أيها الإسرائيليون: المعارضة في النزع الأخير والوباء خطير.. إما الدولة أو “الجبن المخثر”

أيها الإسرائيليون: المعارضة في النزع الأخير والوباء خطير.. إما الدولة أو “الجبن المخثر”
إسرائيل تفقد طريقها، عقلها وفكرتها الصهيونية التأسيسية. “يوم غضب”، يوم احتجاج – إضراب وحيد مع أو بدون الهستدروت، لم يعد يترك أثراً على هذه الحكومة المنغلقة الحس والمنقطعة عن الواقع، خصوصاً حين يكون قسم كبير من الشعب قد تعب من صراع مستمر ضد انغلاق الحس. لا شك أننا لو كنا دولة سوية العقل، وعقلانية، ومكترثة، لبدا هذا مختلفاً. “المعارضة الغافية” وباء خطير، وكأنها تستيقظ من سباتها بين الحين والآخر وتطلق صوتاً لثبت “نحن موجودون”. بدلاً من اهتمامها بإسقاط الحكومة، تبدو المعارضة كمن لا تجد نفسها وأساساً تتكلم أكثر مما تفعله. وما زال السؤال: أين الجمهور، أولئك مئات الآلاف الذين خرجوا قبل بضع سنين إلى شوارع الدولة، وتظاهروا وأقاموا خياماً بدون الهستدروت، وبدون لجان ومنظمات – بسبب رفع سعر “الكوتج” (الجبنة المخثرة)؟
أما هنا، فالدولة تتفتت أمام ناظرينا، وها هو المشروع الصهيوني الذي حلمنا به لأجيال وأقيم ببحر من الدماء والعرق والدموع يتحطم، وأغلبية الشعب صامتة فيما انقلاب سلطوي هدام يجري أمام ناظريها، ورؤساء أركان يصبحون “خرقاً بالية” من قبل من لم يرتدوا بزات عسكرية قط، والشرطة تصبح ميليشيا. كيف لواقع تفعل فيه الحكومة كل شيء من أجل بقائها بما في ذلك تسويغ التهرب من الخدمة العسكرية، وتمس بالاقتصاد والتعليم والطب والأمن الشخصي، ثم يستقبله الكثيرون بلا مبالاة.
ينبغي الاعتراف بأن الأمور لا تعني الجمهور، وحتى في هذه الساعات القاسية نجدهم يغرقون في متع الحياة وكأن بهم لا ينتمون إلى المكان والواقع. من أجل الحقيقة، لم نكن شعباً منسجماً. ومنذ الأزل كنا شعب قبائل، وطوائف وخلافات، لكن التضامن وحدنا عند الضيق على مدى التاريخ. حياة الوفرة التي يعيشها قلة من مواطني إسرائيل تبعد بعضهم عن التضامن، عن القلق للضعفاء وللمعانين.
ومع كل هذا، فعدم اكتراث قسم مهم من الشعب، ووجود معارضة التي لا أحد يشعر بها، وحكومة لا تعرف إلى أين تقود الدولة في واقع صعب هي خلقته، كل ذلك يستوجب يوم غضب واحتجاج إلى أن تؤدي الأمور إلى انتخابات وإلى انتخاب حكومة براغماتية.
أفرايم غانور
معاريف 18/8/2025