تقرير: محادثات إسرائيلية مع جنوب السودان لتهجير الغزيين إليه

تقرير: محادثات إسرائيلية مع جنوب السودان لتهجير الغزيين إليه
ذكر إدموند ياكاني وهو رئيس إحدى منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان، أنه تحدث مع مسؤولين حول الأمر، بينما أفاد 4 مسؤولين آخرين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، بأنهم مطلعون على هذه المباحثات.
تجري إسرائيل محادثات مع جنوب السودان ضمن مخططاتها لتهجير الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في الدولة الإفريقية التي مزقتها الحرب؛ بحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن 6 مصادر مطلعة على المحادثات.
ولم تشر المصادر إلى مدى تقدم المحادثات، فيما لفت التقرير إلى أنه في حال تنفيذ الخطة فإنها تعني تهجيرا جماعيا من منطقة تعاني من الحرب والمجاعة إلى أخرى تعيش ظروفا مشابهة، الأمر الذي يثير مخاوف حقوقية، سيما وأن إسرائيل سبق وأن طرحت مقترحات مشابهة لتهجير الفلسطينيين إلى دول إفريقية، فيما تضغط إدارة ترامب على عدد من الدول للمساعدة في تسهيل خطة التهجير.
ونقل موقع “هآرتس” عن مصدر إسرائيلي، قوله إن “هنالك محادثات هادئة في محاولة للعثور على دولة تستقبل سكانا من غزة، ولا يوجد أي تقدم في هذه الخطوة في الوقت الحالي”. فيما يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، كان قد التقى قبل نحو أسبوعين وزير خارجية جنوب السودان، سيمايا كومبا، وقال إن “إسرائيل تواصل تعزيز العلاقات مع جنوب السودان”.
وبالنسبة لجنوب السودان، قد تساهم خطة التهجير في تعزيز علاقاته مع إسرائيل وهو يسعى إلى أي حليف ودعم مالي وضمانات دبلوماسية، من أجلها أن تفتح له نافذة للتقارب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سبق وأن طرح هذه الخطة في شباط/ فبراير الماضي قبل أن يتراجع عنها في الشهور الأخيرة؛ حسبما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
وكشف مؤسس شركة أميركية تعمل مع جنوب السودان يدعى جو سزلافك، أنه أبلغ من مسؤولين جنوب إفريقيين بتفاصيل هذه المحادثات، مشيرا إلى أن وفدا إسرائيليا يخطط لزيارة البلاد لدراسة إقامة مخيمات للفلسطينيين هناك، من دون تحديد موعد لذلك. مضيفا أن “إسرائيل ستتكلف على الأرجح بتكاليف هذه المخيمات المؤقتة”.
وأضاف أن “واشنطن على علم بالمحادثات بين إسرائيل وجنوب السودان، لكنها ليست طرفا مباشرا فيها، مشيرا إلى أن جنوب السودان يريد من إدارة ترامب رفع حظر السفر المفروض عليه وإلغاء العقوبات عن بعض النخب، سيما وأن البلاد قبلت بالفعل 8 أشخاص ضمن عمليات الترحيل الجماعي التي نفذتها الإدارة الأميركية، في ما قد يكون محاولة لكسب ودها”.
وذكر إدموند ياكاني وهو رئيس إحدى منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان، أنه تحدث مع مسؤولين حول الأمر، بينما أفاد 4 مسؤولين آخرين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، بأنهم مطلعون على هذه المباحثات.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على توجه الوكالة الأميركية، فيما لم يرد وزير خارجية جنوب السودان على استفساراتها. بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده لا تعلق على محادثات دبلوماسية خاصة.
وقال مسؤولان مصريان لـ”أسوشيتد برس”، إنهما على علم منذ أشهر بمساعي إسرائيل للعثور على دولة تقبل توطين الفلسطينيين، بما في ذلك تواصلها مع جنوب السودان، وإنهما حاولا إقناع الأخير برفض الطلب. وتعارض القاهرة بشدة أي خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة. وكانت الوكالة قد كشفت سابقا عن محادثات مشابهة بين إسرائيل والولايات المتحدة مع السودان ومنطقة “أرض الصومال” الانفصالية، من دون معرفة ما آلت إليه المحادثات.
وأبدى الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي، رفضهم لهذه المخططات واعتبروها خطة للتهجير القسري وانتهاكا للقانون الدولي.