عربي دولي

بعد مقتل “إمبراطور الكبتاغون”.. حزب الله على الطرف الآخر ودمشق “في الصمت” وشمال الأردن بانتظار “التصعيد التالي”

بعد مقتل “إمبراطور الكبتاغون”.. حزب الله على الطرف الآخر ودمشق “في الصمت” وشمال الأردن بانتظار “التصعيد التالي”

أقل من 48 ساعة فصلت بين تحذير وزير الخارجية الأردني عبر محطة “سي إن إن” بعنوان “توجيه ضربات في العمق السوري” لصد عمليات “تهريب المخدرات السورية” وبين عملية “عسكرية جوية” شاركت فيها نطاقات أردنية.

لكن لم يتم الإعلان عنها رسميا من جهة القوات المسلحة بصفة رسمية حتى بعد ظهر الإثنين.

هدف العملية التي استُخدمت فيها طائرات مقاتلة، هو شخص يوصف بأنه “مقرب من حزب الله” اللبناني، ويدير أغلب عمليات تهريب الكبتاغون عبر الأراضي السوري باتجاه الأردن.

والمقصود هنا، مرعي الرمثان، الذي قُصف منزله في قرية الشعاب المحاذية لمحافظة السويداء، حيث الحدود الشرقية الشمالية للأردن.

مقتل تاجر المخدرات المعروف والمرتبط بميليشيا حزب الله “مرعي رويشد الرمثان” نتيجة غارة جوية على منزله يرجح بأنها أردنية ما أدى لمقتل أطفاله: حمزة وعباس وأسيل ويمامة وملك ولميس، وزوجته هند الرمثان.
 الرمثان في المواصفة الأردنية، شخصيةٌ مركزية في تلك المنطقة، ويحظى بدعم منظمة فرعية تتبع حزب الله، وعقل مدبر لأغلب محاولات التسلل والاختراق عبر الكثبان الرملية في المنطقة الوعرة الحدودية.

فوق ذلك، الرمثان وفي نفس المواصفة “رأس خطير” ومسؤول مباشر عن سقوط قتلى وجرحى من الجيش الأردني.

الأردن ورغم الصمت الرسمي على عملية قرية الشعاب تماما في “الثأر الأمني والانتقام” والرد، والأهم سياسيا في تغيير قواعد الاشتباك على الحدود وتطبيق فوري وسريع وخاطف لتهديده بالتوغل في العمق السوري.

وتلك “رسالة أردنية” على الأرجح مردّها وحسب مصادر مطلعة “اعتذار جهات مسؤولة” في النظام السوري عن اتخاذ إجراءات مباشرة لتحييد الرمثان ومجموعته. الأمر الذي يرجح وجود “ضوء أخضر” غير معلن من سلطات النظام السوري، “لا يمانع” مثل تلك العملية، مع أن الأردن لم يقل بعد كيف سيتعامل مع النتائج، ومن بينها مقتل جميع أفراد عائلة الرمثان، طبعا حسب المراصد السورية.

الأردن سياسيا يريد “تحسين موقعه التفاوضي” مع أطراف إيرانية رسمية ترفض الإقرار بوجود دعم خلفي في الأراضي السورية المحاذية لعمليات التهريب. وكمية حبوب الكبتاغون التي يتم تهريبها ضخمة جدا، وغير مسبوقة في تاريخ الحدود.

والسبب هو وجود “ورش تصنيع” محمية بمسلحين، لتلك الحبوب الشهيرة التي أرهقت السلطات الأردنية.

عملية قرية الشعاب ومقتل الرمثان، رسالة أهم بأن الأردن بعد الصبر والتكتيك “لن ينتظر أحدا” لا في دمشق ولا طهران ولا يستطيع تحت اي طائل، البقاء محايدا إزاء الإصرار على إمطار حدوده بالمخدرات لصالح تمويل عمليات مسلحة وأخرى إرهابية حسب  السيناريو الرسمي المتداول.

دمشق مررت العملية العسكرية الجديدة، والقوى العسكرية الأمريكية الموجودة في المنطقة تدعمها، والاشتباك الجديد عسكريا تحت عنوان “ملاحقة رموز تجارة المخدرات” حظيت بأعلى موافقة على المستويات الرفيعة في عمّان.

لكن التداعيات طبعا متوقعة في خاصرة الشمال الأردني، والجميع بانتظار “ما سيحصل” بعد إعلان تحييد المدعو الرمثان، الموصوف في التقارير المحلية الأمنية بأنه “إمبراطور حبوب الكبتاغون”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب