فلسطين

السفير الفلسطيني في مجلس الأمن: نريد فعلا وليس وصفا وإدانة للمجازر

السفير الفلسطيني في مجلس الأمن: نريد فعلا وليس وصفا وإدانة للمجازر

عبد الحميد صيام

الأمم المتحدة-

في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الطارئة التي عقدت صباح الأحد حول قرار الحكومة الإسرائيلية لإعادة احتلال غزة، قال السفير الفلسطيني، رياض منصور، إن الإدانات لقرار إسرائيل على أهميتها لا تكفي. ويجب أن يتبعها خطوات عملية لوقف حرب الإبادة هذه التي أكملت شهرها الثاني والعشرين. وقال “هذا المجلس يجب أن يفعّل الفصل السابع لتحميل إسرائيل مسؤولية الجرائم التي ترتكبها ويجب إرسال قوة حماية دولية لحماية الشعب الفلسطيني. إن حماية إسرائيل من المسؤولية هو ما شجع إسرائيل على ارتكاب جرائمها”.

وقال منصور: “رغم الآلام يدنا ممدودة للسلام ونقبل البيان الذي صدر عن مؤتمر حل الدولتين. هناك فرصة الآن في المنطقة العربية للجنوح للسلام. ويجب أن يتوقف الاحتلال وتتوقف المجازر. نحن على استعداد أن نعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا ومع مجلس الأمن لوقف هذه الحرب والتوجه نحو حل الدولتين”.

وقال السفير الفلسطيني: هناك مليونا فلسطيني في غزة يعانون عذابا بشكل لا يطاق يكاد العقل البشري لا يستوعبه. وأكد قائلاً: “نحن مدينون لهم بالتحرك الآن لوقف هذه الإبادة الجماعية”، مشيرًا إلى الخطة التي اعتمدها المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن فلسطين.

وتنص الخطة على استئناف السلطة الفلسطينية واجباتها الحكومية والأمنية الوحيدة في قطاع غزة بدعم إقليمي ودولي وتسليم حماس لأسلحتها.

وأكد منصور أنه لو كان هم إسرائيل هو إنهاء حكم حماس، لكانت قد احتشدت وراء هذه الخطة. ومع ذلك، تابع أن إسرائيل تطيل أمد الحرب ليس لنزع سلاح حماس، بل لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وهدفها هو تدمير الشعب الفلسطيني من خلال النقل القسري والمجازر لتسهيل ضمها لأرضه. وشدد على أن مثل هذه الخطط غير القانونية وغير الأخلاقية تتطلب “حشد جميع الأدوات المتاحة لوقفها”، متسائلاً: “كيف يُسمح لإسرائيل بالجلوس حول هذه الطاولة؟”.

دعا منصور إلى اللجوء إلى الفصل السابع من الميثاق حتى لا تبقى إسرائيل فوق القانون ولا تخشى أي مساءلة

وقال منصور إن الحل واضح يبدأ بوقف إطلاق النار الشامل والسماح للمساعدات الإنسانية أن تتدفق بدون تعطيل وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتسليم حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية في إطار إنهاء الحرب والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وإحلال السلام في المنطقة بكاملها.

وأكد السفير منصور أن نتنياهو لا يهمه مصير الرهائن لأن قراره باحتلال غزة يعني قتل الرهائن واسمع ما يقوله عشرات الآلاف في شوارع تل أبيب وغيرها. إن ما تسعى إليه إسرائيل هو تدمير الشعب الفلسطيني ومنع قيام دولة فلسطين.  وتحدى منصور المجلس للقيام بزيارة لغزة واصطحاب 100 صحافي للتحقق من موضوع المجاعة التي ينكرها نتنياهو.

ودعا السفير الفلسطيني إلى الانتقال من الإدانة إلى العمل.  يجب أن يكون هناك عمل لأن إسرائيل لا يهمها قرارات المجلس ولا ميثاق الأمم المتحدة.  إسرائيل لا تهتم للقرارات إلا إذا تبعها أعمال.  “المطلوب اتخاذ إجراءات  مثل ما فعلت ألمانيا.  كل الدول يجب أن تتخذ مثل هذه القرارات بصفتها الوطنية”. ودعا منصور إلى اللجوء إلى الفصل السابع من الميثاق لفرض الموقف على إسرائيل حتى لا تبقى إسرائيل فوق القانون ولا تخشى أي مساءلة.

السفيرة الأمريكية: اللوم كله على حماس

قالت ممثلة الولايات المتحدة، دوروثي شيا، إن “اجتماع اليوم يرمز إلى الدور غير المُجدي الذي لعبته حكومات كثيرة جدًا في هذا المجلس وفي جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة بشأن هذه القضية. وتعمل بلادها بلا كلل لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب ومنح المدنيين في غزة مستقبلًا خاليًا من حماس”.

ولاحظت شيا أن إسرائيل قبلت ثلاثة مقترحات لوقف إطلاق النار بينما رفضتها حماس باستمرار، وقالت إن الحقيقة البسيطة هي أن هذه الحرب يمكن أن تنتهي اليوم إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وكل سكان غزة.

وقالت: “من اللافت للنظر أنه بدلاً من الضغط على حماس، شجع أعضاء هذه الهيئة وكافأوا تعنتها بنشاط، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب من خلال نشر الأكاذيب حول إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية والولايات المتحدة، ومن خلال تسليم انتصارات دعائية للإرهابيين”.

السفير الروسي: لماذا تأخر الاجتماع إلى اليوم؟

أعرب ممثل الاتحاد الروسي عن خيبة أمله من تجاهل بنما، رئيسة المجلس لشهر أغسطس، طلب أغلبية أعضاء المجلس – بمن فيهم بلاده – عقد اجتماع طارئ على الفور، واختارت عقده اليوم.  وقال إن هذا القرار جاء “رغم التطورات الخطيرة للغاية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب إعلان القيادة الإسرائيلية قرارها بتصعيد الأعمال العدائية في قطاع غزة، متخيلةً احتلاله”.

السفير الروسي: وزير خارجية إسرائيل خاطب المجلس في 5 آب/ أغسطس و”ذرف دموع التماسيح في هذه القاعة على مصير الرهائن الإسرائيليين”

وذكر أن وزير خارجية إسرائيل خاطب المجلس في 5 آب/ أغسطس و”ذرف دموع التماسيح في هذه القاعة على مصير الرهائن الإسرائيليين”، وزعم أن المسؤول الكبير كان يعلم مسبقًا أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيتخذ هذا القرار قريبًا، والذي ادعى أنه يستبعد أساسًا عودة الرهائن سالمين. وأضاف أن الزيارة كانت تهدف إلى “تمهيد الطريق” وخلق صورة إعلامية عن تضامن المجلس لتبرير استمرار العمل العسكري ضد الفلسطينيين.

مساعد الأمين العام: خطة إسرائيل تصعيد خطير

صرح ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين، للسفراء بأن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقترحة “لهزيمة حماس” وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تمثل حماس ولا السلطة الفلسطينية، تُنذر بـ”تصعيد خطير آخر” من شأنه زعزعة استقرار المنطقة بأسرها ومع ذلك، ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، تابع المسؤول السياسي الكبير، أن الخطة الإسرائيلية تتوقع نزوح جميع المدنيين من مدينة غزة بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما يؤثر على حوالي 800 ألف شخص – كثير منهم نزحوا سابقًا، وتشير التقارير إلى أن القوات ستحاصر المدينة بعد ذلك لمدة ثلاثة أشهر. ويقال إن ذلك سيتبعه شهران إضافيان للسيطرة على مخيمات وسط غزة وتطهير المنطقة بأكملها من الجماعات المسلحة الفلسطينية.

وقال السيد ينتشا: “إذا نُفِّذت هذه الخطط، فمن المرجح أن تُسبِّب كارثةً أخرى في غزة، يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة، مُسبِّبةً المزيد من النزوح القسري والقتل والدمار – مما يُفاقم معاناة السكان التي لا تُطاق”، داعيًا إلى وقف إطلاق نار كامل وفوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وامتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي

وأكد مساعد الأمين العام أنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الصراع، مضيفًا أن التخطيط لمستقبل غزة “في الوقت الذي نتعامل فيه مع إلحاح التطورات على الأرض اليوم” أمرٌ بالغ الأهمية

ودعا السيد ينتشا إلى وضع أطر سياسية وأمنية لتخفيف الأزمة الإنسانية، مع البدء في جهود الإنعاش وإعادة الإعمار التي تُعالج المخاوف المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين – بما يتماشى مع تحقيق حل الدولتين

مسؤول الشؤون الإنسانية: ما تبقى من شريان الحياة في غزة ينهار الآن

صرح راميش راجاسينغهام، المسؤول الكبير في الشؤون الإنسانية، للسفراء بأن الوفيات المرتبطة بالجوع آخذة في الارتفاع بالفعل، قبل أي سياسة جديدة للنزوح الجماعي في مدينة غزة وأضاف: “مهما كانت شريان الحياة المتبقية، فإنها تنهار تحت وطأة الأعمال العدائية المستمرة والنزوح القسري ونقص مستويات المساعدات المنقذة للحياة

وقال إنه مع قيام السلطات المحلية بتوثيق وفاة 98 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم – 37 منهم منذ 1 يوليو/تموز – “لم تعد هذه أزمة جوع وشيكة – إنها مجاعة

وأعرب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنيف عن قلقه البالغ إزاء “الصراع المطول والمزيد من الخسائر البشرية التي من المرجح أن تتكشف في أعقاب قرار حكومة إسرائيل بتوسيع العمليات العسكرية في غزة

وأضاف: “هذا يمثل تصعيدًا خطيرًا في صراع تسبب بالفعل في معاناة لا يمكن تصورها”.

أعرب عن أسفه قائلاً: “لقد تجاوز المجتمع الإنساني مرحلةً قاتمة”، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 500 عامل إنساني في غزة منذ تصاعد الأعمال العدائية، من بينهم 167 امرأة على الأقل. وتستمر حملات التشهير ضد عمليات الإغاثة بلا هوادة. وأضاف: “مع اقتراب اليوم العالمي للعمل الإنساني، يجب أن نُصرّ على حماية جميع عمال الإغاثة

وقال إنه يجب على الدول – كل من له نفوذ – أن تنظر إلى ضميرها الجماعي المجروح، وأن تستجمع شجاعتها لفعل ما هو ضروري لإنهاء هذه الوحشية والألم.

يجب حماية المدنيين، وإطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط. ويجب إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين تعسفيًا. يجب على إسرائيل الموافقة على عمليات الإغاثة الإنسانية وتسهيلها، سواءً إلى قطاع غزة أو داخله، للوصول إلى السكان المحتاجين.

وأضاف المسؤول الأعلى في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن التدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية في قضية تطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية في غزة لا تزال سارية، بما في ذلك مطالبة إسرائيل باتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب