ثقافة وفنون

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ( 6) .

قصة قصيرة : سفر منتصف الليل ( 6) .
بقلم : رحال امانوز .
الفصل : السادس .
في العاشرة صباحا . استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة . فتحت الباب لاجده . منتصبا امامي وهو يضحك . قلت له : ماذا تريد ؟ أجابني بلغة غير مفهومة : اريد الدخول إلى غرفتي ! قلت له : وهل هذه غرفتك ؟ قال : نعم . نعم .  هي غرفتي … لم يكمل كلامه حتى انبعث قريبه وهو يلهث : ارجع إلى غرفتك حالا ! امسكه من يده ودفعه نحوها . وهو يجدد اعتذاره عما بدر من قريبه … لم اتمالك من مغالبة ضحكة . انفلتت بالرغم مني وانا ادعو له بالشفاء . تناولت حقيبتي وسلمت المفتاح لصاحب النزل . والذي وجدته يغط في نوم عميق . جررت حقيبتي خلفي جرا . وتوجهت لأول محل لبيع الشاي والفطائر . لتناول إفطار الصباح . سالت البائع عن محطة القطار . أجابني بأنها ليست بعيدة . انها في نهاية الشارع المقابل لنا . يمكن الذهاب إليها راجلا . صباح الأحد مدينة وجدة الجميلة مقفرة . تخالها مدينة أشباح . أين الحركة الدؤوبة لمساء السبت ؟ أين الجماهير الغفيرة ؟ الشوارع خالية من المارة . وحركة السير والجولان شبه منعدمة . هل افرغت المدينة من ساكنيها ؟ جلست على رصيف مقهى شبه خال . طلبت قهوة بحليب . انزويت في مكان خال . وغرقت في تاملاتي . وأحلام اليقظة التي تراودني . سبق لي وان زرت جل المدن المغربية . لكن مدينة وجدة لها طابعها الخاص . بنيتها التحتية الجيدة ونظافتها اللافتة . كثرة المساجد ودماثة طبع أهلها . وتوجهت إلى محطة القطار . والتي تعتبر الأولى في المغرب . اخذت تذكرة عودة للدارالبيضاء . ستكون الرحلة في الساعة التاسعة والنصف ليلا . وضعت حقيبتي الثقيلة عند مكلف بالمحطة . وذهبت في جولة استطلاعية . قررت زيارة المدينة العتيقة . والتعرف عن قرب على الماثرالتاريخية . والتي سمعنا او قرأنا عنها في كتب التاريخ . ينتابني احساس غريب وانا ازور المدن العتيقة بوطني الحبيب .   المدينة العتيقة هي روح اي مدينة . على أرضها خط التاريخ سطوره . تخطيت  باب الغربي وهو المدخل الرئيسي . للمدينة المستقلة خلف الاسوار العالية . اول ماتراءى لي قبة سيدي زيان الخضراء . وبمحاذاتها الزاوية الدرقاوية والمدرسة العتيقة . انطلقت بين الازقة الضيقة الملتوية . حيث الحرفيون منهمكون في إبداعاتهم . يوقعون اجمل ما في الصناعة التقليدية . تحس ان الزمن توقف هنا . نمط الحياة بطيئ جدا . كأنما تعيش في قرون ولت . بيوت ومعالم بقيت صامدة . تتحدى  صروف الدهر وجبروت الطبيعة .
مدينة ابن جرير .المغرب .2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب