مقالات
تهديد ووعيد الجنرال ياسر العطا في نظر القانون الدولي-الجزء الاول بقلم الأستاذ عادل علي موسى المحامي
بقلم الأستاذ عادل علي موسى المحامي

تهديد ووعيد الجنرال ياسر العطا في نظر القانون الدولي-الجزء الاول
بقلم
الأستاذ عادل علي موسى المحامي
الحرب ظاهرة إنسانية قديمة ،قدم وجود الإنسان على كوكب الأرض ،عمت كل الأجناس الحضرية والبدوية، بل حتى الشياطين والجن بقبائلهم المختلفة، كما هو موجود في الأثر.. وهناك حروب دامت عشرات الأعوام وبدوافع وأسباب مختلفة، دينية وقبلية واستعمارية. وتوسعية ،وعنصرية ، ودولية وأهلية….الخ. وشهد العالم المتحضر أكبر حربين عالميتين، قضى فيها ملايين البشر، وهما الحرب العالمية الأولى والثانية. وبعدهما اتفق العالم علي وضع قوانين ملزمة تحكم هذه الحروب، وآداب وأخلاق تلزم أطرافها الموقعة عليها ،بل وحتى التي لم توقع عليها ،وقوانين تتعلق بحقوق الإنسان في حالتي السلم والحرب.. سواء إن كانت هذه الحروب أهلية داخلية أم دولية، بين الأطراف الموقعة. ومن أهمها وأشهرها.. اتفاقية جنيف المبرمة في أغسطس 1949 ،عقب الحرب العالمية الثانية..المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب.. وقواعد القانون الدولي الإنساني،واللتين شكلتا قواعد صارمة وملزمة لمخالفيها ،وتكونت بموجبهما محاكم دولية.. وطبقت قواعدهما ونصوصهما علي مجرمي الحرب العالمية الثانية، أمثال ألبرت دويتشر عضو مجموعة شبه عسكرية نازية.. وأندريقا آرتوكوفيك وزير العدل الكرواتي الذي حكم عليه
بالإعدام ،وتوفى قبل التنفيذ، وادولف أيخمان عضو الشرطة السرية الألمانية..
في أبريل 2023 اندلعت في العاصمة الخرطوم حرب عبثية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لازالت مستمرة حتى الآن.. ارتكبت فيها فظائع من قبل الطرفين المتقاتلين وجرائم ضد المدنيين من قتل وتعذيب واغتصاب ،وهدم للمباني السكنية والخدمية وقصف بالطيران والمدفعية والمسيرات وتشريد وتهجير للمدنيين.. ووصل الحال بأن دمرت مبان علي رؤوس الأسرى.. كل هذه الممارسات مثلت مخالفات وانتهاكات لقواعد القانون الدولي الإنساني، والذي ينص ويعتبر القتل العمد في إطار هجوم واسع النطاق ،أو هجوم منهجي موجه ضد أي مجموعة مدنية هو جريمة حرب.. بل ويعتبر التهديد به جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.. وهذا ماهدد وتوعد به مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا، في خطاب منقول عبر الإعلام، وما صدر من إعلام القوات المسلحة،باعتبار أمدرمان أولى المناطق التي سيتم تنظيفها و تحريرها باستخدام القوة المميتة، وقيام تعزيزات عسكرية وأمنية،بالفعل، بتطويق المدينة تنفيذاً لخطة التحرير الكامل.ورافق ذلك توجيه لجميع سكان مدينة أمدرمان ،بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات والأبواب والنوافذ. والتبليغ المبكر عن أماكن وجود المتمردين داخل الأحياء.و الابتعاد عن المنازل التي يتواجد بها أفراد التمرد. والتعاون مع القوات المسلحة وعناصر المخابرات في الكشف عن المنازل التي يوجد بها ما سماهم بالمتمردين. وقال منشور في هذا الخصوص أنه “سيتم استخدام الغاز المسيل للدموع في بعض الحالات.” وإن “سلاح الجو سيواصل مهامه في ضرب أهداف استراتيجية للمتمردين داخل هذه الأحياء في العاصمة. وأن قوات العمل الخاص ووحدات التسلل ستكون متواجدة. ونقاط التفتيش والارتكازات التابعة للقوات المشتركة ستنتشر في جميع أنحاء مدينة أمدرمان”. بل وصرح ضابط بالجيش السوداني، بأنه وفي خلال (72) ستصبح أم درمان خالية من التمرد وجاهزية الجيش لتحرير الخرطوم وبحري،بعد أمدرمان..وإذا تم تنفيذ ما توعد به مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا ،وما صرحت به القيادات الميدانية ، فإن ذلك سيشكل جريمة حرب متكاملة الأركان وفقا لأتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني، والذي نص في مادته الثالثة على الآتي :- أن يعلم مرتكب الجريمة بأن السلوك جزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد سكان مدنيين.أو أن ينوي أن يكون هذا السلوك جزءاً من ذلك الهجوم.
إذا ماهو هذا السلوك المجرم المترتب على انتهاك القانون الدولي الإنساني وفقا لنص المادة الثالثة؟
يعتبر القتل العمد في إطار هجوم واسع النطاق ضد أي مجموعة من السكان المدنيين جريمة
1 – أن يقتل المتهم7 اشخاص أو أكثر.
2 – أن يرتكب السلوك كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي موجَّه ضد سكان مدنيين..وعند كتابة هذا المقال دارت وتدور معارك ضارية في ام درمان استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما فيها استخدام سلاح الطيران.. نسأل الله أن يلطف بالمواطنين ويأمنهم من جراء هذه الحرب العبثية اللعينة..