
عزّة النفس لا تُشترى
بقلم حسين عبدالله جمعة
عزّة النفس والكرامة لا تُشترى، وكذلك الكرم والتضحية والعطاء. هذه قيم تولد في الإنسان وتُصقل بتجربته، ولا يملك المال سلطة عليها.
قالوا: فلان فقير، لا يملك إلا المال. مقولة دقيقة، لأن كثيرين يمتلكون المال لكنهم يفتقدون إلى أسمى القيم النبيلة. يفقدون الإنسانية، فتجعل منهم أموالهم وحوشًا ضارية، أشد قسوة من وحوش البراري. يعيشون في خوف دائم، كأن جيوبهم مهددة في كل لحظة، فيلجأون إلى الأنانية والحقد والكراهية والتعالي على الآخرين، كوسيلة للدفاع عن ثرواتهم.
لكن العمل الطيب يخرج من القلب، ويُشعر به الناس فيصدقونه. أما أفعال الجشع والغرور، فيفضحها السلوك والنظرات قبل الكلمات. إنها صورة للسقوط الأخلاقي على الطريق المؤدي إلى الرأسمالية المفترسة، التي تلتهم أصحابها قبل أن تلتهم الآخرين.
الحقيقة أن لا شيء يدوم: لو دامت لغيرك لما آلت إليك، وما أنت إلا عابر سبيل.
الخذلان شعور مرير. أن تمنح الآخرين الفرصة تلو الفرصة، على أمل أن يتغيروا، ثم تكتشف أنهم كما هم… ذلك كسر للنفس. الطيبة تهمس دائمًا: “لعل وعسى”، لكن الواقع يقول: ذيل الكلب عمره ما يتعدل. ومن شبّ على شيء شاب عليه.
القيم باقية، أما المال، فزائل. وما أعظم أن يغادر الإنسان هذه الحياة محتفظًا بكرامته، لا بثرائه فقط.
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان



