عربي دولي

قاسم: لا لجدولٍ زمني يُنفَّذ تحت العدوان الإسرائيلي

قاسم: لا لجدولٍ زمني يُنفَّذ تحت العدوان الإسرائيلي

حرص الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطاب ألقاه أمس، بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، على تأكيد رفض الالتزام بأيّ جدول زمني، فيما العدوان الإسرائيلي لا يزال مستمراً، ومن دون مناقشة استراتيجية دفاع وطني.

وقال قاسم، في ذكرى أربعين اللواء الإيراني الشهيد محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، إن «أيّ جدول زمني يُعرض ليُنفّذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن أن نوافق عليه، لأن الجدول الزمني يعني أن تلتزم بشيء والعدوان لا يزال قائماً»، مضيفاً أن تسليم السلاح من دون نقاش استراتيجية دفاعية «أمر خاطئ، لا يمكن أن نقبل بأن يلتزم لبنان بالتخلّي التدريجي عن قوته، بينما تبقى كل أوراق القوة في يد العدو الإسرائيلي».

وأعاد قاسم تأكيد أن «الاتفاق الذي انعقد في 27 تشرين ‏الثاني سنة 2024 هو اتفاق غير مباشر لوقف العدوان الإسرائيلي ومترتّبات وقف العدوان، وانعقد بين الدولة اللبنانية والعدو الإسرائيلي ‏بشكل غير مباشر»، مشيراً إلى أن «هذا الاتفاق أبرز تعاوناً وثيقاً ومميزاً بين المقاومة والدولة».

ولفت إلى أنه «في المقابل، انقلبت إسرائيل على ‏الاتفاق، ولم تلتزم، وتجاوزت بآلاف الخروقات»، معتبراً أن «ما حصل في سوريا أثّر كثيراً على هذه الإجراءات التي اتخذتها ‏إسرائيل، حيث ندمت على صياغة الاتفاق، واعتبرت أنه يُعطي لبنان وحزب الله قدرة وإمكانية لاستمرار القوة الموجودة في لبنان (…) وبالتالي يريدون تغيير هذا الاتفاق الذي لم يلتزموا به أصلاً». وشدّد على رفض «أيّ اتفاق جديد غير الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي»، داعياً إلى تنفيذ «الاتفاق أولاً، ثم ليتحدّثوا عن كل ما يريدون الحديث فيه».

إملاءات… وليس اتفاقاً

وحول ورقة المبعوث الأميركي توماس برّاك، قال قاسم إن «من يطّلع على الاتفاق الذي جاء به برّاك لا يجده اتفاقاً، بل إملاءات، ويجده نزع قوة وقدرة حزب الله ‏ولبنان بالكامل».

وكشف قاسم أن الورقة تطلب «نزع السلاح، مثلاً، يعطون أمثلة حتى يكون كل شيء واضحاً: مثل ‏الهاون، وقاذفات الصواريخ، القنابل اليدوية والمتفجّرات، وأجهزة الصواريخ الحارقة، جو – أرض، أرض – أرض، والأسلحة التي تسبّب ‏إصابات جماعية، والأسلحة البيولوجية والكيميائية، والطائرات من دون طيار، والتي يتم تفكيكها في جميع أنحاء البلاد في غضون 30 يوماً (…) كل الإمكانات يجب أن تكون قد فُكِّكت وتسلّمتها الدولة اللبنانية».

وحذّر قاسم من أن «هذا يُسمّى: تجريد لبنان من قدرته العسكرية، بتجريد مقاومته، وعدم السماح للجيش اللبناني أن ‏يكون لديه سلاح، إلا بمقدار ما يؤدّي وظيفة داخلية، ولا يؤثّر على إسرائيل، لا من قريب ولا من بعيد، هذا هو المطلوب أن يُنَفّذ».

لا مصلحة لإسرائيل بعدوان واسع

وأشار قاسم إلى أن «إسرائيل تعتمد حالياً هذه الطريقة في الاعتداء المحدود والضغط السياسي الأميركي (…) لأن مصلحة إسرائيل ألّا تذهب إلى العدوان الواسع»، مشدّداً على أنه «إذا حدث، فالمقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، هذا الدفاع سيؤدي إلى سقوط صواريخ داخل الكيان الإسرائيلي، وكل الأمن الذي بنوه خلال 8 أشهر سينهار خلال ساعة واحدة».

وأكّد أن «مصلحتهم ألّا يخوضوا هذه الحرب الواسعة كي لا يواجهوا ردّة فعل المقاومة»، منبّهاً إلى أنه في حال التسليم بما يريده العدو الإسرائيلي «لن يتوقف، لأن بيدهم كل شيء. بالعكس، إذا لم يعد لدينا شيء، فإن فرصة الاعتداء وفرصة العمل الإجرامي ستكونان أكبر بكثير من أي وقت مضى».
وكشف قاسم أن المقاومة قدّمت «خمسة آلاف شهيد في معركة طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس، وسقط 13 ألف جريح نتيجة لهذه المعارك».

المقاومة دستور

ودعا قاسم الدولة إلى أن «تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تُجرّد مواطنيها من قدرتهم وقوتهم، وتُجرّد مقاومتها من قدرتها وقوتها، وتخسر أسباب القوة التي تساعدها على أن تطالب وتُقايض وتثبت وتواجه وتُحرّر الأرض، وتجعل هناك سيادة حقيقية للبنان».

كما أكّد أن «المقاومة هي جزء من دستور الطائف، منصوص عليها هناك في الإجراءات التي يجب أن تُتخذ بكلّ الأشكال لحماية لبنان، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، الأمر الدستوري يتطلّب توافقاً، ويتطلّب مشاركة مكوّنات المجتمع كافة لتتفاهم على القضايا المشتركة».

وشدّد قاسم على أنه «لا يوجد فريقان فريق اسمه الدولة وفريق اسمه المقاومة، لا، نحن جزء من تركيبة الدولة، المقاومة جزء من تركيبة الدولة».

وعن العلاقة مع حركة أمل، أكّد أنه «لا يوجد خلاف، بالعكس، نحن كالسمن والعسل، متفاهمون، ونجلس على قلوبكم، ومن لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط». وختم بالقول: «سنواجه الوصاية الأجنبية، والتغوّل الأميركي – العربي، والتنمّر الداخلي، بالتأكيد هذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، لكننا أقوى بالاستقلال، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، والوحدة الوطنية، وهذا ما سنعمل عليه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب