كمين على أطراف مدينة غزة: مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة خامس رغم حالة الاستنفار

كمين على أطراف مدينة غزة: مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة خامس رغم حالة الاستنفار
مقاتلو المقاومة نفذوا كمينًا محكمًا شمالي غزة، أسفر عن تفجير دبابة ومقتل أربعة جنود إسرائيليين من لواء المدرعات 401، وإصابة آخر بجروح متوسطة الخطورة. الجيش الإسرائيلي أقرّ بأن العملية وقعت رغم حالة “الاستنفار” بصفوف قواته، وسط استمرار التحقيق في ملابساتها.
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، مقتل أربعة جنود من لواء المدرعات 401 في هجوم نفذه عناصر المقاومة الفلسطينية صباح الإثنين، واستهدف قوة إسرائيلية على أطراف مدينة غزة قرب منطقة جباليا، شمالي القطاع، فيما أُصيب جندي خامس بجروح بين متوسطة الخطورة.
وأفاد تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي بأن الجنود قُتلوا أثناء تواجدهم قرب موقع تحصين عسكري في محيط جباليا شمالي القطاع، بعدما أطلقت مجموعة مكوّنة من ثلاثة إلى أربعة مقاومين النار باتجاههم، قبل أن يلقي أحد أفراد المجموعة عبوة ناسفة داخل دبابتهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى مقتل طاقمها بالكامل.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن مقاتلين من كتيبة 50 التابعة للواء “ناحال” ردوا بإطلاق النار باتجاه ما بين ثلاثة إلى أربعة عناصر في فصائل المقاومة الفلسطينية، ما أسفر عن إصابة عدد منهم، غير أنهم تمكنوا من الانسحاب. وخلال اشتباك مسلح ضمن العملية أصيب جندي من الكتيبة بجروح متوسطة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية أن التحقيق بيّن أنّ العملية وقعت قرابة الساعة السادسة صباحًا وأن التحقيقات الداخلية في الجيش الإسرائيلي لا تزال جارية، وذلك في إطار التصعيد العسكري للاحتلال الذي يهدف لاجتياح مدينة غزة واحتلالها.
وسُمح بنشر أسماء ثلاثة من القتلى، وهم ثلاثة جنود في الكتيبة 52 التابعة للواء 401 المدرع، أما اسم القتيل الرابع فما زال محظور النشر حتى إشعار آخر. ووفقا للتحقيق، فإن العملية وقعت قرب موقع تحصين تابع للكتيبة 50 من لواء “ناحال”، الذي يعمل تحت لواء المدرعات 401، في أطراف حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وبحسب التحقيق، فإن دبابة تابعة للكتيبة، كان بداخلها الجنود الأربعة الذين قُتلوا، وُضعت في موقع دفاعي بمحاذاة هذا الموقع المحصن. ووفق التفاصيل، عاد جنود الكتيبة إلى التحصين عند الخامسة فجرًا بعد نشاط ليلي في المنطقة ليقعوا في كمين نصبه عناصر المقاومة.
وعند وقوع الهجوم في السادسة صباحًا كان الجنود في حالة ما يُعرف بـ”الاستنفار مع الفجر” أي في حالة جهوزية كاملة ومرتفعة في إطار العمليات البرية المتصاعدة، فيما كان الضباط يعقدون تقييمًا للموقف. وأكدت مصادر عسكرية على أن القوات كانت في “حالة يقظة”.
إلقاء عبوة ناسفة داخل دبابة
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن خلية مسلحة مكوّنة على ما يبدو من نحو ثلاثة مقاتلين فلسطينيين، اقتربت من الدبابة المتمركزة قرب التحصين، حتى مسافة قريبة جدًا، وبدأت بإطلاق النار باتجاه طاقمها، قبل أن يتمكن أحد أفراد المجموعة من الوصول إلى الدبابة وإلقاء عبوة ناسفة داخلها.
وأسفر انفجار العبوة داخل الدبابة عن مقتل الجنود الأربعة على الفور، فيما اشتعلت النيران في الدبابة. وبحسب مصادر في الجيش، استنادًا إلى تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، فإن الطاقم لم يكن نائمًا، بل كان في حالة تأهب ويقظة وينفذ عمليات تمشيط في المنطقة.
وذكرت إذاعة الجيش أن جنود وضباط الكتيبة 50 الذين كانوا داخل التحصين القريب سمعوا أصوات إطلاق النار والانفجار، ورُصد عدد من المسلحين الفلسطينيين وأطلقت قوات الاحتلال النار باتجاههم. وخلال الاشتباك، حاول المقاومون التقدم نحو التحصين، وتمكنوا من إصابة أحد جنود الكتيبة.
وأفادت بأن القوات تمكنت من إصابة عدد من المسلحين، فيما تمكن آخرون من الانسحاب. وقالت إن القوات رصدت إصابة اثنين من المقاومين، وعُثر بعد عمليات تمشيط على سلاحين استخدما في العملية، إضافة إلى آثار دماء تشير إلى انسحاب مصابين من المكان.
وختمت الرواية بأن الهجوم على موقع التحصين واقتراب المهاجمين من الدبابة وقع رغم حالة “الاستنفار”، التي من المفترض أن تكون ذروة الجاهزية. وأضافت مصادر أمنية إسرائيلية أن هذا السيناريو هو بالضبط ما تُعد له القوات، أي هجوم بأسلوب حرب العصابات على موقع تحصين. ورغم حالة التأهب العالية لمثل هذه الهجمات، تمكنت المجموعة في تنفيذ هجوم ناجح، فيما يواصل الجيش التحقيق في ملابسات العملية.