قادة المعارضة في إسرائيل يناصرون “ائتلاف الإبادة”: إعلان ماكرون “خيالي وخطأ قيمي”

قادة المعارضة في إسرائيل يناصرون “ائتلاف الإبادة”: إعلان ماكرون “خيالي وخطأ قيمي”
مشكوك جداً أن يكون رؤساء ائتلاف الموت والدمار والضم/ وعلى رأسهم نتنياهو، قد تكبدوا قبل أن يشنوا هجوماً ضد الرئيس إيمانويل ماكرون عناء قراءة إعلان الزعيم الفرنسي حتى النهاية بشأن نيته الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية. لو فعلوا ذلك لتبين لهم أن الوثيقة تتضمن سلسلة من الشروط تنسجم معظمها مع مطالب إسرائيل، إلى أن وقع الحكم في أيدي جبهة الرفض اليهودية: اعتراف بدولة إسرائيل، تحول ديمقراطي للدولة الفلسطينية وتجريد غزة من قوات حماس. كما أن ماكرون يصر على تحرير كل المخطوفين ووقف نار فوري في القطاع.
مع خيبة الأمل -وليس ذلك مفاجئاً- انضم رؤساء المعارضة إلى رد فعل الائتلاف. فقد وصف الرئيس يئير لبيد إعلان ماكرون بأنه “خطأ قيمي” واتهمه بإعطاء جائزة لعموم الشعب الفلسطيني على 7 أكتوبر وعلى تأييد حماس. ورئيس “الديمقراطيين” يئير غولان، لم يجد من الصواب الإعراب عن التأييد لحل الدولتين واكتفى بأن عزا “فشل” الاعتراف الفرنسي أحادي الجانب بدولة فلسطينية لنتنياهو. أما رئيس أزرق – أبيض غانتس، فقد سار بعيداً حين لوح بالقرار الغبي والضار في الكنيست – بتأييد من كتلته – الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية.
وصف غانتس بيان ماكرون بأنه “إعلان خيالي عابث يخدم المتطرفين بدلاً من المعتدلين”. غير أن السلطة الفلسطينية المتمسكة باتفاق أوسلو رغم مقاطعة الإسرائيليين لرئيسها، ورغم حرصها على تعاون أمني مع سلطات احتلال يتعاونون مع ميليشيات يهودية، رغم ذلك فقد استمدت تشجيعاً من إعلان ماكرون. ومثلها الأردن ومصر وقطر وعُمان والكويت واليمن. والسعودية دعت باقي دول العالم بالسير في أعقابها.
وبالفعل، فإن سلسلة من الدول في أوروبا وبينها إسبانيا وسلوفانيا وأيرلندا، كلها حيت الرئيس الفرنسي على مبادرته. التصويت بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، الذي سيجرى في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، سيغرق إسرائيل في عزلة مرة أخرى، بصحبة الولايات المتحدة وحقنة “أصدقاء قدامى” كميكرونيزيا.
في السنوات الأخيرة، تعلم الرئيس ماكرون أفعال آلة السم الإسرائيلية التي يشغلها المستوى السياسي الأعلى. على الرغم من ذلك، كان صديقاً حقيقياً لإسرائيل، وقف إلى جانبها في الحرب مع إيران، وكان الزعيم الأول في القيادة العالمية الذي يرفض الوقوف جانباً في الوقت الذي أصبحت فيه حكومة إسرائيل العدو الأكبر لمواطنيها وجعلتهم منبوذين. ماكرون محق: حل الدولتين الذي تقوم في إطاره دولة فلسطينية، هو وحده ما سيسمح بحياة طبيعية للشعبين اللذين يعيشان بين البحر والنهر.
أسرة التحرير
هآرتس 27/7/2025