الدكتورة نجاة أبو بكر: نموذج نسائي فلسطيني في النضال السياسي والمجتمعي

الدكتورة نجاة أبو بكر: نموذج نسائي فلسطيني في النضال السياسي والمجتمعي
اعداد وتقرير قسم التحرير / صحيفة صوت العروبه
المقدمة
تُعدّ الدكتورة نجاة أبو بكر إحدى أبرز الشخصيات النسائية الفلسطينية التي جمعت بين العمل السياسي، الإعلامي، والمجتمعي. من خلال مسيرتها، قدمت نموذجًا فريدًا للمرأة الفلسطينية القادرة على التأثير في مختلف المجالات.
1. النشأة والتعليم
وُلدت نجاة عمر أبو بكر في بلدة عرابة، جنين عام 1964. أنهت تعليمها الأساسي والثانوي في مدينتها، ثم تابعت مسيرتها الأكاديمية:
بكالوريوس: علم الاجتماع والصحافة، جامعة النجاح، 1990.
ماجستير: التخطيط الإقليمي والحضري ، جامعة النجاح الوطنية ، 2000.
دكتوراه: علم الاجتماع السياسي، جامعة القاهرة، 2006.
تُظهر هذه المسيرة الأكاديمية التزامًا بالعلوم الاجتماعية والإعلامية، مما مكنها من فهم أعمق للقضايا الفلسطينية.
2. المسار المهني والإعلامي
قبل انخراطها في العمل السياسي، شغلت أبو بكر عدة مناصب في الإعلام والعمل المؤسسي:
مراسلة صحفية: عملت مع وكالة فرانس برس وصحيفة الفجر الفلسطينية حتى عام 1994.
مديرة مركز المعلومات والتوثيق: للانتهاكات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية (1992-1995).
مديرة شؤون الطلبة والعلاقات العامة: في جامعة القدس المفتوحة (1995-1998).
مدير عام: في وزارة الاقتصاد، حيث كانت مسؤولة عن الرقابة على الذهب وحماية المستهلك (1998-2006).
هذه المناصب أكسبتها خبرة واسعة في مجالات الإعلام، التوثيق، والإدارة العامة.
حصلت على عشرات الجوائز والتكريم من مؤسسات دوليه ومحليه
عضو مجلس امناء في عدة مؤسسات ومشاركات بمؤتمرات دوليه
3. المسار السياسي والنضالي
انخرطت أبو بكر في العمل السياسي منذ الانتفاضة الأولى، حيث كانت جزءًا من القيادة الوطنية الموحدة. ثم شغلت عدة مناصب حزبية:
عضو لجنة إقليم نابلس: عام 2000.
عضو المجلس التشريعي الفلسطيني: عن قائمة حركة فتح (2006–2018).
عضو في لجان تحقيق: لمكافحة الفساد داخل المؤسسات الرسمية.
اعتصام داخل المجلس التشريعي: في فبراير 2016، احتجاجًا على محاولة اعتقالها لدفاعها عن المعلمين وفضحها الفساد.
فصلها من حركة فتح: عام 2016، وتجريدها من جميع المناصب التنظيمية السابقة.
تُظهر هذه المسيرة السياسية التزامًا قويًا بالقضايا الوطنية والحقوقية.
4. إسهاماتها في تمكين المرأة والمجتمع
عُرفت أبو بكر بتفانيها في تمكين المرأة والمجتمع الفلسطيني:
تأسيس تجمع كنعانيات: لدعم النساء اقتصاديًا وتمكينهن من المشاركة في الحياة العامة.
إطلاق صالون ثقافي أسبوعي: لمناقشة القضايا الفكرية والاجتماعية.
تنظيم ورش عمل وندوات للنساء: حول القيادة والمشاركة السياسية.
دعم الاقتصاد المقاوم: من خلال تبني المشاريع الصغيرة لمواجهة الأزمات الاقتصادية.
تمويل المشاريع الإنتاجية للنساء: في المناطق المهمشة عبر صندوق دعم المرأة في بكدار.
تُظهر هذه الأنشطة التزامًا حقيقيًا بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة الفلسطينية.
5. الرؤية الفكرية والمواقف
مواقفها من الفساد
اتسمت مواقفها بالجرأة والوضوح، حيث قدمت وثائق تتعلق بفساد مستشري داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية، خاصة في وزارة الحكم المحلي. أثارت هذه الوثائق جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
رؤيتها لحركة فتح
وصفت حركة فتح بأنها “حركة الفكرة وليست حركة القطيع”، محذرة من ظهور قيادة عامودية وتقويض القيادة الأفقية الجماعية. اعتبرت أن المصالحة الفلسطينية “كلامية بدون فعل ملموس” وتهدف إلى إطالة عمر الاحتلال.
رؤيتها للمرأة الفلسطينية
أكدت في مقالها “المرأة الفلسطينية تاريخ حافل بالنضال” أن المرأة كانت التجسيد الأعلى لرمزية الأرض وعنصر الحياة في القضية الفلسطينية، وأن دورها التاريخي في المقاومة والحفاظ على الهوية الوطنية لا يقل أهمية عن الدور السياسي للرجل.
6. التحديات والمواجهات
واجهت أبو بكر تهديدات سياسية وقانونية بسبب مواقفها:
استدعاؤها للتحقيق: من قبل النائب العام في 2016، ورفضها الامتثال إلا عبر المجلس التشريعي.
اعتصامها لمدة 18 يومًا: داخل المجلس، والذي أسفر عن تدخل سياسي ودعم جماهيري واسع.
فصلها من حركة فتح: وتجريدها من المناصب التنظيمية، دون أن يتراجع نشاطها السياسي والاجتماعي.
تُظهر هذه التحديات إصرارها على المبادئ والحقوق.
7. الخلاصة
تجسد الدكتورة نجاة أبو بكر نموذجًا فريدًا للمرأة الفلسطينية المكافحة والملتزمة بحقوق الشعب، حيث دمجت بين:
النضال السياسي والمجتمعي.
مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.
الدفاع عن الهوية الفلسطينية والحقوق الوطنية.
إن مسيرتها تظل مصدر إلهام للأجيال الفلسطينية، فهي تؤكد أن القوة الوطنية الحقيقية تبدأ من الجرأة والمصداقية والالتزام بالمبادئ الإنسانية والوطنية، وتبرهن أن المرأة الفلسطينية قادرة على قيادة التغيير وصناعة القرار في أصعب الظروف.
المراجع:
1. الحدث. (2016). أبو بكر لـ”الحدث”: سلمت وثائق تثبت فساد بعض الوزارات وعلى رأسها الحكم المحلي.
2. القدس العربي. (2016). النائبة نجاة أبو بكر لـ «القدس العربي»: قضيتي انتهت.
3. Times of Israel. (2016). نائبة فلسطينية تواصل اعتصامها في المجلس التشريعي بعد استدعائها من قبل النائب العام.
4. i24news. (2016). رام الله: النائب نجاة أبو بكر تغادر مبنى المجلس التشريعي بعد اعتصام 13 يومًا.
5. صحيفة صوت العروبة. (2024). صحيفة صوت العروبة تلتقي الأكاديمية والباحثة وعضو مجلس تشريعي سابق الدكتورة نجاة أبو بكر.