خلافات ما قبل الجحيم حول “احتلال القطاع”.. ومصادر: ترامب “بارك” توسيع الحرب في غزة

خلافات ما قبل الجحيم حول “احتلال القطاع”.. ومصادر: ترامب “بارك” توسيع الحرب في غزة
ناحوم برنياع
يفترض برئيس الأركان اليوم أن يعرض على نتنياهو ثلاثة بدائل لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة. بدائل تتحدث عن أعمال في هوامش المناطق المأهولة. هي لا تتحدث عن احتلال غزة – لا عن احتلال مدينة غزة ولا عن احتلال القطاع كله. وزير الدفاع كاتس، الذي اختفى في الأيام الأخيرة، سيكون حاضراً.
يعيش في مدينة غزة اليوم نحو مليون نسمة، من مخيم اللاجئين الشاطئ وحتى الرمال. ويعيش في المواصي وشمالها على طول الشاطئ 600 ألف آخرون. ويعيش في دير البلح ومخيمات الوسط 400 ألف. في كل هذه الأماكن مخطوفون أحياء. يقدر الجيش بأن احتلال هذه المناطق ينطوي على ثمن باهظ من حياة المقاتلين، ومعدل عال من المصابين المدنيين. معنى قرار الاحتلال هائل: سيتفكك الجيش الإسرائيلي، ويحكم على إسرائيل بعزلة دولية لم تشهد لها مثيلاً. وعليه، فإن محافل أمنية تتعاطى بشك مع بشرى الاحتلال التي خرجت أمس من مكتب رئيس الوزراء. لم يأخذ نتنياهو رهاناً بمثل هذا الحجم الكبير ذات مرة.
إذا كان نتنياهو يعول على أحد ما، فعلى ترامب. مصادر في محيط نتنياهو تدعي بأن ترامب أعطاه مباركته لتوسيع الحرب. لا أعرف مدى حقيقة هذا الادعاء، لكن حتى لو كانت حقيقة، يجدر بمكتب رئيس الوزراء أن يستخلص الدرس من قصة الغرام بين ترامب وبوتين. في بداية ولايته الحالية، تجند ترامب لمساعدة بوتين في حرب أوكرانيا. عملياً، دفع بوتين لتوسيع الحرب: فقد أضعف أوكرانيا، وأهان زيلينسكي، ففهم بوتين الإشارة.
وعندما رأى أن بوتين يرفض الصفقة، انقلب ترامب. وهو الآن يهدد بوتين بعقوبات وبهجوم نووي. بوتين سيصمد، لكن إسرائيل ليست روسيا، ونتنياهو -حتى وإن نسى حجمه الحقيقي أحياناً– ليس بوتين.
هل استهدفت زيارة ويتكوف الإيضاح لنتنياهو حدود حرية العمل لديه؟ ليس واضحاً. ويتكوف رجل لطيف جداً، خبير عقارات. في إدارة ترامب فقط يمكن تكليف رجل كهذا بإدارة مفاوضات في ثلاث ساحات قتالية: أوكرانيا، إسرائيل – حماس، إيران. قصرت يداه.
عاد نتنياهو أمس ووعد بتحقيق كل أهداف الحرب. بعد 22 شهراً من قتال دامٍ، يصعب التعاطي مع وعد كهذا بجدية. يخيل أن لنتنياهو هدفاً واحداً يوجد في حرب غزة: مواصلة الحرب. عدلوني إذا كنت مخطئاً، لكني لا أتذكر حرباً إسرائيلية كان هدفها مواصلة الحرب. أردنا أمناً، أردنا ردعاً، أردنا حسماً، أردنا نصراً، أردنا سلاماً. لم يكن هناك أي رئيس وزراء سعى إلى حرب أبدية.
الرسائل من مكتب رئيس الوزراء أمس، تؤكد المواجهة بين الجيش، وعلى رأسه رئيس الأركان أيال زامير، والمستوى السياسي. كان زامير يعرف ما ينتظره. ما نشر بصفحتي الجمعة في ملحق السبت في “يديعوت أحرونوت” عن قرار الكابنت احتلال غزة، قد يدفع رئيس الأركان إلى استنتاجات شخصية، أوضح للطرفين أين يقفان. الأزمة هنا وطنية، وليست شخصية.
ما زال الجيش يأمل بصفقة تعيد المخطوفين إلى الديار وتعيد الدولة إلى بداية سواء عقل. مشكوك أن حماس معنية بصفقة الآن؛ ومشكوك أن نتنياهو معني بها. لا ضوء في نهاية النفق حتى الآن.
يديعوت أحرونوت 5/8/2025