قتل الإعلاميين يطلق موجة حزن وغضب عارمة في مصر

قتل الإعلاميين يطلق موجة حزن وغضب عارمة في مصر
فايزة هنداوي
القاهرة –هز استشهاد الصحافي الفلسطيني البارز، أنس الشريف، مراسل قناة «الجزيرة»، وجدان الأمة العربية، وكان له صدى عميق بشكل خاص في مصر، نظراً للروابط التاريخية والثقافية القوية التي تجمع الشعبين.
برزت منصات التواصل الاجتماعي كساحة فورية وغير خاضعة للرقابة للتعبير عن الحزن الجماعي وتشكيل الروايات. غمرت منصات التواصل الاجتماعي المصرية تعبيرات عن الحزن العميق والأسى الشديد فور انتشار نبأ استشهاد الشريف وزملائه الاعلاميين. عبّر العديد من المستخدمين عن شعورهم بالخسارة الشخصية، واصفين مشاعرهم وكأنهم فقدوا فرداً من عائلتهم أو صديقاً مقرباً.
وإلى جانب هذا الحزن الشامل، كان هناك غضب ملموس وإدانة واسعة النطاق للضربة الإسرائيلية، مصحوبة بدعوات حارة لتحقيق العدالة ووقف فوري للعنف في غزة.
عبر عدد كبير من المنشورات عن فخر بشجاعة الشريف وتضحيته القصوى. فقد تمت الإشادة به باستمرار باعتبارهم «شهداء الحقيقة» وأبطال أدوا مهمتهم بدقة في فضح الواقع في غزة. كانت قدرتهم الفريدة على نقل «وجع غزة» بصدق وإخلاص موضوعية في هذه المنشورات. وقد تصدرت هاشتاغات مثل #أنس_الشريف و #الجزيرة_مباشر الترند عبر منصات التواصل الاجتماعي المصرية، وعملت كنقاط محورية مركزية للحزن الجماعي، والنقاش، وتبادل المعلومات المتعلقة بالحدث.
لقد شارك المستخدمون على نطاق واسع آخر تغريدة للشريف، وبشكل أكثر بروزاً، وصيته المكتوبة مسبقاً، مما أدى إلى تضخيم رسالته الأخيرة وجعلها حجر الزاوية في الخطاب عبر الإنترنت. كما تم تداول مقاطع فيديو عاطفية تصور اللحظات الأولى بعد الضربة، بما في ذلك محاولات يائسة لإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين الشهداء.
وأصدرت نقابة الصحافيين المصريين إدانة قوية لا لبس فيها، واصفة اغتيال أنس الشريف وخمسة صحافيين آخرين (بمن فيهم محمد قريقع) بأنه «جريمة بشعة» ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد عبر بيانهم الرسمي بقوة عن أسفهم لـ»دفن الضمير العالمي يوماً بعد يوم مع شهود الحقيقة وشهداء الإبادة الجماعية والتجويع في غزة» تؤكد هذه اللغة القوية والمؤثرة على الهجوم المباشر المتصور على نزاهة الصحافة، وحرية الصحافة، والقيم الإنسانية الأساسية.
وعبر العديد من الشخصيات الإعلامية والصحافيين المصريين عن حزنهم العميق وقدموا تعازيهم القلبية، مشيدين بتفاني الشريف الذي لا يتزعزع وشجاعته الهائلة. وقد أبرز المعلقون على قنوات مثل «مصر النهاردة»و»مكملين» باستمرار قدرته الفريدة على نقل الواقع القاسي والمعاناة في غزة بعاطفة حقيقية ونزاهة.
كذلك قدمت وسائل الإعلام المصرية الكبرى، التابعة للدولة تغطية واسعة ومميزة لاستشهاد الشريف.
وقد أبرزت تغطيتهم التأثير العاطفي العميق لرسالتهم والتزامهم الثابت بقضيتهم. ويشير هذا الاختيار التحريري إلى التركيز على سرد تضحيتهم وإرثهم الدائم.
«القدس العربي»: