عربي دولي

رئيس مجلس الأمن لـ”القدس العربي”: هناك “فيتو” عند أي محاولة لتقديم المساعدة في الشرق الأوسط- (فيديو)

رئيس مجلس الأمن لـ”القدس العربي”: هناك “فيتو” عند أي محاولة لتقديم المساعدة في الشرق الأوسط- (فيديو)

عبد الحميد صيام

نيويورك- (الأمم المتحدة)-: في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة بمناسبة تسلم ألبانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية خلال شهر أيلول/سبتمبر الحالي، استعرض السفير الألباني لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، المسائل التي ستركز عليها بلاده خلال رئاستها للمجلس في هذا الشهر، الذي سيشهد افتتاح الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة وحضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات.

خوجة: الحال يثير اليأس والإحباط، ولكن في العمل الدبلوماسي تأتي الحلول والمفاجآت بدون توقع

وقال خوجة  إن رئيس وزراء ألبانيا سيرأس جلسة رفيعة المستوى يوم 20 أيلول/سبتمبر الحالي حول أوكرانيا، كما أنه سيرأس جلسة يوم 21 من نفس الشهر حول التعاون بين مجلس الأمن والجامعة العربية بحضور وزراء من الترويكا العربية، الجزائر والسعودية والبحرين. وستعقد بلاده كذلك اجتماعا مخصصا للمساعدات الإنسانية وكيفية تعبئة المصادر الشعبية والقطاع الخاص للمساهمة في توفير المصادر المالية يوم 14 من الشهر الحالي.

وقال إن بلادة ستطلق مبادرة “التحالف الإنساني للقطاع الخاص” لتحقيق هذا الهدف. وسيدعى إلى الاجتماع العديد من الشركات الكبرى.
وأثارت “القدس العربي” مع رئيس المجلس مسألة انعدام الثقة بين الشعوب ومجلس الأمن بسبب الفشل المتكرر في التصدي للأزمات الدولية، وتساءلت  “كيف للشعوب أن تثق بمجلس الأمن بعد أن شاهدت الفشل بعد الآخر؟. مجلس الأمن فشل في حل أزمة الشعوب في أفغانستان وميانمار والسودان وليبيا واليمن وسوريا والأهم من هذا فشله الذريع في فلسطين. يتكلم المجلس عن حل الدولتين وأنت تعرف أن لا أمل في حل الدولتين حيث تقوم إسرائيل بالاستيلاء على الأرض يوميا، ولم يبق أرض تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة مترابطة وذات سيادة؟”. ليجيب السفير الألباني خوجة: “سأرد عليك بصفتي ممثلا لبلادي. ومن هذا المنطلق أقول لك نعم. أشاركك الإحباط. نعم أنت على حق. في كل مرة يحاول مجلس الأمن أن يساعد، في الشرق الأوسط أو أماكن أخرى، يكون هناك فيتو. يؤخذ المجلس رهينة للفيتو. للخلاف بين أعضائه. أشاركك الشعور بالإحباط هذا. أتمنى لو عندي جواب. لذلك نرى منذ ثلاثين سنة (بعد الحرب الباردة) أن مجلس الأمن يعقد جلسات غير رسمية ومغلقة للوصول إلى توافق وفي كثير من الأحوال لا نتفق.

خوجة: في كل مرة يحاول مجلس الأمن أن يساعد، في الشرق الأوسط أو أماكن أخرى، يكون هناك فيتو

وأضاف “نعم هذه حالة تثير اليأس والإحباط. ولكن في العمل الدبلوماسي تأتي الحلول والمفاجآت بدون توقع. وعلينا أن نتابع وأن نعمل بلا كلل، وهو ما تقوم به بلادي ألبانيا، ملتزمة بالمبادئ”.

وقال خوجة: “هناك شيء مؤكد هو أن مجلس الأمن الآن ليس في أحسن أحواله هذه الأيام ويعكس عالم اليوم، العالم المنقسم والذي ينعكس داخل المجلس. ولكن علينا أن نتمسك بالمجلس وإمكانياته، فعندما يتفق أعضاء المجلس يمكن إنقاذ الأرواح، ويمكن تقديم الحلول. أتمنى أن يعمل المجلس بالتوافق كل يوم لأن ذلك يعني حلولا كل يوم. وما دام ذلك غير قائم الآن سأبقى أشاركك الإحباط. وكم مرة شعرت بالإحباط عندما يتم تعطيل قدرة المجلس عن اتخاذ القرار اللازم والخطوة العملية اللازمة”.

خوجة: مجلس الأمن سيبحث مسألة السودان وما يجري في دارفور

وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي” حول موقف بلاده ألبانيا، من قيام وفد من مجلس الأمن بزيارة للأرض الفلسطينية المحتلة خاصة وأن هناك الآن تأييداً للاقتراح من بعض أعضاء المجلس، قال السفير الألباني: “إن هناك الآن مبادرة مبادرة مطروحة يتم تداولها بين أعضاء مجلس الأمن . لم يتم التوصل إلى قرار بعد. من جهتي فإن بلادي تؤيد كافة الزيارات الميدانية لأن رؤية الأمور كما هي على الأرض تساعد أعضاء المجلس في فهم المشكلة بشكل أعمق. إن عدة ساعات في الميدان تساعد المندوب على فهم المشكلة أكثر من عشرات الصفحات من تقارير أعدها الآخرون. فزيارتنا لجمهورية الكونغو الديمقراطية أفادتنا كثيرا في فهم حقيقة الأوضاع على الأرض”. وأضاف السفير أن الزيارة إلى فلسطين المحتلة ما زالت غير مقررة “وإذا ما قررت لا نعرف أين سنذهب ومتى. ولكن سنعود لبحث هذه المسألة وعندما سنبحثها ستقول ألبانيا إن أي زيارة ميدانية ستكون مفيدة”.
وقال السفير الألباني ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر إن المجلس سيبحث مسألة السودان خاصة وأن هناك حربا أهلية وما يجري في دارفور يذكرنا بما حدث هناك من مجازر قبل عشرين سنة.
وحول لبنان وتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وإعطاء القوة حرية الحركة دون مشاورات مع السلطة، قال السفير إن تجديد الولاية أمر مهم وحيوي وضروري.

وأضاف: “من ناحية مبدئية يجب أن تتمتع بعثات الأمم المتحدة باستقلالية وقدرة على التحرك انطلاقا من الولاية المنوطة بها وقرارات مجلس الأمن. ولكن يجب أن تتمتع قوة السلام بحصافة وذكاء كي تنفذ مهمتها على الأرض. ومجلس الأمن يعتبر الجيش اللبناني أحد أعمدة الاستقرار في لبنان. وعندما تجد يونيفيل ضرورة أو حاجة، فعليها أن تتعاون مع الجيش اللبناني. في اليونيفيل من جهة عليها تنفيذ الولاية الموكلة لها ومن جهة عليها أن تحافظ على سلامة أفرادها، وألا تعرضهم للخطر. ففي كل مرة يمكن للجيش اللبناني تقديم مساعدة لليونيفيل ستكون في موضع ترحيب. يونيفيل لا تأخذ أوامر من أحد لكنها ترحب بالتعاون على الأرض”.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب