خلافات داخل الائتلاف وأجواء انتخابات في الأفق.. وديرمر: إجماع واسع على ضم غور الأردن

تلقى حاضرو جلسة الحكومة أمس من نتنياهو خطاباً غايته رص الصفوف تمهيداً لإنهاء الولاية أو على الأقل البقاء طويل المدى. فقد أراد نتنياهو نقل الرسالة إلى الحريديم الذين هم خارج الحكومة، وطالبهم بالدخول إليها، وسيناقش قانون التجنيد لاحقاً. غير أن الساحة السياسية تبث موجات أخرى، ويخيل أنها تندفع نحو الانتخابات التي يصر نتنياهو على وقفها.
لقد بات سلوك الوزراء في جلسة الحكومة يدل على سياقات تفكك – رئيس “الصهيونية الدينية” وزير المالية سموتريتش، قاطع جلسة الحكومة التي أقرت ميزانية إضافية لرئيس “عظمة يهودية” بن غفير. كما أن العلاقات بين نتنياهو وسموتريتش ليست كأمس وأول أمس منذ الأزمة العلنية بينهما حول صفقة جزئية. الوزيران غيلا جمليئيل ويوآف كيش من الليكود تناطحا بأصوات بلغت حتى الصراخ – فقدما إطلالة على معارك الانتخابات التمهيدية التي بدأت تتصاعد في الحزب الحاكم، وتدل على الأرض المعتملة التي تمهد للانتخابات.
لكن نتنياهو يدير الحدث بالهرب إلى الأمام: حملة في مدينة غزة، وإنهاء الحرب في صيغة يعمل عليها ديرمر نيابة عنه، واتفاقات سلام أخرى مع دول المنطقة، وكذا فرض السيادة في إطار رزمة شاملة مثلما حاول العمل عليه في الماضي الثنائي ترامب ونتنياهو. عملية احتلال غزة ستبدأ قريباً، كما تقول محافل أمن، بالتوازي مع الاستعداد لوصول أسطول ضخم إلى شواطئ غزة انطلق على ظهر 13 سفينة من تسع نقاط وفقاً لتقدير محافل استخبارية. وقال مصدر أمني أمس لـ “إسرائيل اليوم” إنه “لن تدخل أي سفينة إلى منطقة غزة، وستوقف كلها في المياه الإقليمية بأي وسيلة لازمة سياسية وعسكرية”.
يحدثون الخطط
عرضت جلسة الكابنت أمس، على الوزراء خطط احتلال مدينة غزة، وعلى حد قول مصادر في الغرفة، أجريت عليها تعديلات وفقاً للمطالب التي طرحت في جلسات سابقة. الكابنت لم يبحث أمس صفقة إعادة مخطوفين، إذ إنه لم يطرأ أي تقدم نحو صفقة كهذه، وفي هذه الأثناء استكملت الاستعدادات للحملة العسكرية على الأرض. ومع ذلك، على حد قول مصادر مطلعة، فإن الاتصالات بشأن الصفقة موجودة دائماً في محاولة لإيجاد صيغة تؤدي إلى إعادة المخطوفين، والاتصالات كفيلة بأن تتواصل حتى تحت نار الحملة الجديدة لاحتلال مدينة غزة. تصفية الناطق بلسان حماس في نهاية الأسبوع، يخلق هو الآخر أملاً في تليين موقف المنظمة في نهاية الأمر.
الاستعداد للحملة
في جلسة الحكومة صباح أمس، تناول نتنياهو العملية القريبة في غزة،وقال: “هذه الحملة تعبر عن التزامنا بإعادة كل مخطوفينا. أذكركم أنه حتى اليوم أعدنا 207، منهم 148 مخطوفاً أحياء. سنعيد الجميع أحياء وأمواتاًعلى حد سواء. الكابنت قرر حسم حماس وتحرير كل مخطوفينا، في جهد عظيم، وبدأ الجيش بإخراج هذا القرار إلى حيز التنفيذ”.

قبل جلسة الكابنيت، قال رئيس الأركان في تقويم للوضع في قيادة المنطقة الشمالية، إن تصفية أبو عبيدة ترمز لواحدة من تصفيات عديدة على الطريق.
هذا وكان وزراء الكابنيت قد طُلب منهم أيضاً التعبير عن رأيهم في خطة السيادة التي على الطريق. كما كشف هنا لأول مرة، بخلاف الآمال التي يبثها وزراء الحكومة، فإن الخطة التي يعمل عليها ديرمر مع كبار مسؤولي الإدارة في الولايات المتحدة تتضمن سيادة جزئية فقط على منطقة في غور الأردن، خطة تقوم على إجماع واسع في إسرائيل، ويأمل ديرمر أيضاً بدعم من الحزبين في الولايات المتحدة بدلاً من فرض السيادة الكاملة على معظم الأراضي في “يهودا والسامرة”.
مسؤول في الحكومة يعرف خطة ديرمر، قال أمس إن “نتنياهو يدفع قدماً بسيادة جزئية وسيتعرض على هذا لضربات من الأوروبيين وكأنه فرضها في كل المنطقة، في الوقت الذي قد يحصل من ترامب على اعتراف كامل”.
شيريت افيتان كوهن
إسرائيل اليوم 1/9/2025