منوعات

فعاليات طرابلس لبنان تعيدها إلى الخريطة في ليلة فنية وثقافية

فعاليات طرابلس لبنان تعيدها إلى الخريطة في ليلة فنية وثقافية

زهرة مرعي

بيروت – في يوم حار من شهر آب/أغسطس تحوّلت جزيرة عبد الوهاب على شاطىء طرابلس اللبناني وجهة قصدها كثيرون بين مدعوين ومسؤولين ومنظمين بعد طول غياب. فجمعية تراث طرابلس أرادت ومن ضمن اهتماماتها إعادة الجزيرة إلى واجهة الإهتمام، واطلاق مشروع الحفاظ عليها، وإنمائها ضمن خطة مدروسة.
تقع جزيرة عبد الوهاب على بعد 200 متر من الشاطئ، تتراوح مساحتها بين 500 و 600 متر مربع. للجزيرة مكانتها الخاصة في تاريخ طرابلس، وفي وجدان أهلها، وتتميز بمناظرها البحرية. يعرف أهل طرابلس الجزيرة بإسم «جزيرة البقرة»، نسبة إلى حيوان «بقرة البحر» الذي كان يعيش في مياهها قديماً. كما كانت عائلة عبد الوهاب تستأجرها كموقعٍ لبناء وإصلاح السفن على مدى قرون، ومن هنا اكتسبت اسمها الحالي. ساهم هذا النشاط الصناعي التراثي في تكوين الهوية البحرية الطرابلسيّة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصياديها، وحرفييها وأحواض بناء السفن التي تُزيّنها.
الجزيرة ما زالت تحتفظ ببقايا معمارية تاريخية، بما فيها آثار لمبنى «دير سان توماس» الذي يعود للفترة الصليبية. وإلى جانب التنوع البيولوجي الغني يأتي هذا التراث المعماري ليضفي على الموقع أهمية تاريخية وبيئية وثقافية. وللجزيرة نظامها البيئي الثمين المليء بالصخور والنباتات البحرية النادرة. كما إنها موطن للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض. ومقصد موسمي للطيور المهاجرة، وتشكّل نموذجاً مُصغراً حقيقياً للساحل اللبناني. كما أن موقع الجزيرة قريباً من كورنيش الميناء الطويل، يزيد من إمكانية جعلها منارة ساحلية ووجهة مثالية لممارسة رياضة المشي، واكتشاف الثروة البيئية، أو القيام بنشاطات ثقافية وإدماجها في حياة السكان اليوميّة.
الأمسية في جزيرة عبد الوهاب جمعت ما بين الثقافة والموسيقى وفن المطبخ اللبناني الطرابلسي، والتوعية. جميعها عناوين تعاونت لتعزيز هدف إعادة موقع هذه الجزيرة الشهيرة إلى قلب الذاكرة الجماعية. وكذلك لفت الأنظار إلى وضعها الحالي المتدهور، بسبب الإهمال، كما وتسلط الضوء على أهمية إعادة تأهيلها.
يُذكر أن وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني حضر هذه الفعالية، إلى جانب وزير الإقتصاد عامر البساط، وعدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وفعاليات كثيرة من مدينة طرابلس وفي مقدمهم رئيس البلدية الدكتور عبد الحميد كريمة، واعضاء جمعية تراث طرابلس – لبنان خاصة رئيستها جُمانة شهّال تدمري.

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب