رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق: حكومة نتنياهو تشكل خطراً أمنياً جسيماً على تل أبيب مجدداً

رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق: حكومة نتنياهو تشكل خطراً أمنياً جسيماً على تل أبيب مجدداً
الناصرة-حمل الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الجنرال في الاحتياط عاموس مالكا على نتنياهو وحكومته، وقال إن أحداث الأيام الأخيرة تُعزّز شعور إسرائيل بالتفكك والعزلة الدولية: إن مؤتمر الدول العربية في قطر، و“خطاب إسبارطة”، ودخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى غزة، في حين تجاهل رئيس الوزراء تحذيرات رؤساء الأجهزة الأمنية، كل هذه رموز تُجسّد التسونامي الذي يُهدد البلاد.
مالكا: التسونامي ليس أمرًا مفاجئًا قادمًا إلينا من الخارج، بل إنه سلوك مُتعمد من رئيس وزراء يُفكر في بقائه لا في نجاة الرهائن
في مقال تنشره صحيفة “يسرائيل هيوم”، قال مالكا إن العنوان أعلاه ليس جديدًا، ففي يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023، أثناء الانقلاب، وفي ضوء تحذيرات رؤساء الأجهزة الأمنية ووزير الأمن، قلتُ في كل محاضرة، وحتى في مقال نُشر في “يسرائيل هيوم” (6 أغسطس/آب 2023)، إن نتنياهو يُشكل خطرًا أمنيًا على إسرائيل، ويُلحق الضرر بالأمن القومي عمدًا. ويرى أن ما حدث في 7 أكتوبر أثبت صحة هذا الكلام. مع ذلك، لا يهدف هذا المقال إلى تحليل توقعاتي، بل إلى التذكير مجددًا، في هذه الأيام، بأن الحكومة الإسرائيلية وزعيمها يُلحقان ضررًا متعمدًا بالأمن القومي الإسرائيلي، لدرجة تُشكل خطرًا أمنيًا جسيمًا.
التسونامي القادم
وينبّه مالكا إلى أن التسونامي ليس أمرًا مفاجئًا قادمًا إلينا من الخارج، بل إنه سلوك مُتعمد من رئيس وزراء يُفكر في بقائه لا في نجاة الرهائن، في حرب ضد حُرّاس العتبة حُماة الديمقراطية لا في قرار إستراتيجي، في إدامة حرب لا نهاية لها لا في النفوذ السياسي، في استعباد أيديولوجية مسيانية غيبية لا في تعزيز الأمن القومي.
ويرى مالكا أن إسرائيل أضاعت فرصتين على الأقل لتحقيق مخرج ناجح: الأولى في أكتوبر-نوفمبر 2024 عندما قال نتنياهو بنفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024: “لقد دمرنا جميع كتائب حماس الإرهابية تقريبًا – 23 من أصل 24 كتيبة”. ويمضي في توصيف تفويت الفرصة: “إذا كنا قد دمرنا، قبل عام، 23 من أصل 24 كتيبة لحماس، وهو انتصار عسكري بكل المقاييس، وتم القضاء على نصر الله والسنوار خلال نهاية سبتمبر ومنتصف أكتوبر 2024، فهل كانت هناك لحظة أنسب من هذه لإنهاء الحملة العسكرية المكثفة؟ ماذا فعلنا في العام الماضي لتحويل هذا إلى إنجاز سياسي إقليمي مع فرص سياسية ذات قيمة استراتيجية؟”.
ويشير مالكا إلى تفويت فرصة ثانية حانت في حزيران/يونيو 2025، عندما تمت عملية ضد إيران، وهي خطوة عملياتية أخرى مبهرة ألحقت ضررًا قاتلًا برأس محور الشر. ويضيف: “هنا وُضع موعد “ب” الذي سمح للحكومة الإسرائيلية بإعلان النصر على محور الشر- إيران وحماس وحزب الله- والتحول إلى مسار سياسي. تم تفويت الموعد “ب” عمدًا أيضًا”.
ويقول أيضًا، ضمن استعراض حماقات نتنياهو: “ثم جاءت الخطوة المتطورة لحماس- حملة التجويع. أصبحت هذه الحملة نجاحًا دوليًا مذهلًا لـ”حماس” وهزيمة سياسية غير مسبوقة لإسرائيل، ما يجعلها من نواحٍ عديدة معزولة في العالم، على وشك الانهيار. إن الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية في أسوأ وقت ممكن لإسرائيل هو دعم ساحق. نضيف إلى ذلك تهديدات بفرض عقوبات شديدة من أصدقاء إسرائيل، وصولًا إلى فرض حظر عسكري وعقوبات وإعادة تقييم للعلاقات، وأكثر من ذلك”.
اليوم التالي
على غرار ما كتب إسرائيليون كثر، يرى مالكا أنه ما كانت هذه الخطوة لتُتخذ لو تمكنت الحكومة الإسرائيلية من إدخال هيئة حكم مدنية إقليمية ودولية إلى القطاع، والتي من شأنها أن تحل محل سيطرة “حماس” على سكان القطاع. لكن حكومة الاحتلال، برأيه، اختارت إدامة الحرب بدل الاستفادة من إنجازاتها العسكرية على المستوى السياسي.
مالكا: أصبحت حملة التجويع نجاحًا دوليًا مذهلًا لـ”حماس” وهزيمة سياسية غير مسبوقة لإسرائيل، ما يجعلها معزولة في العالم، على وشك الانهيار
ويضيف: “الآن، تدرس الدول العربية المعتدلة- بما فيها مصر والإمارات- إنشاء قوة دفاع إقليمية ضد العدوان الإسرائيلي، بل وتُرسل تلميحات قوية حول مخاوفها بشأن صمود اتفاقيات السلام. بأفعالها وتقصيرها، وحّدت إسرائيل الصفوف ضدنا في العالم العربي، بما في ذلك الدول غير المعتدلة! فبدلاً من توسيع اتفاقيات أبراهام، تعرّضنا لخطر هذه الاتفاقيات، بل وحتى لخطر اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.
وخلص مالكا إلى التساؤل: أين كان بإمكاننا اتخاذ خطوات إستراتيجية حكيمة قبل عام، وأين نحن اليوم؟ لذلك، يُشكّل نتنياهو وحكومته خطرًا أمنيًا كبيرًا على دولة إسرائيل، ومكانتها الدولية، وأمنها القومي”.
يُشار إلى أن جنرالًا آخر في الاحتياط، يسرائيل زيف، حمل أمس على نتنياهو وعلى مواصلته الحرب والعناد على دخول مدينة غزة، بقوله، ضمن حديث للإذاعة العبرية الرسمية، إن نتنياهو وهو يتحدث عن سبارطة يقرّبنا أكثر من فاجعة “مسادا” اليهودية، يوم قُتل وانتحر جنود يهود في منطقة مسادا في صحراء الخليل، خلال صراع مع الرومان في القرن الأول قبل الميلاد.
“القدس العربي”: