حملة يمينية ممنهجة ضد مثقفين في إسرائيل يطالبون بوقف مسلسل القتل: أضرار جانبية

حملة يمينية ممنهجة ضد مثقفين في إسرائيل يطالبون بوقف مسلسل القتل: أضرار جانبية
أسرة التحرير
انعقد الكابنت السياسي الأمني أمس كي يبحث في توسيع إضافي للحرب في غزة، حلقة أخرى في سلسلة متواصلة، لا بد أنها ستلقى وصفاً خاصاً بها. الأسماء تتغير لكن المعزوفة تبقى: احتلال، وتدمير، ونقل قسري لعشرات آلاف الفلسطينيين. جنود آخرون سيضحى بهم على المذبح، وما تبقى من مخطوفين إسرائيليين سيضيعون. حكومة نتنياهو حولت هؤلاء وأولئك أيضاً إلى ضرر جانبي.
لا يمكن للمرء ألا يكترث أمام هذا الكابوس، الذي تحركه اعتبارات شخصية ومسيحانية. محظور الصمت. هكذا تصرف أكثر من 2000 فنان ومثقف وقعوا على عريضة دعت إلى وقف الحرب و”وقف الفظائع في غزة”. هذه مرآة جماهيرية مهمة، حتى لو فضل كثيرون في إسرائيل تحطيمها أو إشاحة نظرهم إلى مطارح أخرى.
إن إعلان المثقفين يعبر عن حقيقة إنسانية أساسية، تسعى الحكومة لإسكاتها: محظور المس بالأبرياء. وعليه، لا ينبغي التسليم بـ “قتل أطفال وغير مشاركين، وتجويع، وطرد سكان، وتدمير مدن غزة”. محظور السماح لأوامر غير قانونية، ويحظر إطاعتها، كما أشارت العريضة إلى الأمر المسلم به؛ مسلم به ولكن ليس في إسرائيل تحت حكم نتنياهو.
منذ نشره وثمة حملة إسكات ممنهجة تجري ضد الموقعين على العريضة، حملة يشارك فيها وزراء في الحكومة وسياسيون خارجها، ومعاونون في وسائل الإعلام، ونشطاء يمين متطرف، ومثقفون آخرون. كما أن رؤساء المدن والمجالس أعلنوا أنهم لن يتركوا فنانين وقعوا على العريضة، بزعم أنهم “يحرضون ضد جنود الجيش الإسرائيلي”. مرة أخرى، يتبين أن في إسرائيل الحالية، في المجال الذي بين يائير لبيد ويوآف الياسي (“الظل”) لا يسمح إلا بإطلاق صوت واحد. جوقة موحدة من الإجماع الكاذب.
إن الضغط على موقعي العريضة نجح جزئياً. بعض من الموقعين (اساف امدورسكي، ألون أولارتشك) لم يصمدوا أمام حملة الضغوط والتهديدات، وتراجعوا. في حالة اولارتشك، كان تنكره العلني مجدياً حين أعيد عرضه الذي ألغي عقب تنكره. ثمة ما يدل على قوة الرقابة، الرسمية وغير الرسمية، بل أيضاً على خيار الأفراد للتعاون معها.
محظور التراجع أمام الضغط. الخطة التي يعمل عليها نتنياهو ستؤدي إلى تدمير كامل لقطاع غزة، وإلى أساسات أخلاقية لدولة إسرائيل. انضم في معارضتهم للحرب وجرائمها مثقفون إلى أصوات مشابهة في الأكاديمية وأجهزة أخرى، وحتى في أوساط الجنود أنفسهم. كل هذه ضرورية في بلورة بديل في عبادة الموت التي تتبناها الحكومة.
بعد أيام كثيرة جداً من قتل غير مسبوق، وحين تكون إسرائيل على مسافة خطوة عن التدهور إلى حرب أبدية، واجب على كل إنسان في إسرائيل أن يطلق صوتاً واضحاً ضدها. الصمت استسلام.
هآرتس 8/8/2025




