فلسطيندراساتكتب

واقع عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي على مفهوم الأمن القومي العربي الجديد ( دراسة تحليلية معاصرة )

  اعداد  : د . مرعى على الرمحي استاذ مساعد – قسم العلوم السياسية . جامعة بنغازي

واقع عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي على مفهوم الأمن القومي العربي الجديد ( دراسة تحليلية معاصرة )   

  اعداد  : د . مرعى على الرمحي استاذ مساعد – قسم العلوم السياسية . جامعة بنغازي

الايميل –  marialromhi @ gmial . com

  1. المصدر :مركز الدراسات الاستراتيجية الجزائرية

ملخص البحث :

ان هذا البحث يتناول مشكلة واقع عملية التطبيع السياسي الاسرائيلي على مفهوم الامن القومي العربي الجديد من خلال تحديد المفهوم الإجرائي لعلمية التطبيع السياسي الإسرائيلي ومفهوم التطبيع السياسي وفق الرؤية السياسية الاسرائيلية .     و المخاطر الناتجة عن عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي على مفهوم الامن القومي العربي . وتحديد شكل المخاطر الناتجة عن هذه الظاهرة السياسية الجديدة في العلاقات العربية – الاسرائيلية المعاصرة .

Abstract :                                                                   

The  whip  search coeval Israel – Arabic  relation in new political phenomenon she about output dangers form  and limitation . new  Arabic nation security definition at Israel political normalization  Process about outcome  and dangers . Israel political vision according as policy – security  normalization and definition Israel policy normalization process adjective definition  limitation by from Arabic nation security definition at Israel policy – security  normalizationprocess order problem .

كلمات مفتاحية  :                        the   key  words                  

  1. عملية التطبيع                the normalization process
  2. الامن القومي العربي  the Arabic  nation security
  3. المنظور السياسي الإسرائيلي  the  Israel  policy  perspective
  4. القضية الفلسطينية  the philistine   business
  5. حالة السلام الدائم  the abiding peace case
  6. صفقة القرن       century bargain

مشكلة البحث :

ان معظم الدراسات السياسية – الامنية المعاصرة تنظر الى عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي كونها تمثل ظاهرة سياسية جديدة في حقل العلاقات الدولية بشكل عام . و العلاقات العربية – الاسرائيلية بشكل خاص . مع مراعاة ان فكرة عملية التطبيع السياسي – الأمني الإسرائيلي تعود الى بداية عقد السبعينات من القرن الماضي و بالتحديد بعد توقيع اتفاقية ” كامب ديفيد 17. 09 . 1978م ” بين الكيان الإسرائيلي وجمهورية مصر العربية . والتي لها ستة مراحل اساسية ولكل مرحلة منها خصائصا التي تمتاز بها عن بقية المراحل الاخرى . كما ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي بطبيعتها الاستعمارية تسعى الى تحقيق جملة من الاهداف المخطط لها مسبقا في العقيدة الاسرائيلية المبنية على فكرة تحقيق دولة بنى صهيون المزعومة داخل المنطقة العربية . الا ان مشكلة نجاح عملية التطبيع السياسي – الأمني الإسرائيلي قد نتج عنها العديد من الاشكاليات ” النظرية ، العملية ” التي بدورها تؤثر بشكل مباشر على كلا من ” مفهوم الامن القومي العربي ، القضية الفلسطينية ” بالرغم من ان هناك دوافع سياسية ذات طابع استراتيجي قد اجبرت الدول العربية والتي تعرف بالدول” المطبعة ” مع الكيان الإسرائيلي الى تقديم مبرراتها” السياسية ، الامنية ” الا ان كلا من مفهوم الامن القومي العربي      و القضية الفلسطينية قد اصبحت تعيش حالة من التهديد المباشر الناتج عن الاثار السلبية الناتجة عن عملية التطبيع السياسي

the  normalization  process   conditions   :

في سبيل تحقيق عملية الت– الأمني  الإسرائيلي . مع مراعاة ان تلك التهديدات الناتجة عن عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تتعدد مظاهرها على غرار المظهر ” السياسي ، العسكري ، الاقتصادي ، الثقافي ، الفكري ” وفى سبيل ايضاح مشكلة البحث بالشكل الموضوعي فقد تم تقسيم خطة البحث الى المطالب الاساسية التالية :

المطلب الاول   – المفهوم الإجرائي لعملية التطبيع السياسي .

المطلب الثاني  – مفهوم عملية التطبيع السياسي وفق الرؤية الاسرائيلية .

المطلب الثالث – المخاطر الناتجة عن عملية التطبيع السياسي – الأمني الإسرائيلي تجاه مفهوم الامن القومي العربي .

اهمية البحث :

ان اهمية البحث يمكن تحديدها من خلال النقاط الاساسية التالية :

  1. ايضاح ماهية مفهوم عملية التطبيع السياسي – الأمني  في شكلها العام .
  2. توضيح حقيقة عملية التطبيع السياسي – الأمني الإسرائيلي وفق الرؤية الاسرائيلية سواء ” التقليدية ، المعاصرة ” .
  3. ابراز المحددات التي تنطلق منها عملية التطبيع السياسي  – الأمني الإسرائيلي تجاه الدول الوطنية العربية .
  4. تحديد المخاطر ” السياسية ، الامنية ” الناتجة عن عملية التطبيع السياسي  – الأمني الإسرائيلي سواء مع الدول العربية ” المطبعة ، غير المطبعة ” .

فرضية البحث :

ان هذا البحث ينطلق من فرضية موضوعية مفادها الاتي :

(( هل تسهم عملية التطبيع السياسي الإسرائيلية في  تهديد مفهوم الامن القومي العربي  )) .

تساؤلات البحث :

ان هذا البحث العلمي يقوم على عدد من التساؤلات الموضوعية والتي يمكن تحديدها في التالي :

  • ماذا تقدم عملية التطبيع السياسي  الإسرائيلي لمفهوم الامن القومي العربي  و القضية الفلسطينية .
  • لماذا يهتم الكيان الإسرائيلي بتحقيق عملية التطبيع السياسي مع الدول الوطنية العربية .
  • كيف تؤثر عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي على مفهوم الامن القومي العربي  .

اهداف البحث :

ان هذا البحث يسعى الى تحقيق جملة من الاهداف الموضوعية التي يمكن ايجازها في التالي :

(ا) . التعرف على ماهية عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي .

(ب). تحقيق نظام معرفي يوضح اثر عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي على مفهوم الامن القومي العربي والقضية الفلسطينية .

(ت) . ان يكون هذا البحث ذو التوجه السياسي – الأمني بداية للعديد من الدراسات الجديدة  التي تتناول نفس مشكلة البحث .

التعريفات الاجرائية :

  1. عملية التطبيعهي تلك ” الاجراء ، الالية ” التي يؤخذ بها من اجل اعادة العلاقة بين طرفين بعد فترة من الحرب او القطيعة او عدم الاعتراف .
  2. عملية التطبيع الإسرائيلي –  هي تلك الجهود السياسية – الامنية – العسكرية التي يتبناها الكيان الإسرائيلي من اجل توفير الامن و الحماية من قبل بلدان الجوار العربي بشكل خاص  . والدول الوطنية العربية بشكل عام
  3. الامن القومي العربيهو كل ما يتعلق بأمن الدول الوطنية العربية في كل مكوناتها الشعبية و الدستورية و المؤسساتية و استقلالها اقتصاديا و امنيا وعسكريا عن بقية الدول الوطنية المكونة للمجتمع الدولي المعاصر.
  4. القضية الفلسطينيةهي مصطلح يشير الى حالة الخلاف السياسي و التاريخي حول الارض الفلسطينية ابتداء من عام 1897م الذى يمثل تاريخ انعقاد المؤتمر الصهيوني الاول وحتى يومنا هذا .
  5. صفقة القرنهي  اقتراح او خطة او اتفاقية سلام  قدمها الرئيس الأمريكي ” السابق ” دونالد ترامب بتاريخ 29. 01. 2020م لفض النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي .

حدود البحث :

اولا – الحدود المكانية  وهى تتمثل في كافة دول الوطن العربي الممتدة من الخليج العربي شرقا الى المحيط الأطلسي غربا.

ثانيا – الحدود الزمانية :  ان الحدود الزمنية تمتد من عام 1967م الذى يمثل خطاب المفكر الإسرائيلي ” ابل ابيان ” في داخل هيئة الامم المتحدة داعيا فيه ضرورة الاخذ بعملية التطبيع السياسي مع جيران الكيان الإسرائيلي بشكل خاص وبقية الدول العربية بشكل عام .  وصولا الى عام 2023م الذى يمثل فترة الانتهاء من كتابة هذا البحث .

المناهج المستخدمة في البحث :

(ا). منهج دراسة الحالة – ان هذا المنهج يساعد الباحث في توفير البيانات الدقيقة وتفصيله للحالة موضوع البحث . مع تقبيت بقية المتغيرات الاخرى .            

(ب). المنهج التحليلي –  ان هذا المنهج يساعد الباحث في اجراء تقسيم او تجزئة مشكلة البحث الى العناصر الاولية من اجل تسهيل عملية التفسير و الملاحظة و التنبؤ وبلوغ الاسباب التي الى ظهورها . وكذلك تحديد النتائج المترتبة عن علاقة المتغيرات البحث فيما بينها .                                                      

(ت). المنهج التاريخي – ان هذا المنهج يساعد الباحث في تتبع المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها مشكلة البحث من اجل توفير البيانات والافكار اللازمة التي تساعد في فهم حقيقة المتغيرات القائمة عليها مشكلة البحث .( الزهراني ، 2019 ، ص 44 )

خطة البحث :

ان خطة البحث تنقسم وفق متطلبات الدراسة الى المطالب الاساسية التالية :

المطلب الاول –  المفهوم الإجرائي لعملية التطبيع السياسي .

المطلب الثاني –  مفهوم عملية التطبيع السياسي وفق المنظور الإسرائيلي

المطلب الثالث المخاطر الناتجة عن عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تجاه مفهوم الامن القومي العربي

المطلب الاول :

                       المفهوم الإجرائي لعملية التطبيع السياسي

ان مصطلح التطبيع  السياسي  the  policy  normalization قد تم تناوله في حقل العلاقات الدولية من خلال ارتباطه في الغالب بإقامة علاقات دبلوماسية بين دولتين او اكثر على غرار ما حصل في الاتفاق الذى جرى بين اليابان و كوريا الجنوبية عام 1965م وبين كل من رومانيا و المانيا الغربية – المانيا الشرقية خلال عقدي الستينات و السبعينات و بين كل من رومانيا و المانيا الغربية عام 1967م وما بين الاتحاد السوفيتي ” سابقا” وبولندا عام 1970م وبين المانيا الشرقية و تشيكوسلوفاكيا عام 1973م . وما بين الولايات المتحدة الامريكية و دولة فيتنام 1995م ولقد المعنى العام لعملية التطبيع في اطار تلك الاتفاقيات يعنى التخفيف من حدة التوتر الدبلوماسي و السياسي بين الدول الوطنية المعاصرة على امل تطوير نمط جديد من التعاون فيما بينها  . كما ان معناه العام  يقصد به  هو جعل العلاقات طبيعية بعد فترة من التوتر او القطيعة نتيجة سبب او اسباب متعددة . حيث تعود العلاقة طبيعية باعتبار ان لم يحدث أي اثر يذكر .

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان مسالة تحقيق عملية التطبيع تتمثل في الخطوات الواعية المقصودة باتجاه اقامة علاقات طبيعية لا يشوبها التوتر او التوتر المفرط . بحيث ينتج عن عملية التطبيع وصول كل الاطراف الداخلة في ” الصراع ، النزاع ، الحرب ” الى حالة قبول للنظام الاخر بصيغته و ايدولوجيته و سلوكياته الراهنة . كما استعمل مصطلح التطبيع في الادبيات السياسية خصوصا في مجال العلاقات الدولية بانه يندرج ضمن وصف العمل المبرمج و المخطط له بعناية بين دولتين ذات سيادة للعودة بعلاقاتهما الى الوضع الطبيعي لما قبل حالات ” الصراع ، النزاع ، الحرب ” القائمة بينهما في السابق . ( الرزاز ، 2018، ص 35)

المفهوم اللغوي لعملية التطبيع :

في الجانب اللغوي يتبين ان هذا المصطلح جديد نسبيا ويظهر في القواميس العربية في عدة مرادفات مثل ” الطبع ، الطبيعة ، التطبع ، الانطباع ” وجميعها تأتى بمعنى ” السجية ” التي جبل عليها الانسان فتطبع بكذا أي تخلق به .

مع مراعاة خلوا بعض القواميس العربية من مصطلح التطبيع السياسي على غرار القاموس العربي الشامل و قاموس المنجد في اللغة و الآداب و العلوم .

المفهوم الاصطلاحي لعملية التطبيع :  ( احمد عيد قاضى ، 2020، ص 14)

التطبيع – اصطلاحا يقصد به التخلق و تطبيع العلاقات مأخوذ من الطبيعة و الفعل منه ” طبع ” و يمكن مقارنتها عربيا بتحويل ما ليس طبيعيا في الماضي الى طبيعي في الحاضر .

اصطلاحا وفق قاموس ”  oxford ”  .

ان  مفهوم التطبيع يعرف وفق هذا القاموس من خلال التالي :

التطبيع – هي تلك العملية التي تجعل الشى مناسبا للظروف و انماط الفعل الطبيعية . ويطبع الشى أي يصبح طبيعيا ” عاديا ” وذلك من خلال تكيفه مع الشروط الطبيعية .

اصطلاحا وفق قاموس المورد :

ان  هذا القاموس يشير الى عملية التطبيع بانها تعنى ” تبديل حالة ما هو شاذ او غير طبيعي حتى يصبح طبيعيا و مألوفا و عاديا . ويقال ” طبع ،  يطبع  ، انطباعا ”  أي يسوى واقع الحال الى حالة افضل  .

المفهوم الإجرائي لعملية التطبيع :

ان مفهوم التطبيع قد اشتق من الكلمة الانجليزية  the  normal بمعنى العادي او المعتاد او المتعارف عليه . ووفق قاموس ” مختار الصحاح ” يقصد به ” الطبع هو السجية  التي جبل عليها الانسان ” وفى المعجم الوسيط ” تطبع بكذا أي تخلق به وطبعه على كذا . أي عودة اياه . و لا توجد مادة تطبيع في المعاجم العربية لأنها محدثة . ومن حيث المبدأ الإجرائي يمكن تصوره على انه ” العودة بالأشياء على سابق عهدها و طبيعتها .  وبهذا يمكن الاشارة لعملية التطبيع من خلال التالي :            (( التطبيع – هو تلك العملية التي تعمل على  تحقيق علاقة بين طرفين استمرت القطيعة بينهما فترات زمنية طويلة لأسباب قد تكون ” سياسيا ، اقتصاديا ، امنيا ،عسكريا )) .

مفهوم التطبيع السياسي  :

ويقصد به – شروع دولة  ” ما ” بإقامة علاقات طبيعية مع دولة وطنية ” اخرى ” بمؤسساتها واجهزتها و مواطنيها عن طريق المشاركة في الانشطة و المبادرات      و المشاريع المحلية والدولية .

     صفات عملية التطبيع  –

the  normalization  process  adjectives

ان اغلب الدراسات السياسية – الامنية التي تتناول عملية التطبيع ترى بان لها ثلاثة خصائص رئيسية يمكن الاشارة اليها من خلال ما يلى : ( الخالدي ، 2019، ص77)

  1. انها عملية تمتاز بقبول  و رضاء و الزامية  اطراف ” الصراع ، النزاع ، الحرب ”  للقوانين و الاحكام الصادرة عنها .
  2. انها عملية تمتاز بخاصية التعاون في مجالات الامن و الاستخبارات بين الاطراف الموقعة عليها .
  3. انها عملية تمتاز بخاصية التعاون في الجانب السياسي ” الرسمي ، غير الرسمي ”  بين النظم السياسية الداخلة فيها .

  شروط عملية التطبيع

طبيع بمضمونها العام يتوجب تحقيق الشروط التالية :

(ا). وجود مشكلة ” سياسية ، عسكرية ، امنية  ، اقتصادية  ”  بين دولتين منذ فترة زمنية طويلة الاجل .

(ب). وجود  رغبة بين الدولتين الداخلة في عملية التطبيع بقصد انهاء المشكلة القائمة بينهما بشكل تدريجي منظم متفق عليه .

(ت). وجود طرف ثالث يقوم بدور الوسيط سواء اكان هيئة الامم المتحدة او فاعل دولي يثق فيه الطرفين . ( الصافي ، 2020 ، ص 65 )

  انواع عملية التطبيع

the  normalization  process  kind

ان معظم الدراسات السياسية – الامنية المعاصرة تتفق على ان هناك ثلاثة انواع رئيسية لعملية التطبيع يمكن الاشارة اليها من خلال الاتي :

النوع الاول –  التطبيع غير الرسمي –  the non – official  normalization

ان هذا النوع يمتاز بوجود علاقات ثنائية بين دولتين في الاطار غير العلني         ” السرى ” و بدون اقامة علاقات ثنائية دبلوماسية .

النوع الثاني – التطبيع الرسمي– الوظيفي  the  job official   normalization

ان هذا النوع سواء اكان بصورة ” جزئية ” مفروضة او ” اختيارية ” غير مفروضة.  فانه يمتاز بالتعاون في مجالات الامن و الاستخبارات بشكل أساسي . وفى احيان اخرى يكون في النشاط الاقتصادي . وان هذا النوع يزداد ارتباطا في ظل وجود مصالح مشتركة و اعداء مشتركين وتظهر لقاءات الطرفين بشكل سرى داخل الكواليس بالرغم من احتوائه على بعض المظاهر العلنية الناجمة عن العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين .

النوع الثالث  – التطبيع الشرعي الكامل  the  full  judicial  normalization

ان هذا النوع يمتاز بوجود تعاون متعدد الاوجه و المستويات على الصعيدين ” الرسمي ، غير الرسمي ” على حدا سواء . ومن خلال هذا النوع يلعب النظام السياسي الحاكم في الدولة الوطنية المعنية دورا حاسما في توثيق عملية التطبيع .

المظاهر العامة لعملية التطبيع

The normalization for  process general  aspects

من خلال تناول عملية التطبيع يتضح بانها تمتاز بوجود عدة مظاهر مختلفة . والتي يمكن تحديدها في التالي : ( الدسوقي ، 2018 م ، ص 80 )

المظهر الاول ان هذا المظهر يتجسد من خلال اقامة علاقات دبلوماسية ” طبيعية ” بعد حالة من الصراع من اجل اعادة العلاقات الى سابق عهدها السابق في الغالب

المظهر الثاني –  ان هذا المظهر يتجسد من خلال وجود تسويات ثناية في مجالات الامن و الاقتصاد وبدون اقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين .

دوافع عملية التطبيع 

the normalization  process motivations.

الدافع الاول – رغبة احد الدولتين الاستفادة من حالة التطبيع السياسي من خلال حصولها على حليف يساعدها في تخطى المخاطر سواء اكانت ” سياسية ، اقتصادية ، امنية ، عسكرية  ” محتملة .وصولا الى حالة التحاف .

الدافع الثاني –  رغبة احد الدولتين في جعل الدولة الاخرى عسكريا ” في دعم مواقفها تجاه اطراف دولية رسمية سواء داخل محيطها الإقليمي او الدولي .

الدافع الثالث – رغبة احدى الدولتين الداخلة في عملية التطبيع السياسي في الاستفادة من اسواق الدولة الوطنية الاخرى خصوصا في جعلها سوقا استهلاكيا لمنتجاتها ” الزراعية ، الصناعية ، الحيوانية ” .

الدافع الرابع – رغبة احد الدولتين في الاستفادة من حصولها على حليف دولي فاعل يخدم مطالبها داخل بيئة العلاقات الدولية . ( الأحمدي ، 2017 م ، ص 65)

مشاكل عملية التطبيع

the  normalization  process  problems

ان مسالة تطبيق عملية التطبيع تواجهها بعض المشاكل الموضوعية التي يمكن تحديدها وفق الاتي :

  1. عدم التزام احد الدولتين المطبعة بالتزاماتها المترتبة عليها وفق بنود عملية التطبيع وهو ما يمثل اخلال واضح بعملية التطبيع .
  2. قيام احد الدولتين بالانسحاب من عملية التطبيع  بشكل مفاجئ و سريع دون تقديم المبررات سواء اكانت (شكلية ، موضوعية )  للدولة الوطنية الاخرى
  3. ظهور حالات ضغوط على النظام السياسي المطبع ” داخلية ، خارجية ”  متمثلة في حالة عدم التأييد الشعبي  و التدخل الخارجي تجاه عملية التطبيع .

المطلب الثاني  :

              مفهوم عملية التطبيع السياسي وفق الرؤية الإسرائيلية المعاصرة

ان اول ظهور لمفهوم التطبيع وفق الرؤية الاسرائيلية للإشارة الى يهود المنفى حيث طرحت الحركة الصهيونية نفسها على انها الحركة السياسية التي ستقوم بتطبيع اليهود و اعادتهم الى طبيعتهم كأمة واحدة بدلا من جماعات فبلية منتمية الى امم متعددة متفرقة في مختلف انحاء العالم ووفق ذلك تعمل الرؤية السياسية الاسرائيلية الى تحقيق عملية التطبيع السياسي مع الدول الوطنية العربية من خلال اقامة معاهدات سلام من اجل انهاء حالة الصراع العربي – الإسرائيلي خصوصا مع مطلع عقد السبعينات من القرن الماضي . وذلك من خلال ثلاثة منطلقات سياسية اساسية والتي سوف يتم تحديدها من خلال الاتي : ( الراجحي ، 2018م ، ص43)

المنطلق الاول – ضرورة خلق حالة من الحوار بين الاسرائيليين والدول الوطنية العربية خصوصا تلك التي لها علاقة مباشرة بالقضية الفلسطينية .

المنطلق الثاني ضرورة العمل على ايجاد حلول ثنائية توصل الى تحقيق المصلحة الاسرائيلية بالدرجة الاولى .

المنطلق الثالث – ضرورة تحقيق حالة السلام القادر على تحقيق نماذج جديدة من التعاون والتنسيق تتمشى مع الرؤية الاسرائيلية الداعية الى اخفاء القضية الفلسطينية على المستوى” الإقليمي ، الدولي ” وجعلها مجرد قضية داخلية اسرائيلية – اسرائيلية .

وفى ذات السياق فقد اعتمدت الرؤية السياسية الاسرائيلية على تحقيق عملية التطبيع السياسي مع ما يعرف في المصطلحات السياسية بدول” الطوق العربي “على جملة من الابعاد الموضوعية التي من شانها اعطاء القدرة للكيان الإسرائيلي من اختراق مفهوم الامن القومي العربي وابداله بمفهوم امنى جديد يتمشى مع الرؤية الاسرائيلية القديمة ، الجديدة ” داخل المنطقة العربية التي يتعايش فيها بشكل قهري فاقد الشرعية الدولية . ولعل من بين اهم تلك الابعاد الموضوعية نجده يتمثل في التالي :

البعد الاول تحقيق حالة الاعتراف العربي الرسمي بالسردية التاريخية للصهيونية  باعتبار ان الكيان الإسرائيلي يسعى الى تحقيق حالة الاعتراف المبدئي بشرعيته التاريخية و الاخلاقية امام دول العالم المعاصر .

البعد الثاني  العمل على تغيير البنية الثقافية للشعوب العربية و تهيئتها ” سياسيا ، امنيا ” لتقبل هيمنة الكيان الإسرائيلي باعتبار ان البيئة الثقافية هي المعرقل الاول لتطلعاتهم السياسية – الاستراتيجية .

البعد الثالث محاولة العمل على نقل عملية التطبيع من الحالة ” السياسية – الامنية ” الى حالة التحالف ” العسكري – الاستراتيجي ” على حساب مفهوم الامن القومي لدول وطنية عربية اخرى .

وبناء على ذلك فقد عملت الحركة الصهيونية منذ ظهورها في القارة الاوروبية      و بالتحديد في مؤتمر ” بازل – 1889م ” على العمل من اجل تحقيق هذه الابعاد الموضوعية التي قدمتها الرؤية الاسرائيلية بين يهود اوروبا  وذلك وفق عدة مراحل تاريخية حددتها معظم الدراسات السياسية – الامنية المتعلقة بالمخاطر التي تواجه مفهوم الامن القومي بشكل خاص . والقضية الفلسطينية بشكل عام من خلال ستة مراحل اساسية يمكن ايجازها في التالي : ( الفرحان ، 2019 م ، ص 76 )

المرحلة الاولى – (  قبل عام  1967 م ) .

ان هذه المرحلة تعرف في الفكر السياسي الإسرائيلي بمسمى ” حرب النكسة ”       و التي كانت مقابلات خطوات عملية التطبيع تمتاز بطابع السرية بين ممثلين عن الكيان الإسرائيلي وممثلين عن بعض الدول الوطنية العربية الراغبة الدخول في عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي . و بالتحديد المملكة الهاشمية الاردنية في حرب 1967م و ما نتج عنها من توثيق العلاقات السرية بين الطرفين . ومن امثلة ذلك توقيع مسودة اتفاق في عام 1950م  تضمن عدة نقاط يتمثل اهمها في ما يلى :

  • عدم الاعتداء من قبل الطرفين على الاخر لمدة خمس سنوات متتالية زمنيا .
  • العمل على تشكيل لجان مشتركة تهدف التوصل الى خلق تسوية شاملة بين الطرفين ” الأردني ، الإسرائيلي ” .

المرحلة الثانية – ( 1979 م ) .

ان هذه المرحلة تبدا من توقيع معاهدة ” كامب ديفيد ” او ما يعرف بمعسكر ” داوود ” و التي نتج عنها كسر حالة الحاجز النفسي بين جمهورية مصر العربية و الكيان الإسرائيلي . والتي نتج عنها عزل جمهورية مصر العربية عن بقية الدول الوطنية العربية بسبب هذه المعاهدة المنفردة .

المرحلة الثالثة – ( 1993 م ) .

ان هذه المرحلة تعرف بمرحلة ” اوسلو – 1993م ”  والتي يمكن وصفها بانها حالة التدهور العربي السريع تجاه عملية التطبيع السياسي مع الكيان الإسرائيلي . ومن ثم لحقتها مرحلة ” مؤتمر مدريد ” بعد حرب الخليج الثانية ثم اوسلو و توقيع المملكة الاردنية الهاشمية عام 1994م اتفاقية ” وادى عربة ” ثم الاتفاقية الموريتانية – الاسرائيلية . ومن بعدها الاتفاقية الاسرائيلية المغربية . و الاتفاقية الاسرائيلية التونسية .

المرحلة الرابعة – ( 1995 م ) .

ان هذه المرحلة التي تعرف بمرحلة ما بعد مؤتمر الاسكندرية والتي توصف بانها مرحلة التهدئة التكتيكية خصوصا بعد ان اصبحت الدول الوطنية العربية المحورية او ما يعرف بمصطلح ” دول القلب – جمهورية مصر العربية ، المملكة السعودية العربية ، الامارات ” مرحلة عملية التطبيع السريع مع الكيان الإسرائيلي تساعد على تحقيق مشروع الزعيم الإسرائيلي السابق ” شمعون بيريز ” المعروف بمشروع ” الشرق أوسطى ” المرتكز على حقيقة التمدد السياسي و الاقتصادي الإسرائيلي في المنطقة العربية من خلال السوق الشرق أوسطى .

المرحلة الخامسة – ( انتفاضة الاقصى ) .

من خلال هذه المرحلة فقد اشتدت حركة المقاومة المسلحة ” تكافؤ الفرص ” حيث بدأت مرحلة جديدة من الخطاب السياسي العربي الرسمي تجاه الكيان الإسرائيلي  و المتمثلة في سحب كلا من المملكة الاردنية الهاشمية و جمهورية مصر العربية سفيرهما من عاصمة الكيان الإسرائيلي ” تل ابيب ” او ما يعرف بالاسم العربي ” تل الربيع ” تحت وطأة الضغوط الشعبية الرسمية .

المرحلة السادسة –  ( ما بعد 2004م ) .

وهى المرحلة التي شهدت وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ” ياسر عرفات ”         و احتلال الولايات المتحدة الامريكية جمهورية العراق و موافقة حركة ” فتح الفلسطينية ” على تعيين السيد ” محمود عباس ” خلفا للرئيس السابق وهو المعروف لمناهضته برامج المقاومة الذى تبنته حركة حماس و الجهاد و بقية الفصائل الفلسطينية الاخرى . ومن خلال هذه المرحلة جاءت المبادرة العربية للتطبيع الجماعي مع الكيان الإسرائيلي .

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان عملية التطبيع السياسي وفق المنظور السياسي الإسرائيلي المعاصر تسعى الى تحقيق جملة من الاهداف العامة تجاه مصلحة الامن القومي الإسرائيلي . والتي يمكن تحديدها في النقاط التالية :

  1. تثبيت وجود الكيان الإسرائيلي و تأمينه دوليا كدولة وطنية ذات سيادة و اعتراف على الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في محيطها ” الإقليمي ، الدولي ” .
  2. ضمان امن الكيان الإسرائيلي من خلال انهاء حالة الصراع العربي – الإسرائيلي و تحقيق امنه من خلال اختراق امن دول وطنية عربية ذات شان سياسي وفقا ما اكد عليه الزعيم الإسرائيلي ” بن جوريون ” بقوله التالي :

” ان الاسلوب الامثل لضمان امن اسرائيل يكون عن طريق اقامة علاقات صداقة و تعاون مع جميع الدول الوطنية العربية و خاصة الدول  العربية الواقعة في قارة اسيا و افريقيا ” .

  • تحويل القضية الفلسطينية كجوهر الصراع العربي – الإسرائيلي الى قضية داخلية يتفاوض حولها الكيان الإسرائيلي مع قلة من  الفلسطينيين   .
  • توسيع العلاقات الثنائية مع دول العالم التي كانت مناصرة تاريخيا للقضية الفلسطينية .
  • امتداد النفوذ الاقتصادي – السياسي الإسرائيلي داخل المنطقة العربية مما يعطيه دور الريادة و المحورية ليصبح  الكيان الإسرائيلي دولة استقطاب اولى داخل المنطقة العربية برمتها .
  • انهاء حالة الرفض الشعبي العربي للكيان الإسرائيلي بما يقلل المخاوف الامنية – السياسية الناتجة عن حالة الرفض الشعبي  .
  • فتح الاسواق العربية خصوصا في مجال التجسس و الامن الشيباني ” الإلكتروني ” بما يعود على الكيان الإسرائيلي بفوائد اقتصادية و امنية من خلال سيطرة الشركات الاسرائيلية على مجال التجسس الشيباني في المنطقة العربية خصوصا بلدان الجوار الجغرافي . لاسيما الرافضة الى عملية التطبيع  السياسي الإسرائيلي .
  • 8.     ضغوطات ظاهرة العولمة وشروط الانضمام الى المعاهدات الدولية و دمج الاقتصاديات المحلية و الاقليمية في شبكة عالمية واحدة .

المهام الاساسية لعملية التطبيع السياسي الإسرائيلي :

ان من بين اهم متطلبات تحقيق عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي وفق الرؤية الاسرائيلية الجديدة تحقيق المهام الاساسية التالية : ( السرحان ، 2017م ، ص 77 )

(ا). المهمة القانوني

    ان مسالة تحقيق هذه المهمة تتطلب توفير التالي :

  •  انها تساعد الكيان الإسرائيلي في حصوله على مبدا السيادة والاعتراف الدوليين وتخرجه من دائرة العداوة مع الدول الوطنية العربية ” المطبعة ” وان القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الاولى .
  • انها تساعد الكيان الإسرائيلي على تحقيق حالة فقدان الشعب الفلسطيني نيل حقوقه خصوصا حق تقرير المصير و اقامة دولته المستقلة .

(ب). المهمة الثقافية :

ان مسالة تحقيق هذه المهمة تتطلب توفير التالي :

  • اعتبار عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي بمثابة واجب قومي إسرائيلي لابد ان تقوم وفق استراتيجية ثابتة .
  • اظهار اليهود بانهم اصحاب الارض الاصليين داخل الأراضي الفلسطينية . ولذلك يستوجب على دول العالم النظر اليهم بعين الشفقة و الرحمة .

(ت). المهمة الامنية :

ان مسالة تحقيق هذه المهمة تتطلب توفير التالي :

  • ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تدعم فكرة وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية ويعظم مكانته الاقليمية على حساب القضية الفلسطينية .
  • ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تدعم فكرة اقامة نظام امنى إقليمي جديد يحقق للكيان الإسرائيلي فرصة  الدخول في منظومة الامن القومي العربي  الجديد تحت مسمى الامن القومي لمنطقة الخليج . على ما تبقى من مفهوم الامن القومي العربي .

منطلقات عملية التطبيع السياسي  الأمني الاسرائيلي : .

ان منطلقات عملية التطبيع السياسي – الأمني الإسرائيلي تنطلق من عدة اعتبارات ” سياسية ، امنية ” موضوعية تفترض انها تسهم  في حل الصراع العربي – الإسرائيلي . وسوف يتم التطرق الى تلك المنطلقات الاسرائيلية  من خلال النقاط الاساسية الاتية : ( على جبلي ، 2022 م ، ص 12 ) .

  • ان عملية التطبيع تساعد على تحقيق حالة ” السلام peace the ” الشامل في منطقة الشرق الاوسط يحقق تطلعات الامن والسلام لكافة سكان المنطقة بمختلف دياناتهم و فق الرؤية الامنية – السياسية الاسرائيلية .

– ان عملية التطبيع تساعد الدول العربية ” المطبعة ” في التخلص من التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية سواء على المستوى ” العربي ، الإقليمي ، الدولي ”  .

  • ان عملية التطبيع تساعد الدول الوطنية العربية . وبالتحديد دول الخليج العربي بشكل  خاص من  تخلصها من التهديدات الايرانية الطامحة في اقليم الخليج العربي بوصفه عمقا استراتيجيا لها .
  • ان عملية التطبيع تساعد في احلال مفهوم السلام مقابل السلام بدلا من مفهوم الارض مقابل السلام او السلام السياسي بثمنه الى السلام الاقتصادي و السياحي .

المطلب الثالث :

المخاطر الناتجة عن عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي  على مفهوم الامن القومي العربي

ان مخاطر عملية التطبيع السياسي الأمني الاسرائيلية لم تكن مقتصرة فقط على القضية الفلسطينية . بل انها تمتد الى ما هو ابعد و اشمل من ذلك . فالأمن القومي العربي هو المستهدف بالدرجة الاولى . وذلك من خلال اضعاف الاهتمام بالقضايا ذات الطابع الأمني التي تهم الدول الوطنية العربية مجتمعة وكذلك تفكيك مفهوم  الهوية العربية ومفهوم الدفاع العربي المشترك . فبعد ان كان التعامل وانشاء العلاقات السياسية والامنية مع الكيان الإسرائيلي بمثابة الخيانة العظمى في الفكر القومي العربي و للامة الاسلامية . الا ان اثر المتغيرات الدولية على معظم الدول الوطنية العربية قد ساهمت في جعل بعض الدول الوطنية العربية تعمل على اقامة علاقات تطبيع ثنائية مع الكيان الإسرائيلي . على اعتبار ان امنها و سيادتها الوطنية اصبحت عرضة للمخاطر الاقليمية في ظل غياب شبه تام لمنظومة الدفاع العربي المشترك وتزايد التهديدات الاقليمية خصوصا في منطقة الخليج العربي و الجمهورية العراقية من خلال تعاظم الدور الإيراني و حزب الله في جمهورية اللبنانية والتشكيلات المسلحة في الجمهورية العربية اليمينية والتهديد التركي  للجمهورية العربية السورية وصولا الى التهديدات الدولية على غرار الحرب الروسية – الاوكرانية وظهور ملامح نظام عالمي جديد ينتج تكتلات دولية جديدة بدلا عن مفهوم الاحلاف العسكرية التقليدية . وهو ما يمثل جوهر اندفاع الدول الوطنية ( المطبعة ) تجاه الاندفاع نحو عملية التطبيع السياسي الأمني الاسرائيلية  باعتبار ان الكيان الإسرائيلي يمكن ان يكون حليف استراتيجي يمكن الوثوق فيه من اجل التصدي الى تلك التهديدات الاقليمية والتي بدورها تؤثر سلبا على مفهوم الامن القومي العربي . الا ان مشكلة التطبيع السياسي – الأمني مع الكيان الإسرائيلي ينتج عنها العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل واضح على مبدئي الامن و السيادة الوطنية للدول العربية المعاصرة . وذلك من خلال التالي :

اولا – المخاطر السياسية :

ان جملة المخاطر السياسية الناتجة عن عملية التطبيع السياسي – الأمني الاسرائيلية يمكن ايجازها في الاتي : ( الشوبكي ، 2018 م ، ص 44 )

  1. انقسام الموقف السياسي –الأمني للدول الوطنية العربية المعاصرة بين ” معارض ، مؤيد ” لعملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي . بمعنى غياب الموقف السياسي العربي الموحد .
  2.  ان عملية التطبيع تساعد الكيان الإسرائيلي في رفع سقف شروطه تجاه عمليات التسوية مع أي دولة وطنية عربية منفردة .
  3. ان عملية التطبيع – تساعد الكيان الإسرائيلي من الناحية الزمانية على        ” تحييد ” او انهاء القضية الفلسطينية كمحدد للعلاقات العربية – الاسرائيلية
  4. ان عملية التطبيع – تعمل على دفع النظم السياسية العربية تجاه تحقيق المزيد من الانقسامات السياسية بصورة اكبر مما كانت علية في السابق .
  5. ان عملية التطبيع تزيد من حالة التخبط بين التمييز بين ما هو العدو او الصديق او الخصم او المنافس في الخلافات العربية – العربية سواء من النواحي ” السياسية ، الفكرية ، الثقافية ” .
  6. ان عملية التطبيع تسهم في فقدان الدول الوطنية العربية التي تمثل مراكز الثقل السياسي او دول القلب العربي من مركزها و دورها الإقليمي – الاستراتيجي و المتمثلة في كلا من ” مصر ، السعودية ” و حلول دول وطنية عربية اخرى متحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف و اليمين الأمريكي .
  7. ان عملية التطبيع – تفقد الدول الوطنية العربية من قدرتها في التأثير على مواقف دول العالم بسبب افتقارها للأدوات و المصالح التي يمكن تقديمها فيما كانت العلاقة مع العرب و الدول الوطنية الاسلامية مكسبا لأى دولة وطنية تتبنى الموقف العربي و تعترف بالقضية الفلسطينية .
  8. ان عملية التطبيع – تساعد الكيان الإسرائيلي على فرض صفقة القرن على بقية الدول الوطنية العربية غير المطبعة .
  9. ان عملية التطبيع – تساعد الكيان الإسرائيلي في عزل القضية الفلسطينية ” عربيا ، اقليميا ، دوليا ” .
  10. ان عملية التطبيع – تساعد الكيان الإسرائيلي من حصوله على دعم الدول الوطنية العربية ” المطبعة ” داخل المحافل ” الاقليمية ، الدولية ” كفاعل دولي يمكن الوثوق به في حال تعرض امن وسيادة تلك الدول الوطنية العربية المطبعة لأى حالة عدوان من الطرف الإيراني .

ثانيا – المخاطر العسكرية – الامنية :

ان جملة المخاطر العسكرية – الامنية الناتجة عن عملية التطبيع يمكن ايجازها في النقاط الاتية :

(ا). انتقال مؤشر المخاوف العسكرية – الامنية للدول الوطنية العربية من الكيان الإسرائيلي الى الجمهورية الايرانية الاسلامية . مما يشكل انقلابا واضحا للمعادلات العسكرية – الامنية و الاستراتيجية خصوصا في منطقة الخليج العربي . وزيادة حدة التدهور في العلاقات بين الطرفين ” دول الخليج العربي ، الجمهورية الاسلامية الايرانية .

(ب). ظهور الكيان الإسرائيلي كطرف قوى في منطقة الخليج العربي باعتباره يمتلك ترسانة عسكرية تفوق الامكانيات و القدرات العسكرية لدول الخليج العربي . واكثرها تطور تصنيعي للأسلحة باعتبار ان الكيان الإسرائيلي يعتبر من الدول العشرة المنتجة للسلاح في العالم .

(ت). انكشاف مفهوم الامن القومي العربي ” خليجيا ” امام التطور التكنولوجي والتقني للكيان الإسرائيلي خصوصا في مجال الامن الإلكتروني ” السيبرانى  ” .

(ث). اقتراب المنتجات العسكرية للكيان الإسرائيلي من اسواق دول الخليج العربي كما انها تمثل تهديد عسكري – امنى واضح خصوصا في حال وجود اتفاقيات ثنائية او جماعية تجاه  شراء اسلحة  و ذخائر و دعم لوجستي و فتح الاسواق واجراء المناورات العسكرية في منطقة الخليج العربي  بين الطرفين . مما يسهم في تصاعد حدة التوتر في منطقة الخليج العربي .

ثالثا- المخاطر الاقتصادية :

ان جملة المخاطر الاقتصادية الناتجة عن عملية التطبيع يمكن ايجازها في النقاط الاتية :

  1. اعطاء الفرصة للكيان الإسرائيلي من اختراق البنى والهياكل الاقتصادية والسياحية خصوصا للدول الوطنية العربية ” المطبعة ” بشكل اكبر من قدرة اقتصاد هذه الدول الوطنية العربية على اختراق البنى والهياكل الاقتصادية الاسرائيلية .
  2. اعطاء الفرصة للكيان الإسرائيلي من الاندماج بشكل رسمي في السوق الاوسطية . باعتبار ان الكيان الإسرائيلي يحتاج الى تكتل اقتصادي من اجل ان يتحكم فيه و يعطيه مركز القيادة تجاه الاسواق الاقتصادية الاقليمية و الدولية الاخرى .
  3. اعطاء الفرصة للكيان الإسرائيلي من لعب دور بارز و قيادي في سوق صناعة الغاز في منطقة الخليج العربي بعد اكتشاف الاسرائيليين مخزونات غازية في المياه الاقليمية الفلسطينية داخل البحر الابيض المتوسط  وترسيم الحدود مع الجمهورية اللبنانية .
  4. اعطاء الفرصة للكيان الإسرائيلي من فتح مجال الصناعة السياحية مع البلدان الوطنية العربية ” المطبعة ” رسميا .
  5. اعطاء الفرصة للكيان الإسرائيلي من الاستفادة من الامكانيات الاقتصادية التي تمتلكها الدول الوطنية العربية المطبعة خصوصا في جانب الاستثمارات المصرفية بين الطرفين .  مما يعزز فرص تفوق الاقتصاد الإسرائيلي على بقية الدول الوطنية العربية واحتكار منطقة الخليج العربي اقتصاديا .

رابعا – المخاطر الثقافية ” الفكرية ” .

ان جملة المخاطر الثقافية ” الفكرية ” التي تنتجها عملية التطبيع يمكن تحديدها في النقاط الاتية : ( الجهيمي ، 2019م ، ص 44 )

(ا). ان عملية التطبيع – تساعد على انهاء فكرة العروبة او تهميشها باعتبار ان فكرة التطبيع الاسرائيلية تتناقض تماما مع الافكار الداعية الى فكرة العمل العربي المشترك التي سادت داخل الدول الوطنية العربية طيلة العقود الزمنية السابقة .

(ب). ان عملية التطبيع – تساعد في التحول من مفهوم العدو و الحليف لدى البعض ليتحول الكيان الإسرائيلي العدو الى دولة صديقة و حليفة . وتحول الجمهورية الاسلامية الايرانية الى العدو الاول للوجود الإنساني العربي .

(ت). ان عملية التطبيع – تساعد على تطبيق اتفاقية ” ابراهام ” بكامل بنودها و مجالاتها دون ادنى تغيير باعتبارها تمثل محور عملية لتطبيع العربي – الإسرائيلي  وان كلا من ” اتفاقية ابراهام ، عملية التطبيع ” يمثلان وجهان لعملة واحدة وفق المنظور الثقافي للرؤية الثقافية  الاسرائيلية المعاصرة .

                                    الخاتمة

 The  final

ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تمثل ظاهرة سياسية تمتد  منذ نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي ابتداء من توقيع اتفاقية ” كامب ديفيد  بتاريخ 17. 09. 1978م وصولا الى عام  29. 01 . 2020م الذى شهد التوقيع على ما يعرف في الادبيات السياسية – الامنية بصفقة القرن . والتي هي مجرد اقتراح او خطة قدمها الرئيس الأمريكي ” السابق ” دونالد ترامب يسعى من وراؤها فض النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي من جانب . ودعم الكيان الإسرائيلي من خلال تحقيق العديد من الغايات التي من شانها تعزيز بقاؤه كفاعل سياسي و عسكري وحيد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من جانب . وحصوله على التأييد و الاعتراف الدوليين من جانب اخر .كما ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تنطلق من ثلاثة منطلقات اساسية تسعى جميعها الى اعطاء الكيان الإسرائيلي القدرة على اختراق او تفتيت مفهوم الامن القومي العربي ما بين مفهومي امن منطقة الخليج في مواجهة المخاطر الايرانية . ومفهوم الامن القومي العربي الذى يتعلق بمنطقة المغرب العربي . وان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي تعمل على تحقيق اهداف سياسية ذات طابع استراتيجي على غرار انهاء القضية الفلسطينية وجعلها مجرد مشكلة اسرائيلية داخلية و بالتالي تنتهى مشكلة النزاع العربي – الإسرائيلي . بالإضافة الى النفوذ الاقتصادي الإسرائيلي ليمد داخل المنطقة العربية بكاملها  و تجاوز حالة الرفض الشعبي العربي و العمل على فتح الاسواق العربية امام السلع و المنتجات الاسرائيلية واحلال مفهوم الشرق الأوسطي الجديد وفق الرؤية السياسية التي ظهرت مع بداية الالفية الثالثة . وان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية تسعى الى تحقيق ثلاثة مهام اساسية متمثلة في المهمة القانونية والثقافية و الامنية وان من اهم المنطلقات السياسية التي يسعى الكيان الإسرائيلي في تحقيقها يتمثل في تغيير مفهوم الارض مقابل السلام الى مفهوم السلام الاقتصادي و السياحي وتخليص دول الخليج العربي من التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية سواء على الصعيد ” العربي ، الإقليمي ، الدولي ” كما ان عملية التطبيع السياسي الإسرائيلي لها مخاطر اساسية على مفهوم الامن القومي العربي سواء على الصعيد السياسي و الأمني و العسكري و الاقتصادي وصولا الى ما يعرف بمخاطر ” صفقة القرن ” ذات الصبغة الامريكية و المصلحة الاسرائيلية و القاصدة احلال مفهوم امنى جديد يتخطى مفهوم الامن القومي العربي بشكله التقليدي .

                                    نتائج البحث

       The   outcome  search

من خلال تناول المطالب الثلاثة التي ترتكز عليها الخطة الدراسية للبحث فقد تم التوصل الى جملة من النتائج الموضوعية التالية :

  1. ان عملية التطبيعبمفهومها العام تعنى اقامة علاقات دبلوماسية بين دولتين او اكثر .
  2. ان اول ظهور لمفهوم التطبيع و فق الفكر السياسي الإسرائيلي يشير الى يهود المنفى . وبالتحديد عندما طرحت الحركة الصهيونية على انها حركة سياسية تسعى الى اعادة يهود العالم الى طبيعتهم كأمة واحدة بدلا من جماعات قبلية متفرقة في مختلف بقاع العالم .
  3. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية–  ضرورة اقامة السلام العادل القادر على تحقيق حالة التعاون و التنسيق وفق الرؤية السياسية الامنية الاسرائيلية ” التقليدية – الحديثة ” خصوصا في ظل المتغيرات الدولية التي تؤثر على سلامة دول الخليج العربي بشكل خاص .
  4. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية– تسعى الى نقل الحالة السياسية – الامنية بين الكيان الإسرائيلي وبلدان الخليج العربي و بقية الدول الوطنية العربية الى الحالة التحالف العسكري – الأمني الاستراتيجي على حساب مفهوم الامن القومي العربي المعاصر .
  5. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية–  تسعى الى تثبيت الكيان الإسرائيلي و تأمينه دوليا كدولة وطنية ذات سيادة واعتراف على الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في محيطها ” الإقليمي ، الدولي ” .
  6. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية–  تعمل على تحويل القضية الفلسطينية كجوهر للنزاع العربي – الإسرائيلي الى قضية داخلية يتفاوض حولها الكيان الإسرائيلي مع قلة من السياسيين الفلسطينيين .
  7. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية– تسعى من خلال مهامها ” القانونية ، الثقافية ، العسكرية – الامنية ” على حماية الكيا الإسرائيلي من خلال احلال نظام إقليمي جديد يحقق فرصة التوسع على حساب مفهوم الامن القومي العربي في ذات المهام المشار اليها سابقا .
  8. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية– تزعم انها تساعد الدول الوطنية العربية ” المطبعة ”  في تخلصها من التهديدات الايرانية الطامحة في منطقة الخليج العربي .
  9. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية– لها اثار و مخاطر جسيمة على مفهوم الامن القومي العربي سواء على المستوى ” السياسي ، الأمني ، الاقتصادي ، الفكري – الثقافي ” .
  10. ان عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية – من خلال مضمونها العام تعمل على تحقيق ترتيبات امنية – عسكرية جديدة داخل المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص بحيث يكون فيها الكيان الإسرائيلي بمثابة ” الفاعل السياسي و الأمني و العسكري ” الاوحد في تمثيل منطقة الخليج العربي كفاعل إقليمي جديد يمثل منطقة جغرافيا تعطيها اهمية و مكانة دولية .

                                     التوصيات

                The  recommendation

من خلال تناول هذا البحث السياسي فقد تم التوصل الى جملة من التوصيات الموضوعية التي يمكن الاشارة اليها من خلال  التالي :

  1. ضرورة النظر الى عميلة التطبيع السياسي الاسرائيلية باعتبارها عملية سياسية يسعى من وراؤها الكيان الإسرائيلي الى جعل الدول الوطنية العربية تعترف بالسردية التاريخية للحركة العالمية الصهيونية الداعية الى اعطاء يهود العالم الشرعية في الاحتفاظ بالأراضي الفلسطينية المحتلة .
  • ضرورة مواجهة عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية كونها تعمل على تغيير الثقافة ” العربية ، الاسلامية ” من اجل تقبل الوجود الفعلي للكيان الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
  • ضرورة مواجهة عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية لأنها  تعمل على نقل الحالة السياسية فيما يخص النزاع العربي – الإسرائيلي الى حالة تحالف عسكري استراتيجي جديد قادر على مواجهة خطر المتغيرات الدولية الجديدة والتي على راسها البرنامج النووي الإيراني ودور حزب الله في زعزعة امن الكيان الإسرائيلي .
  • ضرورة مواجهة عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية كونها تساعد الكيان الإسرائيلي على اقامة علاقات ثنائية مع دول العالم التي تناصر القضية الفلسطينية .
  • ضرورة مواجهة عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية خصوصا في الجانب القانوني كونه يمكن الكيان الإسرائيلي من حصوله على مبدا السيادة الوطنية و الاعتراف الدوليين . وان القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الاولى . وبالتالي لا يوجد اهمية لاتفاقية الدفاع العربي المشترك او الجيش العربي المشترك و لا القضية العربية المشتركة و ضياع الحق الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية وحق العودة للمهجرين قسرا .
  • ضرورة مواجهة عملية التطبيع السياسي الاسرائيلية خصوصا في الجانب الثقافي كونه يمكن الكيان الإسرائيلي من اظهار اليهود بانهم اصحاب الارض الاصليين داخل الأراضي الفلسطينية . وبالتالي يجب على دول العالم النظر اليهم بعين الرحمة و الشفقة .

                                  قائمة المراجع

                            The   references    list

اولا : الكتب .

  1. الأحمدي ، خليل رجب ،الواقع الدولي الجديد ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة دار الحكمة العلمية للنشر ، 2019 م .
  • الجهيمي ، رشيد صبحى ، الاثار الثقافية الاسرائيلية على الفكر السياسي العربي ، ط1 ، الاسكندرية ، منشورات مكتبة اليقين للنشر ، 2019م .
  • الخالدي ، نورا سعيد ، واقع عملية التطبيع السياسي داخل الازمات السياسية ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة البيان العلمي للنشر ، 2019 م
  • الدسوقي ، عادل اسعد ، الدولة الوطنية و التهديدات الامنية الجديدة ، ط1 ، الاسكندرية ، منشورات دار المنهل العلمي للنشر ، 2018 م .
  • الراجحي ، سالم حسن ، دراسة في الفكر السياسي الصهيوني الجديد ، ط1 ، ( د . م ) ، منشورات دار الفكر العربي للنشر و الطباعة ، 2015م .
  • الرزاز ، محمود خيرى ، التطبيع العربي – الإسرائيلي الجديد ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة المنارة العلمية للنشر و التوزيع ، 2018 م .
  • الزهراني ، سليمان عمر ، المنهجية العلمية الجديدة ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار البيان العلمي للنشر ، 2019 م .
  • الشوبكي ، عمران لطفى ، الابعاد الاستيطانية للحركة الصهيونية ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار القلم العربي للنشر و الطباعة ، 2018م .
  • السرحان ، اسلام احمد ، الحركة الصهيونية وسياسات الاستيطان الجديدة ، ط1 ، القاهرة ، مكتبة الدار الجامعية للنشر و الطباعة ، 2017 م .
  1. الصافي ، خالد عمران ،الواقع الدولي الجديد و التهديدات غير التقليدية ، ط1 ، الاسكندرية ، منشورات مكتبة الفكر العربي للنشر و الطباعة ، 2020م .
  2. الفرحان ، توفيق حمدي ،الاستيطان الإسرائيلي ” دراسة استشرافية ” ، ط1 ، القاهرة ، منشورات الدار الجامعية للطباعة والنشر ، 2019م .

ثانيا : المجلات .

  1. جبلي ، على ، التطبيع الخليجي و ابعاد الاختراق الصهيوني ،مجلة اوراق سياسية ، العدد 62 ، لسنة 2022م .
  1. قاضى ، احمد عيد ، التطبيع بتعريفاته المتعددة ، مجلة رومان الثقافية ، العدد 11 ،  لسنة 2020م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب