فلسطين

مستشار أمني إسرائيلي سابق: بعد الاغتيالات في إيران ولبنان واليمن حان دور قيادات “حماس” في قطر وتركيا

مستشار أمني إسرائيلي سابق: بعد الاغتيالات في إيران ولبنان واليمن حان دور قيادات “حماس” في قطر وتركيا

الناصرة-  يدعو مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، للقيام بـاغتيال قادة المستوى السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، ويزعم أن هناك حلولاً للحساسية المترتبة على ذلك مع الدول المضيفة لها مثل قطر وتركيا، معتبراً أن بقاءها يصعّب على إسرائيل، ويضع علامات استفهام حول مقولتها بأنها انتصرت على “حماس”.

بن شبات: إسرائيل تتجاوز في هذه الحرب ما كانوا يعتبرونه خطوطاً حمراء في سياستها، وأسلوب جزّ رؤوس قيادات العدو يترسخ أمام أعينهم كنهج ثابت للعمل

ويستعيد مئير بن شبات، في مقال ينشره موقع معهد “مسغاف” للأمن القومي والإستراتيجيا الصهيونية، ردود فعل على اغتيال إسرائيل رئيس وزراء الحوثيين و11 من وزرائه، ويقول إنه كان من اللافت بينها قراءة ردود الجهات الإيرانية وأتباعها، حيث دان “الحرس الثوري” الهجوم، واصفاً إياه بأنه “جريمة حرب ضد الإنسانية وتجسيد للإرهاب الدولي، ولانعدام الإنسانية لدى النظام الصهيوني.” وورد في بيان للجيش الإيراني أن “النظام الصهيوني الملعون يكشف مجدداً عن طبيعته الهمجية والإجرامية وغير الإنسانية.” كذلك أصدرت دائرة الإعلام في “حزب الله” بياناً جاء فيه: “إنه عدوان بربري، وجزء من قائمة الجرائم الصهيونية التي تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذا العدو.” أمّا محمد البخيتي، أحد أبرز قادة المكتب السياسي للحوثيين، فقد أعلن أن “إسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في هذه المعركة”. كما يقول بن شبات إنه، إلى جانب السعي الواضح والمفهوم للمساس بشرعية إسرائيل وإلصاق تهمة مجرمي الحرب بقادتها، تعكس هذه الردود أيضاً تعبيراً أصيلاً عن الصدمة التي أصابت الإيرانيين وأذرعهم جرّاء التغيير الذي طرأ على نهج إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، لافتاً إلى أن إسرائيل تتجاوز في هذه الحرب ما كانوا يعتبرونه “خطوطاً حمراء” في سياستها. ولدهشتهم وخيبتهم، لا يتعلق الأمر بانحراف عابر أو بحالات استثنائية، بل إن أسلوب “جزّ رؤوس” قيادات العدو يترسخ أمام أعينهم كنهج ثابت للعمل.

 تحدّي “قواعد اللعبة

زاعماً أنه بعدما تمّ دحض الافتراضات السابقة لأعداء إسرائيل بشأن قدرتها على خوض حرب طويلة أو متعدّدة الجبهات، باتت تتحدى أيضاً في عملياتها ما كان “قواعد اللعبة” في نظرهم.

ويقول إن الانتماء إلى فئة “المستوى السياسي” لم يعد يمنح الحصانة، وكذلك المنصب أو الرتبة، أو الاندماج وسط جمهور واسع. كذلك لم تعُد العمليات تُنفَّذ بملف منخفض، أو بلا بصمة، بل إن إسرائيل تقف علناً، وتهدد، وتنفّذ، ويدها ما زالت ممدودة. معتبراً أن المواجهة مع النظام الإيراني و”حزب الله” والحوثيين بعيدة عن نهايتها، وقبل العمليات الإسرائيلية لقطع رؤوس قياداتهم، شكلت الحرب في غزة السبب الرئيس المعلن لاستمرار الصراع، أمّا الآن، فأضيفت إليها الرغبة في الثأر من عمليات الاغتيال وتخفيف وطأة الإذلال العميق.

ويضيف: “في أي حال من الأحوال، لا يجب أن يثير ذلك شكوكاً في النهج الذي اختارته إسرائيل، بل بالعكس، فهذا هو الخط الذي يجب أن يميّز سياستها في الساحات الأخرى التي تواجه فيها التحديات، وفي مقدمتها قيادة “حماس” في الخارج”.

ويستذكر بن شبات هنا تهديد قائد جيش الاحتلال إيال زامير، خلال تقييم للوضع أجراه في مطلع الأسبوع، بقوله: “تمت تصفية قيادة حماس، في معظمها، وما زالت يدنا ممدودة. إن القادة الأحياء، في أغلبيتهم، موجودون في الخارج، وسنصل إليهم أيضاً.” مستذكراً أيضاً تهديدات زامير بعد اغتيال أبو عبيدة، الناطق باسم الجناح العسكري لحركة “حماس”، وكشف هذا الاغتيال لمن لم يلمّ بتفاصيل نشاط التنظيم عن قوة أحد أجهزة دعايته ونفوذه. ولتبرير دعوته للمزيد من الاغتيالات يتابع بن شبات: “لإدراك حجم تأثير قيادة “حماس” العاملة في الخارج، يمكن أخذ نشاط أبو عبيدة، ومضاعفته ورفعه إلى الأعلى، ومع ذلك، لن تنعكس الصورة الكاملة. بعد الضربة القاسية لرؤوس “حماس” في قطاع غزة، تحولت القيادة في الخارج إلى مركز القوة الأهم الذي يحمل على عاتقه حركة “حماس” بكل مكوناتها. تشكل نشاطات المقر الخارجي عاملاً يضاعف قوة التنظيم، وله دور حاسم في تحويله إلى طرف ذي نفوذ إقليمي، وبشكل خاص في ظل القيود المفروضة على نشاطه من قطاع غزة، أو من الضفة الغربية”.

توفير المسوغات
ويواصل بن شبات البحث عن مسوغات لاغتيال القادة السياسيين لحركة “حماس” بالقول إنه في حين يعمل قادة غزة بشكل سرّي، ويصعب عليهم أداء مهامهم، ولا يُسمع صوتهم، فإن مجموعة من أصحاب المناصب في “القيادة السياسية” تؤدي دورهم في عرض سياسة الحركة، وهم مقيمون خارج المنطقة: تركيا، أو قطر، أو لبنان، أو بدول أخرى.

ويقول إن هؤلاء يحلّون محل القيادة أيضاً في الظهور على المنابر الإعلامية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المؤتمرات والمحادثات السياسية، وهم بمثابة هيئة أركان للتنظيم، وهؤلاء مسؤولون عن بلورة سياسته وشرحها، ويتحملون عبء تجنيد الدعم السياسي والموارد اللازمة لبناء قدراته ونشاطه، ويتولى بعضهم أدواراً عملياتية، بدءاً من التنسيق بين الأقاليم لأغراض “الإرهاب”، وانتهاءً بتوجيه نشاطات محددة”.

ويستذكر بن شبات أن صالح العاروري كان من بين أبرز الناشطين المعروفين، وهناك نحو ثلاثين ناشطاً مثله؛ خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، باسم نعيم، سامي أبو زهري، عزت الرشق، أسامة حمدان، محمود مرداوي، طاهر النونو، وزاهر جبارين، منوهاً أن هذه أسماء بعض القيادات التي يعرفها كل مَن يتابع نشاط “حماس”.

بن شبات: بعد الضربة القاسية لرؤوس “حماس” في قطاع غزة، تحولت القيادة في الخارج إلى مركز القوة الأهم الذي يحمل على عاتقه الحركة بكل مكوناتها

صلاة الشكر
ويمضي في تجريم المستوى السياسي لـ”حماس” بالقول إن مشهد صلاة الشكر التي أقامها قادة التنظيم الذين كانوا في الدوحة في السابع من أكتوبر ما زال حاضراً في الذاكرة الإسرائيلية. كذلك برز في الإعلام الإسرائيلي ما قاله غازي حمد، أحد قادة التنظيم في غزة، بعد “المجزرة”، والذي نقل مقر إقامته إلى قطر، وصرّح بوضوح بأن “إسرائيل دولة نريد إسقاطها؛ “طوفان الأقصى” ليس سوى المرة الأولى، وسيكون هناك ثانية وثالثة ورابعة. لدينا الصلابة والقدرة على القتال ودفع الثمن”. وفيما يخص مطلب إسرائيل بنزع سلاح “حماس”، أوضح أن “سلاح المقاومة هو جوهر القضية الفلسطينية، نحن ملتزمون بذلك، ولن نسلّم ولو رصاصة فارغة واحدة”.

ويدّعي بن شبات أنه إذا ما تمّ البحث عن الجهة التي يمكنها إعادة بناء حركة “حماس” “المترنحة” حين تتاح الفرصة، فسنجدها في هذا المقر: هناك ستتم إعادة التواصل مع “محور المقاومة”، ومع الدول الداعمة، ومع شبكة المنظمات الإسلامية المنتشرة عالمياً، والمرتبطة بـ “الإخوان المسلمين”، ومع المال والإعلام وبقية الموارد اللازمة لذلك.

ويضيف، مقدماً تبريراً مزعوماً للاغتيالات: “نظراً إلى الدور المركزي الذي تؤديه هذه القيادة، وإلى تورطها في الجهود لجرّ إسرائيل إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات، لا يمكن لإسرائيل أن تتركها. من المرجح أن تجنّب استهدافها، حتى الآن، يعود إلى الحساسية السياسية، نظراً إلى صِلاتها بقطر وتركيا، ومكانتهما لدى الإدارة الأمريكية، وكذلك خوفاً من فقدان قناة اتصال في المفاوضات بشأن استعادة الأسرى. غير أن هذه المخاوف لها حلول”.

ويخلص مئير بن شبات إلى القول بما تقوله جهات إسرائيلية متزايدة تؤيد هي الأخرى مواصلة الاغتيالات: “في كل الأحوال، إن استمرار وجود هذه القيادة سيضع علامة استفهام على جدوى الإنجاز الإسرائيلي في المواجهة مع “حماس”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب