إسرائيل: قريباً سنجدد الحرب في “الساحات الثلاث”… مع الضفة

إسرائيل: قريباً سنجدد الحرب في “الساحات الثلاث”… مع الضفة
آفي أشكنازي
يواصل الجيش الإسرائيلي عمله في قطاعه غزة بهدوء تام. “الشاباك” وأمان (المخابرات والاستخبارات) يواصلان جمع المعلومات الدقيقة في كل ما يتعلق بحركة نشطاء حماس. في رفح، مقاتلو سلاح الهندسة القتالية إلى جانب مقاتلي لواءي “الناحل” و”جولاني” يغلقون على المخربين تحت الأرض في جيوب الأنفاق إياها تحت حي الجنينة في رفح. في الأيام الأخيرة، أصاب الجيش الإسرائيلي مخربين فقتل عشرات منهم. وأول أمس وأمس، بدأ بعضهم يخرج من الأنفاق، بعضهم صفي بنار مقاتلي الجيش، والباقون رفعوا أياديهم واعتقلوا.
رووا في تحقيقهم أن بعضاً من رفاقهم قتلوا تحت الأرض، وأن الغذاء والماء قد نفدا. والآن، باتت هذه مسألة أيام – إما أن يستسلموا أو يلقوا حتفهم.
لقد أثبت رئيس الأركان الفريق إيال زامير في حملة “عربات جدعون 2” أنه يعمل من الرأس لا من البطن: إن الجيش الإسرائيلي ملزم باستغلال تفوق قوته وعظمته، وينبغي استخدامهما بتقنين، بحيلة وبكثير جداً من الصبر. هكذا تُحفظ القوة، ويحمى المقاتلون، ويتم الوصول إلى النتيجة المرغوب فيها – حتى لو استغرق هذا بضعة أيام أخرى.
يستعد الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة للقتال في ثلاث ساحات: إيران، ولبنان، وغزة. إيران تشدد سباق تسلحها، وتعمل في الداخل والخارج، وتحاول ترميم منظومة صواريخها الباليستية. هدفها جمع عدد هائل من الصواريخ، وعدد كبير من المنصات. في حملة “الأسد الصاعد” أدرك الإيرانيون بأن ليس لعدد الصواريخ أي معنى، إذا لم يكن لديك ما يكفي من المنصات لخلق تواصل لإطلاق الصواريخ، وبخاصة عندما يكون لسلاح الجو تفوق جوي فوق سماء إيران.
أدركت طهران بأنها لن تتمكن من مواجهة الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وحدها. وعليه، يعمل النظام على إعادة بناء الطوق الخانق على إسرائيل
أدركت طهران بأنها لن تتمكن من مواجهة الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وحدها. وعليه، يعمل النظام على إعادة بناء الطوق الخانق على إسرائيل؛ من الحوثيين في اليمن، عبر الميليشيات الشيعية في العراق وحتى في سوريا، مروراً بحزب الله والمنظمات الفلسطينية في لبنان، وحتى إغراق بلدات الوسط العربي في إسرائيل بكميات هائلة من السلاح. بالتوازي، تحاول إيران إعادة إقامة كتائب الإرهاب في الضفة.
في لبنان، برعاية إيران، يحاول حزب الله بناء قوة اجتياح وقوة نار تضرب الجبهة الإسرائيلية الداخلية. حزب الله وإيران يستغلان ضعف حكومة لبنان والجيش اللبناني. يدور الحديث عن جيش ضعيف وفاسد، بعض من جنوده وضباطه يتلقون رواتب من الحكومة بالتوازي مع مبالغ مالية شهرية من حزب الله أيضاً. النتيجة في أفضل الأحوال غض النظر، وفي الحالة الأسوأ مساعدة فاعلة لمنظمة الإرهاب.
يعمل الجيش الإسرائيلي ضد تسلح حزب الله، ويهاجم المسؤولين الذين يعملون على بناء قوة الحزب. كما أنه يعمل ضد المخازن والمنصات التي تنصب في الميدان. واضح للجيش بأنه سيعمل مرة أخرى في لبنان، والسؤال هو متى – هذا الأسبوع، الأسبوع القادم أم الشهر القادم. لكن لا شك في هذا، ببساطة لأن الجيش اللبناني لا يفي بمهمته لنزع سلاح حزب الله.
أما في الجبهة الجنوبية، فحماس لا تلتزم بالاتفاق. هي تحتجز ثلاثة جثامين مخطوفين ولم تعدهم إلى إسرائيل بعد. بالتوازي، يدرك الجيش الإسرائيلي أنه بدون نزع سلاح حماس وتجريدها من أنفاقها، سيتعين العودة للعمل بل وحتى احتلال كل القطاع.
هذه المرة، سيدخل الجيش الإسرائيلي إلى المعركة بلا قيود وكوابح تتمثل بمدنيين وجنود مخطوفين، مثلما كان حتى وقت أخير مضى. أحداث رفح في نهاية الأسبوع وبجوار الخط الأصفر تدل على أن حماس لا تزال تحاول تحدي الجيش الإسرائيلي وأنها ليست مهزومة على الإطلاق.
مشكلة الجيش الإسرائيلي الأخرى الآن هو ما يجري في الضفة. 25 كتيبة تعمل في هذه الجبهة للحفاظ على وضع لا تنجح فيه حماس ومنظمات الإرهاب، التي تعمل وتمول من إيران بل وتوجه إلى تركيا، في خلق موجة إرهاب إجرامية في الضفة وفي خط التماس. الجيش الإسرائيلي يعمل كل ليلة وينفذ مع “الشاباك” اعتقالات وأعمال إحباط.
غير أن المشكلة المقلقة هي الإرهاب اليهودي الذي نبت منفلتاً في الضفة ويهدد بدهورة الوضع. إن التدهور في الضفة سيصعّب على الجيش الإسرائيلي التصدي للساحات الثلاث التي عليه أن يتصدى لها بقوة عالية – وعلى ما يبدو قريباً.
معاريف 23/11/2025




