القنابل العنقودية جريمة إسرائيلية مستمرة: 500 ضحية بين قتيل وجريح منذ العام 2006
القنابل العنقودية جريمة إسرائيلية مستمرة: 500 ضحية بين قتيل وجريح منذ العام 2006
تمثل القنابل العنقودية الإسرائيلية إستمراراً لعدوان تموز من العام 2006، لا سيما أنها حصدت، حتى الآن، نحو 500 ضحية بين قتيل وجريح، في حين بلغ عدد الضحايا، في العام 2022، قتيل و22 جريحاً، بالرغم من الجهود التي يقوم بها المركز اللبناني، في التنقيب عنها وازالتها، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الدولية والمحلية وفرق اليونيفل، بينما كان الجيش اللبناني قد وضع خطة خمسية للانتهاء منها، تنتهي في أواخر العام 2026.
في السنوات الماضية، كان الدعم الدولي للبنان لإزالة هذه القنابل قد تراجع كثيراً، لتبقى منظمة واحدة هي فريق “ماغ” البريطاني، الذي يعمل فيه لبنانيون وجمعيات محلية، فيما يتولى الجيش، الذي سقط له شهداء في هذه المهمة الصعبة، وحده إزالة ما تبقى من قنابل، بالتزامن مع تنظيمه حملات توعية من مخاطرها في المدارس والنوادي والجمعيات، كما تعمل العديد من وحدات “اليونيفل” على مساعدة الجيش في نزع القنابل والالغام الإسرائيلية.
في هذا السياق، يشير الكاتب والناشط فيما يتعلّق بالقانون الدولي الإنساني وقضايا الإعاقة وحقوق المعوقين وضحايا الحرب والألغام والقنابل العنقودية والتوعية من مخاطرها ومساعدة ضحاياها عماد خشمان، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن المعاناة من القنابل العنقودية والألغام الإسرائيلية مستمرة، بالرغم من مرور 17 عاماً على العدوان الإسرائيلي.
ويلفت إلى أن الجيش الإسرائيلي، نتيجة العجز في ميدان المعركة في ذلك الوقت، إندفع نحو مزيد من العمل الإجرامي في إستهداف الجنوبيين وبلداتهم وقراهم وحقولهم وبساتينهم وأراضيهم الزراعية وملاعب أطفالهم، حيث قامت، في الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب، مرابضه المدفعية والصاروخية والطائرات الحربية المغيرة بإفراغ مخازن الذخيرة ذات القنابل العنقودية، موضحاً أن تاريخ تصنيع الجزء الأكبر منها يعود إلى العام 1973، بينما قدر عددها بنحو 4 ملايين قنبلة من مختلف الأحجام والأنواع، وبنسبة فشل في الإنفجار قُدرت بـ30% من مجموع ما ألقي من هذه الذخائر.
ويوضح خشمان أن عمليات الإزالة والتنظيف ما زالت ناشطة، مع تسجيل تقدم في النتائج المحقّقة خلال العام 2022 المنصرم، بالرغم من محدودية الدعم الدولي المالي والتقني للبرنامج الوطني، الذي يديره المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش، مما إنعكس سلباً على الجهود المبذولة لعمليات الإزالة، وتراجعاً في عدد الفرق العاملة التابعة للجمعيات والشركات المحلية والدولية التي تقدر بـ 33 فريقاً عاملاً، تتناقص أو تتزايد أعداها وفقاً لتوفر التمويل والدعم الدولي الذي تتبدل أجنداته وفق الجهات المانحة وسياسات الدول الداعمة لها.
وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن المركز للعام، سجل تنظيف ما يقارب الـ1,455,868م2، من مجمل المساحة الملوثة التي قدرت بـ29,660,000 م2، وفق آخر مسحٍ تقني تم إجراؤه بداية العام 2022، ومن ضمنها المساحات التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية من “داعش” و”النصرة” في السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
وبحسب التقرير، فقد تم، خلال العام 2022، إزالة وتدمير 37,376 جسم غريب متنوع ومختلف، ما بين ألغام أرضية إفرادية أو آليات وقنابل عنقودية أو قذائف وصواريخ وذخائر مختلفة غير منفجرة منها 2556 قنبلة عنقودية. وفي إحصاء للضحايا، يوضح التقرير أنه خلال العام 2022 سقط 22 ضحية بسبب هذه المخلفات: قتيل واحد و21 جريحاً بينهم 5 أطفال.
من جانبه، يصف نائب رئيس بلدية يحمر الشقيف فؤاد قرة علي بالجريمة الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، موضحاً أنه بالرغم من أن المواثيق الدولية تحرمها لكن إسرائيل تعتبر نفسها استثناء دولياً ولا تراعي القرارات الدولية، ولذلك ارتكبت هذه المجزرة بحق الشعب اللبناني، من خلال استخدامها للقنابل العنقودية.
ويلفت إلى أن هذه القنابل أدت في البلدة إلى مقتل مواطنين وجرح 50، في حين لا تزال تنتشر هذه القنابل في أراض عدة، لا سيما المنطقة المطلة على نهر الليطاني، مشيراً إلى أن البلدية قامت مؤخراً بالتواصل مع الجيش، بعدما عثرت على قنابل في كروم الزيتون، الذي بادر إلى إرسال فرق مختصة قامت بنزعها، بعد التنقيب عنها أياماً طويلة وبجهود مضنية وشاقة وصعبة للغاية.