مقالات

من الشهيد عدنان المالكي …إلى بعث البدايات بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق -

من الشهيد عدنان المالكي …إلى بعث البدايات
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
كنا في عز الشباب وكبرنا في ظل حزب البعث العربي الاشتراكي،عرفناه من خلال المظاهرات،التي تخرج في الشارع العربي دعما لنضال الشعب الفلسطيني،وعرفنا من البعث أسماء شوارع وساحات ومدن،كانت تخرج فيها مظاهرات دعماً لنضال الشعب في قضاياه المصيرية.وتعلمنا من البعث أسماء الشعوب التي تقاتل الإمبريالية الأمريكية،في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وفيتنام والصين وباكستان و…وأسماء شعوب وأمم وأحزاب ما كان لنا أن نعرفها،فالبعث كان إعلامنا،يوم لم نكن نعرف غير الراديو.،والبعث يأتي لنا بأخبارالشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها ووجودها. وكان علم البعث ..علم الثورة العربية يزيّن صدورنا،نمشي في الشوارع والناس تشير إلينا بالاحترام والإعجاب.هكذا كنا وهكذا حال الوطن العربي الذي يعيش تحدياته ونضاله،وهكذا كان البعث بحضوره في الشارع العربي يتناغم ويتصادف بين حزب الأمة العربية،بلا منازع،وبين الجماهير العربية. وهكذا كان البعث يقول كلمته في قضايا أمته المصيرية،وفي يوم من الأيام،وإذا بالمذياع في المقهى يذيع بلاغ استشهاد العقيد عدنان المالكي،وهو يشرف على بطولة مباراة رياضية.
ان عدنان المالكي بالنسبة لأبناء البعث،هو شقيق رياض المالكي،من أبناء دمشق،حاضنة تاريخ أمية ومجدها في الجامع الأموي.رياض المالكي من الصفوف الأمامية لبعث البدايات،ومن مدينة دمشق التي تفتخر بابنها البار،والمدرسة التي نشأ فيها رياض المالكي،فهو مدرسة بعث البدايات،المفتوحة نضالاً وتضحية على معركة المصير العربي الواحدة،وفي هذه المدرسة وجد جيل رياض المالكي ضالته في صفوفها وفكرهاوأهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.ووجد مقار حزبها الندوات والمحاضرات،التي تبشر بمستقبل،كان مفقوداً في الكتب والصحف الصفراء،فاستنبت البعث هذه القضايا برؤية منهجية وضعت النقاط على الحروف،قالها في عهد البطولة:
وفي الجيل العربي الجديد،وفي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة،وفي ذكرى الرسول العربي،يوم كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا.وفي الإيمان ليقول البعث للأجيال العربية،عليكم بتراثكم وفي مقدمته الإيمان بأمة عربية واحدة ،حاملة رسالتها الخالدة للعالم،وحاضنة دورها الحضاري الذي يظل كلمة السر في استمرار هذه الأمة على طريق معركة المستقبل العربي.
في ظل هذه الأجواء النضالية،كبر عدنان المالكي ليكون الابن البار لفكر عربي وحدوي قال بأن العروبة تجمعنا،لأن القوميةحب قبل كل شيء،وما للحب من قيمة معنوية وروحية وموضوعية في الشخصية العربية،لأنه رأى على ذمة مؤسس البعث،في العروبة جسماً روحه الإسلام،وعلى هذا الأساس جاءت الطلائع العربية إلى البعث وجاء رياض المالكي وصحبه في كل الأقطار العربية.
إذن علاقة العروبة بالإسلام علاقة خاصة نابعة من عروبة جغرافية الوطن العربي،ومن العلاقة المتميزة بالتاريخ والجغرافيات والثقافة التي تشكل ملامح ومعالم لأمة قدرها أن يكون الإسلامي رسالتها،فعلاقة العروبة بالاسلام  ،ليست إذا كعلاقة أي دين بأية قومية. وكان عدنان المالكي أحد أفراد الجيل العربي الجديد الذي
نشأ وترعرع وانتسب إلى الجيش العربي السوري،ليكون أحد بناته ورؤساء أركانه،جيش سوريا قلب العروبة النابض الذي ذهبت طلائعه لتقاتل في جيش الإنقاذ دفاعا عن عروبةفلسطين.
وسألنا الرفيق رياض عن عدنان الشهيد الذي اغتالته اليد الآثمة وعن علاقته بالبعث،فقال عدنان لم يكن منظماً،ولكنه كان فكريا وعقيدة أكثر منا بعثية.
 ان اليد التي اغتالت عدنان كان  لها مشروعها بإنشاء دولة سورية قومية،هم بناتها وبنات جيشها،هذا المشروع الذي تجدد بناءه في أعقاب الثامن من آذار ،ولكن بلباس البعث،فالمشروع الذي لم ينجح بلباس قومي سوري،تم استبداله باللباس الذي امتطوه.واستمرت المنازلة والمغالبة بين أبناء البعث،وبين قتلة الشهيد عدنان المالكي،ودفع الوطن على ساحة هذه المنازلة خيرة أبنائه.فالقوى التي تفقد في بصيرتها أن العروبة وحدها التي تجمعنا نحن أبناء الأمة العربية،ووحده التي تتلاقى على ترابها المواطنة العربية،في أبعادها المحلية الجهوية والوطنية والعربية،وعلى شواطئ هذه المواطنة ولد عدنان المالكي وكبر وترعرع،وأصبح أحد القادة المؤسسين للجيش العربي السوري،في سوريا التي أرادها هذا الجيش قلب العروبةالنابض .
رحم الله الشهيد عدنان المالكي الذي عايش البعث في مرحلة البدايات،ورحم الله شهداء البعث على الساحات العربية ورحم الله شهداء غزة ولادة بدايات طوفان الأقصى،وكلمة السر في ولادة هذا التلاقي دائماً وأبداً عروبة جغرافية الوطن العربي الكبير .
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب