فلسطين

حوافز للاحتياط لقبول القتال | نتنياهو يعاند الجيش: «النصر المطلق» قريب

حوافز للاحتياط لقبول القتال | نتنياهو يعاند الجيش: «النصر المطلق» قريب

يعرقل نتنياهو أي صفقة مع «حماس» رغم الانقسام بين المؤسستين السياسية والأمنية، فيما يمضي العدو في خطة احتلال غزة عبر تعبئة واسعة لجنود الاحتياط بغطاء أميركي مباشر.

مع استمرار انسداد الأفق أمام مساعي التهدئة في قطاع غزة، واقتراب مضيّ الأسبوع الثالث من دون تلقّي ردّ رسمي من تل أبيب على المقترح الذي صاغه الوسطاء لوقف إطلاق النار ووافقت عليه حركة «حماس»، تزداد المؤشرات التي تؤكد أن حكومة العدو لا تزال بعيدة عن العودة إلى مائدة المفاوضات في الوقت القريب.

وفي هذا الإطار، نقل مسؤول مصري رفيع المستوى إلى «الأخبار»، أن القاهرة تلقّت رسائل غير مباشرة من تل أبيب تشير إلى نية قوات الاحتلال مواصلة عملياتها الميدانية للضغط على «حماس» من أجل «تسليم جميع الأسرى، وإلقاء سلاحها، وهي رسائل تكرّرت بوضوح في قنوات الاتصال الاستخباراتية والعسكرية». وبحسب المسؤول المصري، فإن «مصر عبّرت عن قلقها من تبعات هذا التوجّه»، محذّرة من أنّ «مواصلة العمليات ستُفشل فرص التهدئة»، إلا أن الردود الإسرائيلية أوحت بـ«عدم وجود حاجة إلى العودة إلى طاولة التفاوض حالياً»، في ظل ما يعتبره قادة العدو «نجاحاً» ميدانياً في القطاع.

في المقابل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن اجتماع المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) استمرّ ست ساعات، جرى خلاله عرض خطة عسكرية للسيطرة الكاملة على مدينة غزة. وخلال الاجتماع، اقترح وزير الأمن القومي المتطرّف، إيتمار بن غفير، إجراء تصويت يرفض أي «صفقة جزئية» مع «حماس»، وهو ما رفضه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، معتبراً أن «الصفقة غير مطروحة للنقاش أصلاً»، وبالتالي لا داعيَ للتصويت بشأنها. وجاء اقتراح بن غفير بهدف إسقاط المبادرة التي وافقت عليها «حماس» نهائياً من جدول الأعمال، فيما طالب عدد من الوزراء بمناقشة الصفقة والمفاوضات، قبل أن يتصدّى نتنياهو لهم أيضاً.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو أبلغ أعضاء «الكابينت» بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يدعم استمرار العملية العسكرية في غزة، «شرط أن تُنفّذ بسرعة». على أن المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، ذكر أن تقديرات الجيش والمؤسسة الأمنية تشير إلى إمكانية إلغاء العملية البرية في المدينة، «في حال التوصّل إلى صفقة أو في حال عدم نزوح السكان، وذلك تفادياً للضغط الدولي المتوقّع»؛ علماً أن عدداً من المسؤولين الأمنيين كانوا أبدوا تأييدهم للصفقة الجزئية، إذ نقلت وسائل إعلام العدو عن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، دعمه لخطة التبادل المقترحة، واعتباره أن عملية «عربات جدعون» وفّرت ظروفاً مؤاتية لإعادة الأسرى، ودعوته إلى الأخذ بالمقترح المطروح.

كذلك نقلت «القناة 13» العبرية عن زامير قوله خلال الاجتماع الوزاري: «الآن تذكّرتم أنكم تريدون القضاء على حماس بعد عامين من الحرب؟». من جهتها، كشفت «قناة كان» العبرية أن رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، أعلن دعمه الصريح للصفقة، قائلاً: «إذا استطعنا إعادة عشرة أسرى فلنقم بذلك. يمكننا العودة إلى القتال بعد 60 يوماً».

بدء استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط اعتباراً من اليوم

كذلك، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصادر مطّلعة أن نقاشاً حاداً نشب بين الوزيرة أوريت ستروك من حزب «الصهيونية الدينية» ورئيس الأركان زامير، حيث سخرت الأولى من الثاني باستخدام اقتباس توراتي يصف الخائفين بأنهم «مصدر ضعف للجماعة». وردّ زامير بنبرة حادّة قائلاً: «جئت من أجل مهمّتين في حياتي: منع النووي الإيراني وتدمير حماس»، مضيفاً: «لا أحد هنا خائف أو ضعيف القلب. وأنا أوافق يومياً على ضربات في كل مكان، وأتّخذ قرارات لم يتخذها أحد من قبل». وأنهى نتنياهو السجال بالتأكيد على أنه «لا يريد انضباطاً أعمى، ولا يريد أيضاً خرقاً للإطار».

ميدانياً، كشفت صحيفة «معاريف» عن بدء استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط اعتباراً من اليوم، ضمن الاستعدادات لعملية احتلال مدينة غزة، فيما أفادت «القناة 12» بأن هؤلاء الجنود «سينتشرون على جبهات الشمال والضفة الغربية لإتاحة المجال أمام القوات النظامية للتركيز على القتال في القطاع».

وفي تقرير آخر نُشر أمس، أوضحت «يديعوت أحرونوت» أن خطة استدعاء الاحتياط ستُنفّذ على ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى منها 40 ألف جندي خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري، على أن تليها مرحلتان في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وآذار/مارس 2026، ليصل عدد المجنّدين في ذروة الاستدعاء إلى نحو 110 آلاف جندي. وتهدف هذه التعبئة إلى دعم عملية «عربات جدعون 2»، التي يُتوقّع أن تكون المعركة البرية الأكبر في القطاع منذ بداية الحرب. وفي محاولة لتحفيز المشاركة في هذه العملية، كشفت الصحيفة نفسها، عن سلسلة من الحوافز المالية «غير المسبوقة» التي أُقرّت لجنود الاحتياط، واصفة إياها بـ«عربات المال».

وتشمل تلك الحوافز إصدار «بطاقة ائتمان رقمية» خاصة تحت اسم «فايتر»، تُشحن بمبلغ يصل إلى خمسة آلاف شيكل لمن خدم عشرة أيام على الأقل. كما يحصل المجنّدون على مبالغ إضافية يومية تتزايد تدريجياً لتصل إلى 80 شيكلاً يومياً بعد الشهر الأول، مع إمكانية استخدامها من قبل الجنود وعائلاتهم، لدفع رسوم حكومية وشراء سلع أساسية وترفيهية، وحتى تسديد تكاليف الحضانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب