
سكة سفر…
بقلم حسين عبدالله جمعه
شاردةٌ دموعي،
تجوبُ مرافئَ الحياة
كما لو أنّها تبحثُ عن سفينةٍ ضاعت منها ذات عمر.
تتدلّى بلا اكتراثٍ لانكساري،
وتشتهي الجريان فوق ما تبقّى من أزهارٍ
كانت يومًا ربيعًا لقلبي،
ثم تهالكَ ربيعُها… وتهالكَ قلبي.
أصارعها… وتصارعني.
تغلبني حينًا، ثم تجفّ،
فتخلّف فوق دروب المآقي
صخورًا جديدة
تُثقلُ الخطى ولا تُمحى.
وأمضي…
سابحًا نحو جلجلتي،
إلى صخورٍ تتوالد من بعضها،
أتعثّر بها،
فتتكسرُ أمنياتٌ كنت أحملها،
وأخرى تتكسّر فوقي،
كأنّها تعرف تمامًا أين توجعني.
حتى النومُ—يا أمي—
خانني.
والأحلامُ التي وُعدنا بها صغارًا
لم تكن أكثر من شِباكٍ للخيبة،
ومصائد تُحسنُ التضليل.
يا أمي…
طويلٌ هذا الدرب،
والجبالُ من حولي
شاهقةٌ لا تُطاول.
حتى حقائبي تعبت،
ووقفت عند العتبة كمن يئس من الرحيل.
وعندما تدحرج الصمتُ في داخلي،
أيقنتُ أخيرًا
أنّ قطاري المسافر
غادر منذ عصور…
وربّما قبل أن آت.
غادر، وأخذ أوراقي،
وأخذ معه
سِكّة السفر.
حسين عبدالله جمعه
سعدنايل لبنان



