مقالات

* غزو العراق واحتلاله : الزلزال الذي هدم الوطن العربي …فهل من إمكانية لإعادة بنائه؟ بقلم الدكتور عثمان الحاج عمر

بقلم الدكتور عثمان الحاج عمر

* غزو العراق واحتلاله : الزلزال الذي هدم الوطن العربي …فهل من إمكانية لإعادة بنائه؟
بقلم الدكتور عثمان الحاج عمر
في مارس 2003، حين دكّت أولى القنابل الأمريكية بغداد، لم تُسقط فقط نظام حكم، بل سقط معها جدارٌ من جدران الوطن العربي. ما تبع ذلك لم يكن تحريرًا، بل انهيارًا طويلًا، شمل العراق أولًا، ثم تدحرج ككرة نار،غزو العراقواحتلاله: الزلزال الذي هدم الوطن العربي…
فهل من إمكانية لإعادة بنائه؟
د.عثمان الحاج عمر
في مارس 2003، حين دكّت أولى القنابل الأمريكية بغداد، لم تُسقط فقط نظام حكم، بل سقط معها جدارٌ من جدران الوطن العربي. ما تبع ذلك لم يكن تحريرًا، بل انهيارًا طويلًا، شمل العراق أولًا، ثم تدحرج ككرة نار، أصابت معظم العواصم العربية، فأحرقتها أو أضعفتها أو قيّدتها.
غزو العراق… لحظة السقوط الكبرى
لم يكن احتلال العراق حدثًا عابرًا، بل كان نقطة تحوّل تاريخي:
تفككت الدولة العراقية بقرار خارجي، وتم تسليمها إلى الطائفية والميليشيات.
نُسف التوازن الإقليمي، فتمدّد النفوذ الإيراني، وسقط الحصن الشرقي للوطن العربي.
ولدت من رَحم الفوضى جماعات التكفير والعنف، وتحوّل الإرهاب إلى ظاهرة عابرة للحدود.
لكن الأسوأ لم يكن في العراق فحسب، بل في العدوى التي انتشرت منه إلى شرايين الوطن العربي:
من العراق إلى سوريا واليمن ولبنان… الوطن الممزق
سوريا تبنّت نفس النموذج الطائفي، وتحولت من دولة إلى مسرح دولي للحرب.
اليمن انهار بعد أن تمكنت جماعة طائفية من إسقاط الدولة بدعم إقليمي.
لبنان تحوّل إلى رهينة بيد حزبٍ مسلح خارج عن سيادة الدولة.
ليبيا سقطت في أتون الفوضى، نتيجة تفكك الدولة، وصراع المرتزقة.
كلها نماذج تؤكد أن تفكيك الدولة الوطنية أصبح النمط السائد بعد 2003.
فلسطين: الخسارة الصامتة
بينما ينشغل الوطن العربي بخرابه الداخلي، تُستفرد فلسطين بأبشع أشكال الاحتلال والاستيطان والحصار. القضية التي كانت يومًا “قضية الأمة المركزية”، أصبحت مجرّد بند هامشي في خطابات رسمية باهتة، بل تحوّلت إلى “عبء” في حسابات بعض الأنظمة، فانطلقت موجات التطبيع، دون ثمن، ودون ردع.
الواقع الآن: وطن عربي مشرذم، مُنهك، مُخترق
القرار السيادي مُرتهن للقوى الدولية أو الإقليمية.
الهوية الجامعة مُستبدلة بعصبيات طائفية أو جهوية أو قبلية.
الثقة بين الأنظمة والشعوب مدمّرة.
العمل العربي المشترك ميت سريريًا، وجامعة الدول العربية شاهد على الغياب لا على الفعل
فماذا بعد؟ وهل من طريق للخروج؟
نعم، ما زال في الأفق أمل. فالتاريخ لا يرحم الضعفاء، لكنه أيضًا لا يُغلق الأبواب أمام من ينهضون. لكن هذا الأمل مشروط بوعيٍ صادق، وقرارات جريئة، وتضحية جماعية.
أولاً: إعادة بناء الدولة الوطنية على أسس المواطنة
لا بقاء لدولة تستند إلى الطائفة أو القبيلة.
المواطنة لا الطائفية، هي حجر الأساس لأي مشروع نهضوي.
يجب إعادة الاعتبار للجيوش الوطنية، والمؤسسات المستقلة، والقانون العادل.
ثانيًا: وقف التبعية للخارج
لا حلّ لأزماتنا في عواصم القرار الغربي أو الشرقي.
لا إيران ولا أمريكا ولا “إسرائيل” تملك مفاتيح خلاصنا.
الاستقلال السياسي والاقتصادي يجب أن يكون هدفًا عربيًا مشتركًا، لا مجرد شعار.
ثالثًا: استعادة دور فلسطين كقضية مركزية
فلسطين ليست مجرد “أرض محتلة” بل بوصلتنا الأخلاقية والسياسية.
إعادة إحياء الموقف العربي الجماعي تجاهها، هو الخطوة الأولى نحو استعادة الكرامة المفقودة.
رابعًا: بناء مشروع عربي وحدوي واقعي
لا نقول “الوحدة الشاملة” ، بل نقول: تنسيق استراتيجي عميق في ملفات الأمن، الاقتصاد، الطاقة، والتكنولوجيا. طريقا الوحدة الشامل
مشروع “ناتو عربي” حقيقي، يحمي السيادة، لا أن يكون أداة لأجندات غير عربية.
خامسًا: إصلاح داخلي حقيقي لا تجميلي
يجب أن تستعيد الشعوب ثقتها بأنظمتها التي تختارها من خلال إصلاحات سياسية عميقة، وليس وعودًا سطحية.
لا استقرار بدون عدالة، ولا نهضة بدون حرية، ولا قوة بدون كفاءة.
خاتمة: العراق كان البداية… فليكن المستقبل جديدًا
غزو العراق لم يكن مجرد خطأ استراتيجي، بل كان كارثة تاريخية. لكن الكوارث ليست نهاية التاريخ، بل اختبارًا لقوة الإرادة. الوطن العربي قادر على النهوض، إذا عرف عدوه الحقيقي، وأعاد ترتيب أولوياته، وتجاوز أوهام الفردانية السياسية.
الوقت لم ينتهِ… لكنه يضيق. وإذا لم يُستدرك الآن، فقد يأتي جيلٌ قادم لا يرى وطنًا عربيًا بل خرائط متناحرة، وحدودًا مغلقة، وقضايا ميتة.
فهل نستيقظ قبل أن نمحى أصابت معظم العواصم العربية، فأحرقتها أو أضعفتها أو قيّدتها.
غزو العراق… لحظة السقوط الكبرى
لم يكن احتلال العراق حدثًا عابرًا، بل كان نقطة تحوّل تاريخي:
تفككت الدولة العراقية بقرار خارجي، وتم تسليمها إلى الطائفية والميليشيات.
نُسف التوازن الإقليمي، فتمدّد النفوذ الإيراني، وسقط الحصن الشرقي للوطن العربي.
ولدت من رَحم الفوضى جماعات التكفير والعنف، وتحوّل الإرهاب إلى ظاهرة عابرة للحدود.
لكن الأسوأ لم يكن في العراق فحسب، بل في العدوى التي انتشرت منه إلى شرايين الوطن العربي:
من العراق إلى سوريا واليمن ولبنان… الوطن الممزق
سوريا تبنّت نفس النموذج الطائفي، وتحولت من دولة إلى مسرح دولي للحرب.
اليمن انهار بعد أن تمكنت جماعة طائفية من إسقاط الدولة بدعم إقليمي.
لبنان تحوّل إلى رهينة بيد حزبٍ مسلح خارج عن سيادة الدولة.
ليبيا سقطت في أتون الفوضى، نتيجة تفكك الدولة، وصراع المرتزقة.
كلها نماذج تؤكد أن تفكيك الدولة الوطنية أصبح النمط السائد بعد 2003.
فلسطين: الخسارة الصامتة
بينما ينشغل الوطن العربي بخرابه الداخلي، تُستفرد فلسطين بأبشع أشكال الاحتلال والاستيطان والحصار. القضية التي كانت يومًا “قضية الأمة المركزية”، أصبحت مجرّد بند هامشي في خطابات رسمية باهتة، بل تحوّلت إلى “عبء” في حسابات بعض الأنظمة، فانطلقت موجات التطبيع، دون ثمن، ودون ردع.
الواقع الآن: وطن عربي مشرذم، مُنهك، مُخترق
القرار السيادي مُرتهن للقوى الدولية أو الإقليمية.
الهوية الجامعة مُستبدلة بعصبيات طائفية أو جهوية أو قبلية.
الثقة بين الأنظمة والشعوب مدمّرة.
العمل العربي المشترك ميت سريريًا، وجامعة الدول العربية شاهد على الغياب لا على الفعل
فماذا بعد؟ وهل من طريق للخروج؟
نعم، ما زال في الأفق أمل. فالتاريخ لا يرحم الضعفاء، لكنه أيضًا لا يُغلق الأبواب أمام من ينهضون. لكن هذا الأمل مشروط بوعيٍ صادق، وقرارات جريئة، وتضحية جماعية.
أولاً: إعادة بناء الدولة الوطنية على أسس المواطنة
لا بقاء لدولة تستند إلى الطائفة أو القبيلة.
المواطنة لا الطائفية، هي حجر الأساس لأي مشروع نهضوي.
يجب إعادة الاعتبار للجيوش الوطنية، والمؤسسات المستقلة، والقانون العادل.
ثانيًا: وقف التبعية للخارج
لا حلّ لأزماتنا في عواصم القرار الغربي أو الشرقي.
لا إيران ولا أمريكا ولا “إسرائيل” تملك مفاتيح خلاصنا.
الاستقلال السياسي والاقتصادي يجب أن يكون هدفًا عربيًا مشتركًا، لا مجرد شعار.
ثالثًا: استعادة دور فلسطين كقضية مركزية
فلسطين ليست مجرد “أرض محتلة” بل بوصلتنا الأخلاقية والسياسية.
إعادة إحياء الموقف العربي الجماعي تجاهها، هو الخطوة الأولى نحو استعادة الكرامة المفقودة.
رابعًا: بناء مشروع عربي وحدوي واقعي
لا نقول “الوحدة الشاملة” ، بل نقول: تنسيق استراتيجي عميق في ملفات الأمن، الاقتصاد، الطاقة، والتكنولوجيا. طريقا الوحدة الشامل
مشروع “ناتو عربي” حقيقي، يحمي السيادة، لا أن يكون أداة لأجندات غير عربية.
خامسًا: إصلاح داخلي حقيقي لا تجميلي
يجب أن تستعيد الشعوب ثقتها بأنظمتها التي تختارها من خلال إصلاحات سياسية عميقة، وليس وعودًا سطحية.
لا استقرار بدون عدالة، ولا نهضة بدون حرية، ولا قوة بدون كفاءة.
خاتمة: العراق كان البداية… فليكن المستقبل جديدًا
غزو العراق لم يكن مجرد خطأ استراتيجي، بل كان كارثة تاريخية. لكن الكوارث ليست نهاية التاريخ، بل اختبارًا لقوة الإرادة. الوطن العربي قادر على النهوض، إذا عرف عدوه الحقيقي، وأعاد ترتيب أولوياته، وتجاوز أوهام الفردانية السياسية.
الوقت لم ينتهِ… لكنه يضيق. وإذا لم يُستدرك الآن، فقد يأتي جيلٌ قادم لا يرى وطنًا عربيًا بل خرائط متناحرة، وحدودًا مغلقة، وقضايا ميتة.
فهل نستيقظ قبل أن نمحى ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب