معطيات رسمية: إرهاب المستوطنين بالضفة يتصاعد وتحقيقات الشرطة الإسرائيلية تتراجع

معطيات رسمية: إرهاب المستوطنين بالضفة يتصاعد وتحقيقات الشرطة الإسرائيلية تتراجع
قدمت 427 شكوى ضد جرائم قومية في النصف الأول من العام، مقارنةً بـ 680 شكوى طوال عام 2024، إلا أن الشرطة فتحت 156 تحقيقا فقط، أي حوالي 37% من إجمالي الشكاوى، مقارنة بـ 45% في العام السابق.
تتراجع تحقيقات الشرطة الإسرائيلية في جرائم إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، رغم ارتفاع عدد الشكاوى التي قدمها الفلسطينيون في أعقاب جرائم كهذه منذ بداية العام الحالي، وفق معطيات كشفتها الشرطة بنفسها بموجب طلب الحركة من أجل حرية المعلومات.
وحسب معطيات الشرطة، فإنه في النصف الأول من العام الحالي تم تقديم 427 شكوى ضد إرهاب المستوطنين في الضفة، بينما كان عدد هذه الشكاوى 680 شكوى، في العام الماضي كله.
وفتحت الشرطة الإسرائيلية في منطقة الضفة الغربية 156 تحقيقا جنائيا، في النصف الأول من العام الحالي، والتي تشكل قرابة 37% من إجمالي الشكاوى التي قدمها فلسطينيون إثر اعتداءات المستوطنين الإرهابية، بينما فتحت الشرطة 308 تحقيقات جنائية، في العام الماضي، وتشكل 45% من مجمل شكاوى الفلسطينيين بعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية، حسبما نقلت صحيفة “هآرتس” اليوم، الإثنين، عن المعطيات التي سلمتها الشرطة للحركة من أجل حرية المعلومات.
وتبين أن معظم ملفات التحقيق كانت على خلفية اعتداءات المستوطنين وإلحاقهم أضرار بممتلكات فلسطينيين وهجمات وإضرام النار وإلقاء حجارة على فلسطينيين، وإثر ذلك اعتقلت الشرطة 44 مستوطنا، في النصف الأول من العام الحالي، مقابل اعتقال 71 مستوطنا في العام الماضي كله. لكن معطيات الشرطة لم تذكر إطلاقا جرائم قتل فلسطينيين بنيران مستوطنين.
وتعمل الوحدة المركزية للشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية، المسؤولة عن التحقيقات في جرائم الإرهاب اليهودي، منذ سنة تقريبا بدون تعيين قائد لها، في أعقاب نقل قائدها السابق، أفيشاي معلم، من منصبه بعد تحقيق ضده بشبهة أنه درج على تجاهل متعمد لمعلومات استخباراتية تتعلق بنشاط مستوطنين إرهابيين والامتناع عن تنفيذ اعتقالات في صفوفهم، من أجل نيل رضى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بهدف الحصول على ترقية.
ومعلم مشتبه أيضا بمخالفات منح رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وسوء استخدام منصبه، وكان يزعم خلال توليه المنصب أنه طرأ انخفاض في عدد جرائم إرهاب المستوطنين، رغم أن الدائرة اليهودية في الشاباك أكدت حدوث ارتفاع في هذه الجرائم. ويتولى قيادة الشرطة الإسرائيلية في الضفة، موشيه بينتشي، الذي يعتبر مقربا من بن غفير وتولى في الماضي منصب سكرتير بن غفير الأمني.
وأفاد مدير عام الحركة من أجل حرية المعلومات، المحامي هيداي نيغف، بأنه فقط بعد المطالبة بالمعطيات تم الكشف عن عجز الشرطة في التعامل مع إرهاب المستوطنين، وأن “ارتفاع عدد الشكاوى التي قُدمت إلى الشرطة، في مقابل عدد لوائح الاتهام القليلة يؤكد أكثر من أي شيء آخر على عمل الشرطة تحت الوزير بن غفير وعدم الرغبة في محاربة الإرهاب اليهودي. وعدا ما يبدو أنه إخفاق مهني في عدم الاعتناء جنائيا بالشكاوى، يبدو أنه يتفاقم إخفاق أخلاقي واسع وخطير أكثر في الشرطة”، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاعا طرأ على عدد اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة منذ بداية موسم قطف الزيتون، وأن هذه الاعتداءات امتدت في السنة الأخيرة من المناطق C إلى داخل القرى والبلدات الفلسطينية في المناطق B التي تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وسيطرة أمنية إسرائيلية.
وهاجم أكثر من 20 مستوطنا ملثما مواطنين، أول من أمس، فلسطينيين وناشطي حقوق إنسان إسرائيليين في قرية قرب رام الله، وأطلق مستوطنون النار باتجاههم، بعد أن أضرم المستوطنون النار، في الليلة السابقة، بمركبات قرب قرية المغير.



