مقالات

الكيان طغى و تجبر بقلم الدكتور غالب الفريجات  

بقلم الدكتور غالب الفريجات  

الكيان طغى و تجبر
بقلم الدكتور غالب الفريجات  

ما يمارسه الكيان الصهيوني في غزة تجاوز كل القيم والاعراف الانسانية ، وداس على كل معايير
العدالة وحقوق الانسان ، كما انه لم يؤشر انه لا يعيش ضمن المنظومة الدولية ولا ينتمي للمجموعة البشرية ، كل ذلك يؤكد ان الكيان يعتبر نفسه خارج المنظومة البشرية ، ويظن واهما انه يعيش فوق غايات و اهداف ما تسعى اليه
البشرية في السعي لتحقيق امن السلمي العالمي في ضوء المعايير التي توافقت عليها كل امم الارض وشعوبها .

الكيان الصهيوني كيان خلق من رحم المنظومة الدولية الاوروبية الامريكية بوظيفة عدوانية ارهابية توسعية ،فهو خارج القانون وبعيد كل البعد ان يكون كائن سياسي شرعي ، فقد كانت ولادته عنوان للقمع والارهاب والاستغلال ، الى جانب ان وظيفته الموكولة له خارج العرف القانوني وما توافقت عليه امم الارض في السعي من اجل الامن والسلام العالمي .

المشكلة في هذا الكيان المنفوخة اوداجه بالقوة لا يعي ان فائض القوة التي يملكها ليست بفعل صنيعة اياديه هي قوة موضوعة بين يديه من القوى الخارجية التي تعهدت عند توظيفه انها ستكون راعية له بكل شيء حتى في ما يدعيه بالامن والامان التي يقدمها لمرتزقته ،فهي تقدم له كل ما تقوم على انتاجه من وسائل الحياة اليومية والقوة العسكرية ،وان اي خلل في منظومة الدعم الغربي له تسقطه ارضا وتقضي على كل أحلامه التي يهلوس بها .

فائض القوة التي يلعب بها في كل الاتجاهات قاتلة لهذا الكيان ، فهو يستعدي كل المحيط الذي يدعي الانتماء له ، وهو يظن واهما انه قادر على السيطرة لديمومة بقائه فوق الجميع على الرغم انه يعي ان وجوده لم يكن الحالة الفريدة التي طرأت على المحيط ، وان هذا المحيط الذي خبر غزوات قبله قد اتى عليها وانتهت الى غير رجعة حتى. من بقي منها من افراد هنا وهناك قد ابتلعها وغابت عن الوجود فلم يبق لها اي اثر .

الكيان يؤشر على سقوطه طال الزمن او قصر ،واظن انه بسلوكه غير المسبوق في كل الحركات الاستعمارية العدوانية التي سبقته فزوالطه لعاملين ، و احدهما ذاتي الكيان يقوم على صناعته يتمثل في ان اسياده الذين صنعوا منه هذه الحالة الإجرامية كانوا يعوون ان فائض القوة هذه قد ترتد عليهم ، لان له اطماع في اهدافها تشكل خطرا على مصالحهم ، فهم قد يلجأون اما لجمه او التخلي عنه عندما يشعرون بتهديد مصالحهم ، والعامل الثاني يكمن في المحيط الذي يعيش في قلبه ، هذا المحيط لن يكون مسكونا بالضعف والهوان ، فهو يملك عوامل القوة والنهوض ، وهذه طبيعة ابناء هذا المحيط حتى وان بدى ان الضعف يلبسهم الا انهم سرعان ما ينهضون ، و يعملوا على تفعيل قوتهم الذاتية التي تدفع بهم لنفض غبار الذل والهوان عندها لن يكون بمقدور اي قوة غريبة بما فيها هذا الكيان الغاصب فرصة البقاء و سيؤول الى زوال .

الكيان يسابق الزمن حتى يحقق اكبر قدر من أحلامه لانه يعي ان الزمن ليس في صالحه ، فالزمن في صالح أعدائه ابناء هذه المنطقة العربية التي جاء يغتصب حقوق ابنائها بقدرات اصطناعية ، و مخالب كرتونية فها هو في غزة لا يملك ايا من القوة لتحقيق اهدافه التي اعلنها منذ بدء العدوان على غزة وبسبب فشله باتت كل ممارساته اللا أخلاقية مدانة من المجتمع الدولي الذي تتسع معارضاته لنهج الابادة الاجرامية التي ينتهجها في مواجهة المدنيين وتعمده في استهداف الاطفال والنساء والشيوخ لا بل يصب حمم عدوانه على كل ما هو على الارض من حجر وشجر وبشر كل ذلك يؤشر انه قد اصابه الجنون بفقدانه قدرة استسلام المقاومة ولان المقاومة بات توجعه بضرباتها وتكشف ضعف مستوى قدراته وتمكنت من تحطيم نفسيات مرتزقته في ساحة المواجهة ، وعرت جيشه الذي كان يتفاخر به وبات مطلب جنرالاته ومواطنيه بانهاء الحرب العبثية التي يشنها على المدنيين .

ما يدور على ارض القطاع اليوم ليست حرب فهي عدوان على المدنيين الاطفال والنساء والشيوخ وباسلوب لا اخلاقي ،اسلوب التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية لابناء غزة ويقابله في عدوانه شعب اراد الحياة بصموده ورفضه السماح لهذا الكيان بتحقيق اهدافه بالتهجير الذي يحلم به العدو ويصر على تحقيق شعار ابطال المقاومة نصر او استشهاد ، والنصر باذن الله لهؤلاء الابطال المقاومين وللحاضنة الشعبية التي تقف سندا لابنائها المدافعين عن أرضهم وكرامتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب