عربي دولي

لا قيود أميركية على اجتياح مدينة غزة: تدرّج للحفاظ على “نافذة تفاوضية”

لا قيود أميركية على اجتياح مدينة غزة: تدرّج للحفاظ على “نافذة تفاوضية”

واشنطن نقلت رسالة إلى قطر تفيد برغبة إسرائيل في اتفاق رغم تصعيد عملياتها العسكرية والتوغّل في مدينة غزة في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع. لكن مصادر سياسية إسرائيلية شددت أن مواقف الطرفين متباعدة.

تخطط إسرائيل لتوسيع اجتياحها لمدينة غزة والذي شرع به جيش الاحتلال ليلة الإثنين الثلاثاء، بشكل تدريجي، استجابة لطلب أميركي بالحفاظ على “نافذة تفاوضية” مع حركة حماس، بحسب ما أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء الثلاثاء.

وقالت مصادر إسرائيلية إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بخلاف إدارة سلفه جو بايدن، لم تفرض قيودًا على إسرائيل قبيل الهجوم المتصاعد الذي تشنه على مدينة غزة، لكنها طلبت تنفيذ العملية على مراحل وبشكل تدريجي.

وأضافت المصادر أن واشنطن تريد “فتح مساحة زمنية” تسمح بتحريك مسار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى. وقال مصدر أمني إسرائيلي: “رغم بدء التوغّل، يجب الاستمرار في خلق ديناميكية تفاوضية حتى خلال توسيع العملية العسكرية”.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أبلغ كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين التقى بهم أن القطريين نقلوا رسالة واضحة مفادها أنهم لن ينسحبوا من جهود الوساطة. ومع ذلك، قال إنهم غير مستعدين للدخول في مفاوضات نشطة الآن لأنهم لا يؤمنون بصدق النوايا الإسرائيلية.

وشددت مصادر مطلعة على المفاوضات تحدثت لـ”كان 11″ على أن “مواقف إسرائيل بعيدة جدًا عن مواقف حماس، ولا يوجد في هذه المرحلة أي تقاطع يسمح بالتقدم” في مسار المفاوضات في ظل التصعيد الإسرائيلي.

وقدّرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بحسب هيئة البث العام، أن داخل مدينة غزة يتمركز أكثر من 20 ألف مقاتل تسللوا إليها خلال العمليات السابقة شمالًا وجنوبًا، إلى جانب نحو ألفي مقاتل آخرين من “لواء غزة” التابع لحركة حماس.

وبحسب القناة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي مئات الغارات على المدينة، استهدفت خصوصًا الأبراج السكنية متعددة الطوابق التي زعم الجيش إنها تضم “مراكز قيادة وغرف عمليات ومواقع مراقبة تابعة لحماس”.

وأوضحت القناة أن هذه الضربات شكّلت تمهيدًا لإدخال قوات برية من فرقتي المناورة 162 و98 إلى أطراف المدينة، في حين ستنضم خلال الأيام المقبلة قوات إضافية من الفرقة 36 لتعزيز السيطرة على محيط غزة تمهيدًا لتطويقها من جميع الجهات.

وأضافت المصادر أن الجيش الإسرائيلي عاد خلال الشهرين الماضيين إلى أحياء سبق أن دمّرها بشكل واسع مثل الشيخ رضوان وجباليا والزيتون والشجاعية، حيث أعاد استهداف المباني والأنفاق بذريعة “منع المقاتلين من العودة إليها”.

وأكدت المصادر أن الخطة العسكرية تقوم على التقدم المرحلي، مع إمكانية وقف العملية إذا وافقت حماس على شروط إسرائيل المعلنة، وهي “الإفراج عن جميع الأسرى ونزع سلاح الحركة”.

لكن القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية قولها إن “الاحتمال للتوصل إلى اتفاق في المدى القريب شبه معدوم”. وأضاف أحد المصادر: “بدأنا العملية وسندخل قريبًا بعمق داخل المسار العسكري. إذا أرادت حماس تغيير موقفها فستعرف كيف تبعث الإشارات إلى القطريين، لكن ذلك غير مطروح الآن”.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون في طاقم التفاوض الإسرائيلي إن “ما يهم ليس مجرد محاولات تحريك المفاوضات التي تتكرر دائمًا، وإنما أن مواقف إسرائيل بعيدة عن مواقف حماس، وبالتالي لا يوجد مجال حقيقي للتقدم”.

وعلى صعيد ميداني آخر، ذكرت التقديرات الأمنية أن قادة حماس في الخارج باتوا أكثر حذرًا في تنقلاتهم بعد فشل عملية الاغتيال في الدوحة، وأشارت إلى أن تغييرات اللحظة الأخيرة في إجراءات أمنهم الميداني “خدعت الاستخبارات الإسرائيلية”. وذكرت القناة 12 أن “التقدير السائد في إسرائيل هو أن لا أحد من القيادات أصيبت فعليًا، وأن العملية لم تحقق نتائجها المرجوة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب