مقالات

من اجتثاث البعث إلى حلًه -القواسم المشتركة! بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب – استاذ جامعي -دمشق-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب - استاذ جامعي -دمشق-

من اجتثاث البعث إلى حلًه -القواسم المشتركة!
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -ااستاذ جامعي -دمشق-
قصة اجتثاث البعث في القطر العراقي،وفكرة الاجتثاث إذا قرأتها في العدوان الأطلسي على العراق الذي كانت تعد له الصهيونية العالمية،من تاريخ ظفر البعث بحكم العراق،وما حمل من أفكار ومشاريع تنموية،وطنية التراب،في بعده المتمثل في عروبة جغرافية الوطن العربي،وما كانت تحمله
وتعلن عنه تلك المشاريع المنقادة بفكر وحدوي،يرى في الوحدةالعربية مفتاحه إلى المستقبل العربي،ومن إنها بابه للدخول في معركة المصير العربي،هذه المعركة التي تعرف
من هويتها الحضارية،الحاملة لرسالتها الخالدة،في معركة
المصير ،على الدور الحضاري،بينها وبين الصهيونية العالمية.
وما الحلف الأطلسي إلاّ أزرع للصهيونية العالمية.
وبدأت المؤامرة الصهيونية،وبكل الألبسة التي ارتدتها،مرة لباس
الخليج،ومرّة أخرى الحكم الاستبدادي،وثالثة أسلحة الدمار الشامل،حتى كان عام2003،يوم جاءت الساعة للانقضاض على
النظام الوطني القومي.
ولم يكن العدوان الصهيوني،بعيداً عن مشروعه المتمثل بضرب أي تحرك قومي عربي،على طريق بلوغ النهضة العربية
وعبقرية دورها الحضاري الإنساني المتمثل برسالة الأمة العربيه الخالدة،وكان لابد بعد ضرب البنية التحتية للعراق،كان
لابد، من القضاء على دليل العمل الذي قاد هذه التحولات في
العراق،من قاعدة،إن حدود القطر العربي الواحد،هي حدود الوطن العربي ،فكان قرار “اجتثاث البعث” قرار الصهيونية العالمية،لأنّ فكر البعث،هي التي قادت كل إنجازات العراق
من القول،إنً القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى،وهذا يعني أن العراق بدأ بتثبيت الخيارات الأساس في
النهضة العربية،لان حكم البعث للعراق،كان ثمرة نضجه ونضج
تجربته القومية ولأن ّالبعث أراد أن يكون العراق نموذجه القومي.وبتشكيل حيش عراق عربي،له دوره وبعده القومي
وجامعات ومراكز بحوث تضع العراق على امتلاك المحددات
الموضوعية للنهضة،واقتصاد قوي تسبقه القضاء على الأمية،
وفتحه على العمالة العربية،بكل مستوياتها واختصاصاتها
وفعالياتها.فحركت الصهيونية ذراعها الأطلسي لضرب طموح
الأمة العربية ببلوغ النهضة من بطاح الاندلس مروراً بمحمد علي باشا وعبد الناصر فصدام حسين.
إذا كان اجتثاث البعث في العراق،يأتي في سياق وإطار القضاء
على دليل العمل الفكري الذي قاد القاعدة الثورية الأولى،وبنى
نموذجه القومي.
وفي هذه الحالة القومية،التي تموضعت في العراق،كانت الأنظار موغلة في توجهاتها نحو سوريا التي شكلت قلب الأمة
العربية النابض،لوقف هذا القلب عن النبض العربي،ومن ثم لجم دوره وإخراجه من حالة الثورة العربية،التي هي حالة نضال قومي،ووقف فعالية قانون تبادل الأدوار الحضارية بين الأقطار
العربية،لتستكمل الصهيونية حلقات التآمر والمؤامرة على دور سوريا القومي العربي،فكان الانفصال بداية البدايات المتجددة
على دور سوريا القومي قلب العروبة النابض،وجاءت الثامن من
آذار لتكون الباب المفتوح،على مؤامرة ردّة شباط 1966،التي
التقت معها على أرض دمشق الرجعية العربية،وأذرع الضلالة
العربية في الخليج،وناظمي بالتقدمية الشعوبية،@وأن يأتي نظام الردة في ثوب مزور،منتحلاً إسم البعث-في سبيل البعث -ج3-ص228″.وكان وصول الأسد في القطار الشباطي،”حريمة تحويل البعث الذي كان الحركة الوحيدة المحصنة منذ البداية
ضد الانحرافات الطائفية،إلى حزب أقليات-ج3-ص229″
إذاً،من اجتثاث البعث في العراق،وحل “حزب البعث العربي الاشتراكي “في سوريا من قبل حكم الفصائل التي قامت بالتغيير بقيادة أحمد حسين الشرع،هل هناك قواسم مشتركة،
وفي مقدمتهاالمغالطات التي أدخلت إسم البعث في الاجتثاث
والحل،الحظر،أم في الاجتثاث دوافع صهيونية،وفي الحل من الموروث الثقافي،وليد صراع بين اتجاه قومي،واتجاه إسلامي
كان عبارة عن داء لم تشف منه الأمة العربية،حتى هذه اللحظة،
وما بين الاتجاه القومي العربي،والاتجاه الإسلامي المشترك التاريخي،المتمثل في الإسلام.رسالة،والإسلام تجدد العروبة وتكاملها،-ح1-ص142-في سبيل البعث “
والمشترك في هذه الحالة،ومن موقف قومي لايساوم أبداً
ومن انتماء إلى حقيقة تاريخيّة،وهي أن البعث الذي قدم آلاف
الشهداء،والشرع قاتل في صفوفهم،في العراق يجب أن يبتعد عن هذا المشترك،بأن الذي حل في سوريا ليس البعث أبداً،و
إنما هو نقيضه صناعة صهيونية،بأيد حسبت على العروبة،والعروبة وأهلها من أحرار الأمة العربية أبرياء منهم،براءة البعث ممن انتحلوا اسمه،شركاء في الاجتثاث في
نهاية الأمر.والرحوع عن الخطأ فضيلة،فهل لنا من يتراجع عن
الخطأ،ويعلوا عن موروثاته،من أجل مصالحة تاريخيّة بين
الاتجاه القومي والاتجاه الإسلامي،والنداء ليس موجها لأهل
الحكم،وإنما للقاعدة الشعبية العريضة من أبناء الأمة العربية
قبل أن يفوت الأوان، من عدوان صهيوني يتلاقى مع كل القوى المعادية للأمة العربية.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب