معجم رجالات أميركا «الحيواني» لا ينفد | روبيو في إسرائيل: واصلوا الإبادة

معجم رجالات أميركا «الحيواني» لا ينفد | روبيو في إسرائيل: واصلوا الإبادة
تكشف زيارة ماركو روبيو المفاجئة إلى قطر محاولة أميركية لإحياء المفاوضات بعد عملية الاغتيال الفاشلة في الدوحة، فيما يتواصل التحضير لاجتياح غزة بضوء أخضر من واشنطن.
بعد يومين أمضاهما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غادر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمس، متوجّهاً إلى قطر، في زيارة لم تكن مُدرجة مُسبقاً على جدول رحلاته، بل استُحدثت عقب محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة التي استهدفت قادة حركة «حماس» في الدوحة.
وكشفت قناة «كان» العبرية أن الزيارة الخاطفة التي يقوم بها روبيو إلى الدوحة تهدف إلى «تحريك المفاوضات مجدّداً بشأن صفقة تبادل الأسرى»، وهو ما أُبلغ به مسؤولون إسرائيليون خلال وجود الوزير الأميركي في إسرائيل. ورغم أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة «أضعف زخم الاتصالات»، بحسب «كان»، إلا أن «دوائر أميركية تعتبر أنه قد يشكّل أيضاً حافزاً لإعادة فتح باب التفاوض». ووفق مسؤولين إسرائيليين، فإن تحرّك روبيو نحو قطر يهدف إلى «إعادتها كلاعب أساسي في المفاوضات»، وربما يمثّل «محاولة أخيرة قبل انطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة».
وكانت زيارة روبيو إلى تل أبيب قد خُطِّط لها منذ مدة، قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر، بحسب تأكيدات صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية. وتمثّل هدفها الرئيسي في تأكيد «الأهداف المشتركة بين الطرفين»، وعلى رأسها «ضمان عدم عودة حركة حماس إلى حكم غزة، والعمل على إعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة»، وكذلك تأكيد «التزام واشنطن بمحاربة الأعمال المعادية لإسرائيل، وفي مقدّمها الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، وما يشكّله من مكافأة لحماس».
وطغى الطابع الرمزي على الزيارة الرسمية لروبيو إلى الأراضي المحتلة، حيث ركّزت الاحتفالات على مواقع مُهوَّدة في القدس، بما في ذلك افتتاح موقع جديد في المدينة التي تعاني تمدّد الاستيطان الإسرائيلي. ووصف الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، روبيو، بأنه «آخر المؤيّدين غير المشروطين لإسرائيل»، مشيراً إلى أن الرجل يسعى إلى «التخفيف من التوترات التي تلت الضربة في الدوحة».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في القدس المحتلة، قال روبيو إن «حماس لا يمكن أن تستمر في العمل المسلّح وتهديد الاستقرار، والرئيس ترامب ملتزم بذلك»، قبل أن يهاجم الحركة، واصفاً عناصرها بـ«الحيوانات البربرية»، في ما يمثل تغطية مجدّدة لأفعال الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين. واعتبر روبيو أنه «لا فرصة للسلام ما دامت الحركة (حماس) مسلّحة». كذلك شدّد على أن «الاعتراف بدولة فلسطينية لا يقرّب الحل، بل يعزّز موقف حماس، وقد حذّرنا الدول التي تسير في هذا الاتجاه من ردّ فعل إسرائيلي».
وجّه «مقر عائلات الأسرى» الإسرائيليين رسالة عاجلة إلى زامير طالبه فيها بعقد اجتماع طارئ
وفي المقابل، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن «إسرائيل لا تملك حليفاً أفضل من الولايات المتحدة»، معتبراً أن «الرئيس ترامب أعظم صديق لإسرائيل». كما أعلن أن «القرار بقصف قادة حماس في قطر كان إسرائيلياً بحتاً، وأن الرسالة الموجّهة إلى حماس هي أنه لا أحد في مأمن»، مضيفاً: «يمكنهم الاختباء ولكن لا يمكنهم الهرب».
وفي حين وصف أمير قطر، تميم بن حمد، من الدوحة، الهجوم الإسرائيلي بأنه «وقح وغادر وجبان»، قائلاً إن «المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن لم تكن سوى غطاء تكتيكي لاستمرار الحرب، ووسيلة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي»، مضيفاً أن «نتنياهو يرسل وفداً للمفاوضات بيد، ويعرقلها باليد الأخرى، فقط حين يشتدّ ضغط الداخل الإسرائيلي عليه»، كان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، يقدّر، خلال جلسة مغلقة في ديوان رئيس الحكومة، أن «حماس سترغب في العودة إلى طاولة التفاوض حتى بعد محاولة الاغتيال في الدوحة»، مشيراً إلى أن «الرسائل الآتية من القطريين تفيد بأن الدوحة لا تزال راغبة في أداء دور الوسيط، ولو تطلّب الأمر بعض الوقت حتى تهدأ العاصفة».
وفي غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال استعداداته لإخلاء مدينة غزة وتدميرها، عبر تكثيف القصف اليومي وإصدار أوامر إخلاء للسكان، في وقت قال فيه رئيس الأركان الإسرائيلي، أيال زامير، في إحاطة له أمام «اللجنة الفرعية لشؤون الاستخبارات» في «الكنيست»، إن «احتلال غزة لن ينهي وجود حماس بشكل كامل»، زاعماً أنه «سيتمّ السماح بدخول المساعدات الإنسانية وفق القانون الدولي طالما بقي سكان في غزة».
وبحسب مصادر أمنية تحدّثت إلى إذاعة جيش الاحتلال، فإن بطء وتيرة خروج السكان من المدينة «قد يؤخّر انطلاق العملية العسكرية»، فيما نقلت قناة «i24news» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى تأكيده أن هناك «ضوءاً أخضر أميركياً لمواصلة العملية». وفي الاتجاه نفسه، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن روبيو أوضح أن «ترامب يريد رؤية الأسرى في بيوتهم، لكنه يمنح إسرائيل وقتاً محدوداً لاستكمال الهجوم».
في المقابل، وجّه «مقر عائلات الأسرى» الإسرائيليين رسالة عاجلة إلى زامير طالبه فيها بعقد اجتماع طارئ في ضوء الاستعدادات الجارية لاجتياح مدينة غزة، معرباً عن «ذعر الأهالي من مصير أبنائهم المحتجزين»، فيما حذّر 80 خبيراً اقتصادياً ومسؤولون سابقون في الكيان، في بيان نشره موقع «واللا» العبري، من أن «احتلال مدينة غزة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد الإسرائيلي»، بما في ذلك ارتفاع الضرائب، وانخفاض التصنيف الائتماني، وهجرة العقول، وتراجع الإنتاج المحلي. كما «قد تكلّف السيطرة العسكرية على غزة أكثر من 60 مليار شيكل، مع خطر فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل».
الاخبار اللبنانية