الاستشهاد، كما لعب دوراً أساسياً في «طوفان الأقصى»، وكان يتابع بفعالية ورغم تعرّضه لعدة محاولات اغتيال لم يترك الجنوب. وهو كان مسؤولاً عسكرياً مركزياً ومعاوناً جهادياً للأمين العام السيد حسن نصرالله منذ عام 2008.
الاخبار