«المنطاد»… وسيلة مبتكرة لشبكات تهريب الكبتاغون إلى العراق

«المنطاد»… وسيلة مبتكرة لشبكات تهريب الكبتاغون إلى العراق
مشرق ريسان
العراقية، محاولة تهريب كمية كبيرة من المواد المخدّرة عبر «منطاد» على الشريط الحدودي، بعد يومين فقط من إفشال محاولة مماثلة بالأسلوب نفسه.
بغداد ـ كشفت قوات الأمن العراقية عن ضبط عمليات تهريب «مُبتكرة» للمواد المخدرة عبر الحدود الغربية والجنوبية، تمثلت باستخدام شبكات التهريب «للمناطيد» وربطها بأجهزة تتبع، لنقل أكثر من ربع مليون حبّة مخدرة خلال أسبوع واحد فقط.
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، إحباط عملية تهريب أكثر من 198 ألف حبة مخدّرة من نوع «كبتاغون» في محافظة الأنبار غربي البلاد.
وقالت المديرية في بيان صحافي، إنه «استكمالا للعملية النوعية الاستباقية التي نفذتها مديرية الاستخبارات العسكرية في الأسبوع الماضي، حيث استمرّت مفارزها بالتعقب والمراقبة الحثيثة ووفق معلومات استخبارية دقيقة».
وأشارت إلى أنه «بعد ورود معلومات من أحد المصادر عن تهريب مخدرات من إحدى الدول المجاورة (لم تحدّدها) عن طريق بالونات هوائية يتم إرسالها إلى العراق، محملة بكميات كبيرة من الحبوب المخدرة مربوطة بجهاز تعقب GPS، حيث تم تعقبها من قبل مفارز الاستخبارات العسكرية ثم إسقاطها في الصحراء والاستيلاء على 198 ألف حبة من مادة الكبتاغون المخدرة».
في السياق ذاته، أحبطت قوات الحدود العراقية، محاولة تهريب «كمية كبيرة» من المواد المخدّرة عبر «منطاد» على الشريط الحدودي، بعد يومين فقط من إفشال محاولة مماثلة بالأسلوب نفسه.
وأفادت قيادة قوات الحدود في بيان منفصل، بأن العملية أسفرت عن «ضبط 80 ألف حبة مخدّرة كانت موضوعة داخل أكياس صغيرة معدّة للتهريب»، مؤكدة أن «محاولات التهريب المتكررة لن تنجح في اختراق منظومة المراقبة الحدودية».
وفيما شدّدت قيادة قوات الحدود على أن «مقاتليها يقظين وساهرين على أمن العراق ومجتمعه»، نقلت مواقع محلية عن مصادر أمنية بأن عملية ضبط المخدرات المهربة «جرت على الحدود مع الأردن».
وفي 30 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية العراقية، التابعة لوزارة الداخلية الاتحادية، ضبط 34 كغم من «الكبتاغون»، بالتعاون مع وزارة الداخلية الكويتية داخل الكويت.
كما ذكرت المديرية في بيان حينها، أنها تمكنت بـ«التعاون مع جهاز المخابرات الوطني العراقي عبر كمين استخباري محكم من ضبط 51 كغم كبتاغون في محافظة كركوك».
وأضافت أن «مكافحة مخدرات الكرخ (ببغداد) تمكنت من ضبط 3 كغم من مادة الكريستال المخدرة بحوزة متهم من خلال جهد استخباري، كما ضبطت مكافحة مخدرات صلاح الدين 25 ألف حبة كبتاغون، وألقت القبض على 3 متهمين بعد مطاردتهم في محافظة الأنبار بالتنسيق مع مخدرات المحافظة».
وطبقاً لبيانات أوردها «المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان» في العراق، النصف الأول من العام 2025، شهد القبض على 284 تاجر مخدرات «محلّي ودولي».
واستند المركز الحقوقي في معلوماته على بيانات رسمية من المديرية العامة لشؤون المخدرات ووزارة الداخلية، لافتاً إلى إنه «خلال الربع الأول من العام 2025 تم القبض على 3.006 متهمين في قضايا المخدرات، والحكم على 973 مداناً، وضُبط 2 طن و166 كغم من المواد المخدرة بأنواع مختلفة، بينما شهد النصف الأول من العام 2025، القبض على 284 تاجراً محلياً ودولياً (من بينهم 72 تاجراً دولياً و212 تاجراً محلياً) بتهم الحيازة والترويج والتهريب، فضلاً عن ضبط أكثر من 3 أطنان من المخدرات بأنواع متعددة، مع مواد مثل الكريستال والحبوب المخدرة».
ولفت المركز في تقرير له إلى أن «عدد المحكومين في قضايا المخدرات خلال العام 2025 حتى الآن بلغ 2.663 شخص»، مطالباً الحكومة بـ«تفعيل إجراءاتها بإنشاء مصحات التأهيل من الإدمان سواء الحكومية منها أو الأهلية أو عن طريق الاستثمار وفقاً لأعلى المعايير العالمية، كما أن البرلمان مطالب بالإسراع في تعديل قانون المخدرات رقم 50 لسنة 2017 وان يكون قانون علاجي وقائي ردعي وتعديل العقوبات الواردة فيه ضد تجار المخدرات واعتبار المتعاطين مرضى بحاجة إلى الرعاية بدلا من وصمة العار».
ووثّق رئيس لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية النيابية، النائب عدنان الجحيشي، ارتفاعاً في معدل ما أسماه «البلاغات الإيجابية» إلى أكثر من 70 في المئة في المحافظات العراقية، مشيراً إلى أن ذلك يعكس الثقة المتنامية بالأجهزة المختصة.
الجحيشي أفاد بأن «جزءاً مهماً من نجاح معركة مكافحة المخدرات في العراق يعود إلى المشاركة الفعلية من قبل المواطنين عبر الإبلاغ عن أي حالات مشبوهة أو سلبية، إذ أن بعض المعلومات البسيطة قد تشكل خيطاً يقود إلى كشف شبكات خطيرة تحاول تدمير المجتمع من خلال ترويج المخدرات بمختلف أنواعها».
وأضاف أن «ارتفاع معدل البلاغات الإيجابية إلى أكثر من 70 في المئة دليل واضح على ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية وتفاعلهم الإيجابي، حيث كان الجزء الكبير من تلك البلاغات وراء تفكيك شبكات وضبط كميات كبيرة من المخدرات والعقاقير التي تعد سموماً قاتلة تستهدف بالدرجة الأولى شريحة الشباب».
وأشار الجحيشي في تصريحات لمواقع إخبارية محلية إلى أن «تفاعل المواطنين، ولاسيما النخب العشائرية والاجتماعية والمثقفة، مع ملف مكافحة المخدرات خلال الأشهر الـ18 الماضية أسهم بشكل مباشر في اعتقال كبار التجار وتفكيك شبكات لها امتدادات في عدة محافظات، ما يعني إنقاذ العشرات وربما المئات من الشباب من فخ الإدمان».
ومطلع آب/أغسطس 2024، أقدمت وزارة الصحة العراقية على إتلاف أكثر من 226 كيلوغراماً من المخدرات والمؤثرات العقلية في دائرة الطب العدلي ببغداد.
وحسب لجنة إتلاف المخدرات والمؤثرات العقلية من مجلس القضاء الأعلى، فإنه تم إتلاف 226 كغم و744 غم من المواد المخدرة المختلفة و340 قرصا من مادة «الامفيتامين» المضبوطة وفق محاضر قانونية والمخزونة بالغرف الحصينة في الطب العدلي.
وأكدت إنه يتم فحص ووزن واختبار المواد المخدرة قبل إتلافها للتأكد من مطابقتها مع محاضر الضبط القانونية، وبعدها تنقل إلى محارق ذات درجات حرارة عالية جدا تفوق 1300 درجة مئوية، بعدها يجري فحصها للتأكد من عدم فعاليتها.
«القدس العربي»:




