غوغل تُنهي مشروع “برايفيسي ساندبوكس” وتطيح بآمال الخصوصية في عالم الإعلانات

يمثل هذا القرار نكسة كبيرة للمدافعين عن الخصوصية الرقمية، خصوصًا مع سيطرة “كروم” على أكثر من 70% من سوق المتصفحات حول العالم…

أعلنت شركة غوغل رسميًا إنهاء مشروع “برايفيسي ساندبوكس”، الذي كان يهدف إلى توفير بديل يحمي خصوصية المستخدمين في الإعلانات الرقمية، منهية بذلك ست سنوات من العمل على مبادرة طموحة وُصفت بأنها بداية النهاية لملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) من أطراف خارجية.

وجاء الإعلان على لسان نائب رئيس غوغل المسؤول عن المشروع، أنتوني تشافيز، الذي أرجع سبب التوقف إلى “انخفاض مستويات التبني”، مؤكدًا أن الشركة قررت التخلي عن مجموعة من التقنيات التي كانت تشكل العمود الفقري لهذه المبادرة. ووفقًا لموقع “أدويك”، فإن هذه الخطوة تنذر فعليًا بنهاية المشروع بأكمله.

وكان مشروع “برايفيسي ساندبوكس” يسعى إلى تقديم نظام يعمل داخل متصفح “كروم” يسمح بتخصيص الإعلانات اعتمادًا على بيانات تُخزن محليًا على الجهاز، بدلًا من إرسالها إلى جهات خارجية للتجسس وتحليل السلوك.

واعتمدت الفكرة على تصنيف المستخدمين ضمن مجموعات وفق أنماطهم واهتماماتهم، ما يتيح للمعلنين استهدافهم من دون الكشف عن بيانات فردية.

ورغم بوادر التقدم في بدايات هذا العام، مثل وقف دعم الكوكيز لنحو 30 مليون مستخدم لمتصفح “كروم” وإطلاق نسخة تجريبية من نظام “أندرويد” تركز على الخصوصية، إلا أن التراجع بدأ في أبريل حين أعلنت غوغل عودتها للسماح باستخدام الكوكيز التابعة لجهات خارجية، متخلية بذلك عن الركيزة الأساسية للمشروع.

يمثل هذا القرار نكسة كبيرة للمدافعين عن الخصوصية الرقمية، خصوصًا مع سيطرة “كروم” على أكثر من 70% من سوق المتصفحات حول العالم.

وكان تبني “برايفيسي ساندبوكس” على نطاق واسع سيمثّل تحولًا جذريًا في نموذج الإعلانات الرقمية ويضع حدًا لحقبة الاعتماد على تتبع المستخدمين بشكل مباشر.

لكن مع فشل المبادرة في جذب الدعم الكافي، تبددت الآمال في رؤية نموذج إعلاني يحترم الخصوصية دون التضحية بالإيرادات، لتبقى الكوكيز، ولو مؤقتًا، جزءًا أساسيًا من واقع الإنترنت التجاري.