الصحافه

“سيحرقك”.. لترامب: حتى حزبك بدأ يتخلى عنك لانجرارك إلى رغبات نتنياهو

“سيحرقك”.. لترامب: حتى حزبك بدأ يتخلى عنك لانجرارك إلى رغبات نتنياهو

إيريس ليعال

هناك قضية ترتبط بقطر تسبب لنتنياهو قلقاً كبيراً؛ ليست “قطر غيت”. قرار مهاجمة الدوحة لاغتيال قيادة لحماس في هذا التوقيت، خلافاً لموقف جهاز الأمن، يبدو أنه، بعد مرور أيام على تنفيذه، قرار هستيري – لا توجد كلمة أكثر دقة من ذلك.

حتى الآن، نحن لم نحصل على أي تفسير معقول لسؤال ما الذي كانت ستحققه هذه العملية لو نجحت؟ وهل تم أخذ تداعيات الفشل في الحسبان؟ ولكن حتى لو نجحت هذه العملية، فسيكون هناك خطأ كارثي. إسرائيل وافقت على وساطة قطر قبل سنتين، وسلمت بحقيقة استضافتها قادة حماس، بمصادقة أمريكا. تغيير كبير في السياسة، مثلما تمثل ذلك في العملية، ربما يفسر بتغير الظروف. يحاول نتنياهو ربط التوقيت بالعملية التي حدثت قبل يوم في القدس. ولكنه يعرف أنه تفسير ضعيف.

النتيجة المعقولة للهجوم الآن هي أن الحرب في غزة ستستمر، والمقاطعة الدولية ستزداد، وحياة المخطوفين في خطر. حتى لو كانت هذه هي النتيجة التي يرغبها نتنياهو، فإنه لم يفكر في كل التداعيات. إسرائيل اليوم برئاسته تعتبر دولة غير متوقعة وخطيرة، وهو نفسه يعتبر مدفعاً سهل الانطلاق، وبدأ ترامب ومحيطه المقرب يستوعبون، ولو بتأخير مأساوي، أنه كلما حدث تقدم، يظهر له أن نتنياهو يفجر شيئاً ما.

النتيجة المعقولة للهجوم الآن هي أن الحرب في غزة ستستمر، والمقاطعة الدولية ستزداد، وحياة المخطوفين في خطر

عدم الرضا من نتنياهو ومن تأثيره على ترامب يتعاظم في أوساط الحزب الجمهوري. في التعليق المرفق بفيلم أنتجته مجموعة تسمى “ماغا اف.ان.بي”، والذي بثته “فوكس نيوز”، جاء: كل من وثق بنتنياهو ذات يوم، احترق… لقد سخر من رئيس أمريكي ضعيف. أيها الرئيس ترامب، لا تجعله يفعل بك ذلك”. بعد هجوم إسرائيل، ينظر إلى ترامب في محيطه بأنه شخص ربما يكون قد أيد العملية العسكرية ضد دولة لها مع الولايات المتحدة علاقات وثيقة، وأنه إذا لم يكن يعرف ذلك، فهو عاجز عن كبح جماح نتنياهو.

اغتيال المؤثر الإفنغلستي تشارلي كيرك، أنزل العملية في الدوحة عن جدول الأعمال. كان ترامب مدمراً من عملية القتل، لكن ليس إلى درجة ألا يرى الفرصة والإعلان بأن خطاب اليسار الراديكالي هو المسؤول عن عملية القتل. نتنياهو وأبواقه سارعوا إلى الانضمام للاحتفال للتغطية على الرائحة النتنة التي فاحت من فشلهم في الدوحة. فهم قالوا بأن اليسار سيقود إلى حرب أهلية وقتل يمينيين أيضاً في إسرائيل. للنزاهة، يجب الاعتراف بأن اليمين في كل دولة استغل هذه الحادثة لصالحه؛ اليمين الفاشي في ألمانيا استغل الاغتيال السياسي لهذا الشخص، الذي سمع عنه معظم الألمان من قبل، وحرض ضد اليسار والمهاجرين وكل الأهداف المعتادة. وفي بريطانيا، يتم التخطيط لمسيرة كبيرة لليمين لإحياء ذكرى كيرك. يا مجانين العالم، اتحدوا.

الآن يحاول نتنياهو استغلال الاغتيال لموضعة نفسه إلى جانب ترامب، وحتى إنه سارع إلى وضع حجر الأساس لمتنزه في “بات يم” على اسمه. ولكن عندما يتلاشى الغبار وتتكشف تفاصيل أخرى حول المشتبه فيه بالاغتيال ودوافعه وتكتمل دورة التحريض والتملق، فسيتعين على نتنياهو الإجابة على عدة أسئلة. سواء الثمن الذي ستجبيه قطر من ترامب على العملية، أو الخطر الذي يحدق باتفاقات إبراهيم، قد تغير موقفه من نتنياهو. من ناحيته ابتلاع جدال النشاطات العسكرية المعادية لنتنياهو عندما تنجح، هذا شيء، وفشلها شيء آخر.

يجب الصلاة لحدوث ذلك، لأنه إذا لم يوقفوه فسيبحث نتنياهو عن طريق عسكرية ضخمة ومدمرة لتعويض الفشل في الدوحة. لماذا ما زالوا يجدون صعوبة هنا في قول ما قالته وسائل الإعلام الأجنبية: نتنياهو شخص غير متزن واعتباراته معيبة، وهو خطير على المنطقة وعلى العالم.

هآرتس 14/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب