عربي دولي

سوريون يتظاهرون في لندن وباريس مطالبين بحماية الدروز في السويداء

سوريون يتظاهرون في لندن وباريس مطالبين بحماية الدروز في السويداء

لندن: تظاهر عشرات السوريين من الأقليات، يوم السبت، في لندن وباريس، مطالبين باتخاذ إجراءات لحماية الدروز في محافظة السويداء، التي تشهد اشتباكات طائفية أسفرت عن مقتل المئات.

في وسط لندن، هتف نحو 80 متظاهرًا “الله يحمي الدروز” و”تَوقّفوا عن دعم الجولاني”، في إشارة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي كان يُلقب بـ”الجولاني” خلال الحرب، وتخلى عن هذا اللقب بعد دخول الفصائل الإسلامية إلى دمشق، العام الماضي، وتوليه السلطة في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

 وليام صالحة: إنه بمثابة تطهير عرقي. يريدون مدينة من دون سكانها. يحاولون ارتكاب أكبر قدر من القتل

ورفع المتظاهرون في العاصمة البريطانية لافتات تدعو إلى إنهاء العنف الدامي في السويداء وفتح ممر إنساني عبر الحدود الأردنية.

ومنذ الأحد، قُتل أكثر من 900 شخص في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب المرصد، اندلعت الاشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية تدخلها لفض الاشتباكات، لكن، وفقًا للمرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.

وتخلّل انتشار القوات في السويداء إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين، إضافة إلى انتهاكات ونهب ممتلكات، وفقًا للمرصد السوري وشهادات سكان ومقاطع فيديو وثّقها المرتكبون أنفسهم.

على إثر ذلك، شنّت إسرائيل ضربات على مقر هيئة الأركان وبجوار القصر الرئاسي في دمشق، وعلى أهداف “عسكرية” في السويداء، مطالبةً الشرع بسحب قواته من معقل الدروز.

في لندن، قال منظم التظاهرة عماد العيسمي إنّ “الفظائع لا تزال مستمرة في السويداء”.

وأشار، خلال مشاركته في التظاهرة، التي نُظّمت أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى “إطلاق نار، وقطع رؤوس، واغتصاب، وقتل أطفال، وحرق متاجر ومنازل”، واصفًا ما يحدث بأنه “سلوك وحشي مستمر في السويداء”.

وأضاف: “نطالب بالحماية. نطالب بممر إنساني”.

“بمثابة تطهير عرقي”

والسبت، أفاد مراسلو فرانس برس بوقوع اشتباكات في المحافظة الواقعة جنوب سوريا، رغم إعلان الرئيس أحمد الشرع وقفًا لإطلاق النار، والتزامه “حماية الأقليات” ومحاسبة “المنتهكين” من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء.

من جانبه، حاول المتظاهر معن رضوان، الذي لا تزال عائلته في السويداء، حبس دموعه مشيرًا إلى أنّ بعض أقاربه قُتلوا في مجزرة وقعت داخل المضافة الخاصة بعائلته في مدينة السويداء، الأسبوع الماضي.

وانتقد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى سوريا، في وقت سابق هذا الشهر، حيث التقى الرئيس الشرع.

وقال وليام صالحة، الذي لديه أيضًا أفراد من عائلته في السويداء، إنّهم “عاجزون”، محاصرون في منازلهم ويحاولون فقط البقاء على قيد الحياة.

وأضاف: “إنه بمثابة تطهير عرقي. يريدون مدينة من دون سكانها. يحاولون ارتكاب أكبر قدر من القتل”، متهمًا الحكومة السورية بالتواطؤ.

وقال متظاهر آخر، وهو طالب من جنوب لندن شاركَ في الاحتجاج مع والدته، إنّ أقاربه في السويداء “يعانون حقًا”.

وأشار إلى أنّ العديد من أفراد عائلة والده تعرّضوا لإطلاق نار وقُتلوا، مضيفًا أنّ عمته أخبرتهم بما حصل.

وقال: “هاجمتهم المجموعات المسلحة، حاولوا المقاومة فأُطلقت النار عليهم”.

“أين فرنسا؟”

في احتجاج مماثل في باريس، ارتدت عايدة اللون الأسود، وهي تحمل صورة شقيقها البالغ 52 عامًا، قائلةً إنّه قُتل أمام منزله، صباح الخميس، في مدينة السويداء.

وأضافت أنّه خرج فقط لإحضار أدوية ضغط الدم التي كان قد نسيها.

وأشارت إلى أنّه “كان رجلًا صادقًا. لم يحاول أبدًا إيذاء أحد”.

رفع المتظاهرون في العاصمة البريطانية لافتات تدعو إلى إنهاء العنف الدامي في السويداء وفتح ممر إنساني عبر الحدود الأردنية

وتساءلت عايدة: “أين فرنسا؟”، متهمةً الشرع بالتواطؤ، ومعربةً عن غضبها تجاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأنه استضاف الرئيس السوري الانتقالي في باريس في أيار/مايو الماضي.

وحثّت فرنسا، السبت، جميع الأطراف على “الاحترام الكامل” لوقف إطلاق النار.

من جانبها، رفعت إيفا رضوان (41 عامًا)، وهي طالبة دكتوراه، صورة لقريبها، البالغ 34 عامًا، وابني إخوته، اللذين يبلغان 13 و16 عامًا، وقالت إنهم قُتلوا.

وأشارت إلى أنّ والديها اضطُرّا إلى مغادرة منزلهما في السويداء، بعدما تعرّض حيّهما للقصف في بداية الأسبوع.

وبينما كانت تتقدّم نحو 20 متظاهرًا، صرخت عبر مكبّر الصوت قائلة: “الجولاني، اُخرج. سوريا ليست لك”.

ودعت الأردن إلى فتح حدوده للسماح بدخول المساعدات.

وسقط ما لا يقل عن 940 قتيلًا جراء أعمال العنف التي بدأت الأحد، بينهم 588 من أبناء محافظة السويداء من مقاتلين ومدنيين، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن بين هؤلاء، 262 مدنيًا، 182 منهم “أُعدموا ميدانيًا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”.

(أ ف ب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب