
وحدك تقف…!
بقلم حسين عبدالله جمعة
وحدك تقفُ في عالمٍ زائفٍ ملؤهُ الرياءْ
تلتفتُ الآنَ شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً سواءْ
كلّ الصورْ قد تآكلتْ
والربيعُ استعارَ المدى يصطنعُ النيروزا في الكبرياءْ
وحدهما النارنجُ والياسمينُ
يزهرانِ بأصالة الفكرِ والوفاءْ
تبحثُ في الأزقةِ عن مجدٍ وعن قاسيونٍ يلوحُ في السماءْ
دمشقُ في قلبي قد سكنتْ صنعتْ قديساً يتلو الكلامَ كالنِّساءْ
تأخذني إلى الوادي الطّويلِ أصيرُ نسراً يرسمُ حدودَ الأرجاءْ
يرسمُ السما والأرضَ معاً ويخطُّ الجغرافياَ للبقاء
كأنَّ نبعَ الفوارِ وطرُقَ المشتى يرسمانَ خطى الليل الطويلِ
وحدك تقفُ، تقفُ وحيداً في ليلٍ دمشقيٍّ مليءٍ بالضبابِ
تعصرُ الزيتونَ وكرامةً ضائعةً والمشهدُ يصرخُ بأسى وثقال
كلما سقطَ طفلٌ من بلادي انسحبَ الربيعُ خجلاً دونَ ضياءْ
ونيسانُ ألغى الاحتفالَ بنصرٍ متهالكٍ في الديارِ
آهٍ سيدةَ المشتى! في كل يومٍ تزدادُ أسبابُ مناجاتكِ وفاءْ
يا ربَّنا الساكنَ فينا ارحم الأطفالَ الأبرياءْ
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان