عربي دولي

لاريجاني في بغداد: إيران غير منكفئة

لاريجاني في بغداد: إيران غير منكفئة

بغداد | تتواصل في العاصمة العراقية، بغداد، زيارة أمين «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، علي لاريجاني، التي تستمرّ ثلاثة أيام، يتوجّه بعدها إلى بيروت، وسط تطوّرات سياسية وأمنية متسارعة في المنطقة. وتحظى الزيارة التي وقّع الجانبان خلالها مذكّرة تفاهم أمنية، هدفها، كما قال لاريجاني، «عدم ترك مجال للآخرين للإخلال بأمن البلدَين»، بأهمية بالغة، كونها أتت في ظلّ تصاعد تهديدات «كتائب حزب الله» ضدّ الحكومة، على خلفية ضغوط غربية متزايدة لنزع سلاح فصائل المقاومة، وحصره بيد الدولة.

أيضاً، جاءت الزيارة في وقت تعمل فيه بغداد جاهدةً لرعاية حوار أميركي – إيراني يطمح إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، فيما تسعى طهران، عبر زيارة لاريجاني، إلى «إعادة ترتيب أوراق محور المقاومة»، وتثبيت نفوذها الأمني والسياسي في كل من العراق ولبنان. ويُعتبر اختيار لاريجاني، الذي تولّى منصبه الجديد في الخامس من الجاري، العراق، وجهةً خارجية أولى له، مؤشّراً إلى اهتمام طهران بتعزيز علاقاتها مع بغداد في هذه المرحلة الحسّاسة، إلى جانب ترميم قدرات حلفائها في المنطقة. وخلال الزيارة، التقى لاريجاني مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، وبحث معه تطبيق الاتفاق الأمني بين البلدَين، كما الوضع الأمني في المنطقة؛ إلى جانب لقائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي.

يتوجّه لاريجاني بعد زيارته إلى بغداد التي تستمرّ ثلاثة أيام، إلى بيروت

وكشف مصدر سياسي عراقي، لـ»الأخبار»، أن زيارة لاريجاني تهدف، في المقام الأوّل، إلى «ترتيب ملفّات محور المقاومة في العراق والمنطقة، بعد أشهر من التجاذبات والشحن بين الفصائل، وخاصة موقف كتائب حزب الله وتهديداتها للحكومة العراقية». وأضاف المصدر أن الملفّ الأمني والسياسي في العراق، إلى جانب رعاية بغداد الحوار الأميركي – الإيراني المرتقب، تصدَّرا أجندة لقاءات لاريجاني مع كبار المسؤولين العراقيين وقادة الفصائل. وشدّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال توقيع مذكّرة تفاهم أمنية مع السوداني، على أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين بلدَيهما، في حين أكّد السوداني دعم بغداد للحوار الأميركي – الإيراني كخطوة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

ويصف الباحث السياسي العراقي، باسم الشمري، زيارة لاريجاني بأنها «تأتي في توقيت استراتيجي مهمّ، حيث يحاول المحور إعادة توحيد صفوفه وتثبيت نفوذه في العراق ولبنان في مواجهة الضغوط الدولية». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الزيارة تشير إلى أن طهران تعتمد على بغداد كبوابة مركزية للحفاظ على تأثيرها في المنطقة، والحوار الأميركي – الإيراني المُرتقب برعاية العراق، سيكون محطّة حاسمة في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية».

من جهته، يقول الخبير الأمني العراقي، اللواء المتقاعد أحمد الجنابي، إن «زيارة لاريجاني تعكس توازنات جديدة داخل المنطقة، حيث تحاول إيران إدارة النفوذ الأميركي عبر اتفاقات أمنية وإعادة توزيع الأدوار بين الحلفاء»، معتبراً أن «الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران، وإنْ بدا تقليديّاً، لكنه يحمل رسائل واضحة بأن العراق يريد الحفاظ على استقلالية القرار الأمني، من دون أن يتجاهل أهمية العلاقات مع الجارة إيران، خصوصاً في ظلّ التحدّيات التي تواجه محور المقاومة».

الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب