رياضة

ظاهرة مريبة تجتاح الدوريات الأوروبية الكبرى!

ظاهرة مريبة تجتاح الدوريات الأوروبية الكبرى!

لندن ـ : في ظاهرة نادرة الحدوث في هذا التوقيت، انتشرت عدوى مفزعة بين اللاعبين، خصوصا نجوم أندية الصفوة في الدوريات الأوروبية الكبرى، بموجة من الانتكاسات السيئة، أو ما تُعرف بالإصابات طويلة الأجل، على عكس ما يحدث مع اللاعبين في بداية كل موسم جديد، بتعرضهم لمشاكل عضلية طفيفة، نتيجة الأحمال البدنية الزائدة بعد العودة من العطلة الصيفية، الأمر الذي تسبب بشكل أو بآخر في خلط أوراق الأندية المتضررة من هذه اللعنة، وبالتبعية سيجبر المدربين على التفكير خارج الصندوق للخروج من هذا المأزق الطويل.

مصائب ريال مدريد

تجسد المثل الشهير «المصائب لا تأتي فرادى» في ريال مدريد هذا الصيف، فبعد صدمة خروج القائد والهداف الفرنسي كريم بنزيمة، لتمسكه بالرحيل الى الدوري السعودي والاكتفاء بما قدمه للكيان على مدار السنوات الماضية، استيقظ المدرب كارلو أنشيلوتي على كارثة انتهاء موسم أفضل حارس مرمى في العالم تيبو كورتوا، قبل أن يتصدى لكرة واحدة في حملة البحث عن استعادة لقب الدوري الإسباني، وذلك بداعي الإصابة المروعة التي تعرض لها في نهاية جولة الاستعداد للموسم الجديد، بقطع في الرباط الصليبي، والتي تحتاج لتدخل جراحي، ما يعني أنه على إثره سيغيب لفترة لن تقل بأي حال من الأحوال عن سبعة أشهر، الأمر الذي بعثر أوراق النادي في الميركاتو، وجعله يبحث عن حارس بديل، وذلك في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الجماهير توقيع النادي مع مهاجم جديد، خاصة بعد تجدد الاشاعات عن الاهتمام بأيقونة باريس سان جيرمان كيليان مبابي، لتغلق هذه القصة، باستعارة الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا من تشلسي لمدة موسم واحد، على أمل أن ينجح في سد الفراغ الكبير الذي سيتركه الاخطبوط البلجيكي. وما زاد الطين بلة، ما حدث مع قلب الدفاع إيدير ميليتاو، بتعرضه هو الآخر لإصابة سيئة، وأيضا ستعيقه عن اللعب لفترة طويلة، لكن في الغالب لن يضطر النادي للبحث عن بديل في الميركاتو، في ظل وجود الثنائي ديفيد آلابا وأنطونيو روديغر، وباقي البدائل التي تُجيد اللعب في مركز قلب الدفاع، منهم داني كاربخال وفيرلاند ميندي، بعد تعافيه من إصابته الحالية، وتشواميني والصاعد إدغار بوغول، وذو الأصول المغربية أنتولين غارزون.

معضلة غوارديولا

مثل الميستر كارليتو، استهل بطل ثلاثية الموسم الماضي بيب غوارديولا، حملة الدفاع عن ألقابه، بأنباء أقل ما يُقال عنها أنها تعيسة، بخروج مايسترو الوسط وحامل أختام الغارات السماوية على الخصوم كيفن دي بروين، من الحساب لعدة أشهر، كآخر وأسوأ سيناريو كان ينتظره العبقري الكتالوني في هذا التوقيت، وبعد فقدان اثنين من رجاله المخلصين الذين كانوا يلعبون أدوارا حيوية في تنوع الحلول الهجومية، والإشارة هنا إلى الساحر الجزائري رياض محرز، صاحب الصولات والجولات في الرواق الأيمن، والألماني القصير إلكاي غندوغان، الذي كان يتناوب على مركز صانع الألعاب مع دي بروين، الأمر الذي سيضع بيب في اختبار لا يُستهان به، وسيجعله مضطرا للبحث عن أفكار أخرى، سواء بابتكار طريقة لعب جديدة لتعويض إبداع الأشقر البلجيكي ببعض الجمل التكتيكية، أو إسراع وتيرة البحث عن البديل المستقبلي للنجم الثلاثيني، ويُقال في بعض الصحف والمواقع الرياضية، أن غوارديولا يدرس التوقيع مع داني أولمو، لكن حجر العثرة يكمن في تمسك إدارة ناديه لايبزيغ ببقائه مع الفريق لموسم آخر على أقل تقدير، أو تكون خطة من قبل النادي الألماني لمساومة السيتي على دفع أكثر من 80 مليون يورو لإتمام صفقة الخليفة المستقبلي للأسطورة دي بروين، أو محاولة رفع المبلغ المعروض لضم صانع ألعاب وستهام، البرازيلي الدولي لوكاس باكيتا. وفي المقابل، كان المدرب محظوظا بما فيه الكفاية، بعد الاطمئنان على الإصابة التي ألمت بالمدافع روبن دياز أثناء مشاركته في مباراة الدرع الاجتماعية أمام آرسنال، وتم تشخصيها على أنها ارتجاج خفيف في المخ، ما تسبب في غيابه عن المباراة الافتتاحية للبريميرليغ، بسبب قوانين البريميرليغ، التي تلزم اللاعبين بالراحة لمدة لا تقل عن 7 أيام من التعافي من إصابات الرأس.

الصفقات المنتكسة

من الظواهر الجديدة في الميركاتو الصيفي، انتشار عدوى الإصابات بين الصفقات الجديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، الصاعقة التي هبطت فوق إدارة ريال مدريد، بما تردد عن تعرض أردا غولر، الشهير بميسي التركي، لإصابة طويلة الأجل، وذلك بعد أيام قليلة من ضمه من فناربخشة مقابل رسوم تخطت حاجز الـ30 مليون يورو شاملة المتغيرات، ونفس الأمر ينطبق على الوافد الجديد على مانشستر يونايتد راسموس هويلند، الذي كبد الخزينة الحمراء حوالي 85 مليون يورو لشراء عقده من أتالانتا الإيطالي، لكنه لن يكون متاحا حتى بداية الشهر الجديد على أقل تقدير، نظرا لحاجته لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع للتعافي من إصابته على مستوى الظهر، وليس كما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي عن معاناته مع انتكاسة مزمنة، وكذلك الأمر بالنسبة لمهاجم تشلسي الجديد كريستوفر نكونكو، الذي تعاقد مع البلوز مقابل حصول ناديه السابق لايبزيغ على أكثر من 60 مليون إسترليني، ومع ذلك، لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية، بعدما تأكد غيابه لفترة طويلة بداعي الإصابة، حتى أن مدافع آرسنال القادم من أياكس يورين تيمبر، هو أيضا بالكاد لعب مباراته الأولى حتى انتهى موسمه، بعد إعلان إصابته بقطع في الرباط الصليبي، كثالث لاعب يتعرض لهذه الإصابة المروعة في الجولة الافتتاحية للبريميرليغ بعد إصابة ثنائي أستون فيلا إيمليانو بوينديا والمدافع مينغز لنفس الانتكاسة أثناء مشاركتهما أمام نيوكاسل يونايتد، والخامس في أوروبا بعد كورتوا وميليتاو.

معاناة باريس

في عالم مواز، لا يملك مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي، سوى الدعاء والصلاة، لاستعادة جيش المصابين في أقرب فرصة ممكنة، والإشارة إلى السداسي المصاب الذي لم يلتحق بالمباراة الافتتاحية لحملة الليغ1 أمام لوريان خوان بيرنات وبريسنل كيمبيمبي وألكسندر ليتيلييه ونونو مينديز ونوردي موكيلي وسيرجيو ريكو، وكما نعرف، الأخير على وجه التحديد، نجا بمعجزة من موت محقق، إثر الحادث القوي، بالاصطدام بحصان هارب، ما تسبب في دخوله إلى المستشفى في حالة حرجة، تأثرا بإصابته القوية على مستوى الرأس، والتي احتاجت لتدخل جراحي أكثر من مرة، لمعالجة مضاعفات الإصابة، التي حالت دون خروجه من المستشفى حتى منتصف الأسبوع الماضي، أما آخر ضحايا هذا الفيروس، فكان مدافع برشلونة رونالد أراوخو، جراء الانتكاسة التي ألمت به على مستوى الركبة أثناء مشاركته أمام توتنهام في كأس خوان غامبر، ووفقا لما أوردته صحيفة «آس» الإسبانية، فسوف يقلص خيارات المدرب تشافي هيرنانديز على مستوى الدفاع، حتى نهاية سبتمبر / أيلول المقبل، أي أنه لن يعود قبل شهر ونصف الشهر من الآن، الأمر الذي سيجعل المدرب يفكر في خياراته القديمة المنبوذة لتعويض هذا النقص، والحديث عن إيريك غارسيا أو ماركوس ألونسو أو جول كوندي، لتأخر قيد القادم من بلباو في صفقة انتقال حر إينيغو مارتينيز، بسبب القيود المالية المفروضة على النادي، وأيضا لعدم جاهزيته بدنيا بعد تعافيه من إصابة قديمة مع فريقه الباسكي السابق. حتى في دوري روشن السعودي، غاب ملك كرة القدم كريستيانو رونالدو في اللقاء الافتتاحي، لتأثره بالإصابة التي تعرض لها في نهائي البطولة العربية أمام الهلال، فهل تنتهي هذه الظاهرة الغريبة على ملاعب ونجوم كرة القدم في بداية الموسم؟ أم سترتفع أعداد الضحايا مع تلاحم روزنامة مباريات الأندية مع أجندة الفيفا وبطولة كأس أمم أفريقيا المقررة في ساحل العاج مطلع العام الجديد؟ نتمنى السلامة للجميع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب