رياضة

لماذا يقدم ريال مدريد كرة قدم قبيحة؟

لماذا يقدم ريال مدريد كرة قدم قبيحة؟

لندن ـ: «كل من يعشق ريال مدريد أصبح لديه بعض الشكوك بعد هذه المباراة، الفريق يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى مرمى الخصم، بأي وجه سيظهر الريال في المباريات المهمة هذا الموسم؟ هذه المباراة أصابتني بخيبة أمل، لا يوجد لاعب في الفريق يمكنه الاقتراب من أرقام بنزيمة، عندما لا تملك لاعباً يستطيع تحقيق أرقام بنزيمة، ستكون لديك مشاكل في المباريات المهمة، مثل ما حدث أمام أتلتيكو مدريد، لا يمكنك التوقيع مع لاعب رائع في ميركاتو الشتاء، علينا أن نتحمل هذا الموسم، ولست متفائلا كما في السنوات السابقة». اهدأ عزيزي مشجع النادي الميرينغي، هذه الكلمات، بصوت الست ماجدة الرومي، ليست كلماتي ولا حتى رأي أكثر المتابعين أو المحللين تشاؤماً لموسم النادي الأشهر عالميا، بل توقعات صاحب هدف التتويج بكأس دوري أبطال أوروبا السابعة والمدير الرياضي السابق بريدراغ مياتوفيتش، بعد انكشاف نقاط ضعف الفريق في مباراة الدربي أمام أتلتيكو مدريد، التي تجرع فيها ريال مدريد من مرارة الهزيمة في أول اختبار حقيقي منذ بداية الموسم، قبل أن يستعيد توازنه بفوز اقتصادي على لاس بالماس بثنائية نظيفة، لكن بنفس علامات الاستفهام التي تلاحق المدرب كارلو أنشيلوتي في موسمه الثالث والأخير في ولايته الثانية.

التركيز والفوضى

كما نتابع خبراء النقد والتحليل سواء في عالمنا العربي أو في المنابر الإعلامية التي تنبض باللون الأبيض في العاصمة مدريد، هنالك ما يمكن اعتبارها حالة من الاتفاق أو الإجماع أو قُل عنها ما شئت من المعجم في هذا السياق، على أن الأمور لا تسير كما كان يطمح ويخطط لها الرئيس فلورنتينو بيريز للموسم الجديد، على الأقل حتى هذه اللحظة، بظهور الفريق بنسخة أقل ما يُقال عنها «باهتة» ولا تقارن بالانطباع المحفور في الأذهان لموسم الميستر كارليتو الأول في ولايته الحالية، خاصة على مستوى الهيكل التكتيكي والمنظومة الجماعية، من مجموعة يُضرب بها المثل في التناغم وتقارب خطوطها الثلاثة، وقبل هذا وذاك التماسك الدفاعي الفولاذي، إلى فريق يُنظر إليه من قبل المشجعين والمؤيدين قبل الأعداء والشامتين، على أنه «هش» وشباكه تكاد تكون مُستباحة للخصوم، لا سيما كلما تعرض الدفاع للضغط أو التهديد في الدقائق الأولى، ولعلنا شاهدنا تكرار لقطة اهتزاز شباك الحارس كيبا أريزابالاغا في أول 20 دقيقة أكثر من مرة. منها على سبيل المثال من الذاكرة لدغة سيرجيو أريباس في الدقيقة الثالثة في ليلة تخطي ألميريا بنتيجة 3-1 في الجولة الثانية، وأيضا في الدربي المصغر أمام خيتافي في الأسبوع الرابع، بهدف سجله طريد الريال بورخا مايورال عند الدقيقة 11، حتى في ليلة الفوز المعقد على ريال سرقسطة بهدفين لهدف، احتاج اندير بارينتشيا، خمس دقائق فقط لاستكشاف الشباك البيضاء، في ما كان أشبه بناقوس الخطر الحقيقي الذي يستدعي تدخل المدرب في أسرع وقت لمعرفة سبب النقص الحاد في تركيز لاعبيه في بداية أغلب المباريات. وبدلا من أن يُكثف الجهد والعمل لحل مشاكل رجاله الذهنية، بدا وكأنه لم يكترث، أو على الأقل لم يضع يديه على الحلول العاجلة لإنهاء معاناة اللاعبين ذهنيا في بداية كل مباراة، ليستيقظ على كابوس ثنائية ألفارو موراتا وزميله في هجوم الهنود الحمر أنطوان غريزمان في أول 18 دقيقة، في مباراة كانت كاشفة ومفجرة لكل العيوب والمشاكل التي كان الإعلام والرأي العام يتغافل عنها، بسبب ومضات الساحر الجديد جود بيلنغهام، وأهدافه الفارقة التي ساهمت في احتفاظ الفريق بصدارة الليغا، إلى أن تناوب عليها برشلونة والفرع الثاني لمانشستر سيتي في إسبانيا، فريق جيرونا، الذي نجح في استغلال تعثر البلو غرانا أمام ريال مايوركا في منتصف الأسبوع، بانتصار مُظفر خارج القواعد على حساب غواصات فياريال الصفراء في قلب «لا سيراميكا» بنتيجة 2-1، على إثرها انتزع الصدارة برصيد 19 نقطة، بفارق نقطة عن الكتيبة المدريدية ونقطتين عن حامل اللقب.
بجانب إشكالية نقص التركيز، نلاحظ جميعا ما يُمكن وصفه بالفقر الواضح على مستوى الهجوم، بانعدام ما تُعرف بالجمل التكتيكية المتفق عليها في الحصص التدريبية لخلخلة المدافعين، مثلما كان الوضع في وجود ثنائية فينيسيوس جونيور وكريم بنزيمة، إذ كان عالم كرة القدم يعرف أن الخطة ترتكز على ومضات الزئبقي البرازيلي ولمحاته الإبداعية في الرواق الأيسر، وفي الأخير كان يتكفل بصناعة الفرص والأهداف للقائد السابق، أو يكون صاحب التمريرة المفتاحية للهدف، وفي بعض الأحيان كان المدرب ينقل الغارات تجاه البرازيلي الآخر رودريغو غوس في الجهة اليمنى، وأحيانا أخرى كانت تأتي الانفراجة بلمسة عبقرية من لوكا مودريتش أو توني كروس في العمق. ولو عُدنا الى الوراء قليلا، وتحديدا الى فترة أنشيلوتي الأولى وسنوات زين الدين زيدان الخوالي بين عامي 2016 و2018، كانت وظيفة كريم بنزيمة الأساسية في الفريق، تتلخص في تقديم كل أنواع التضحيات والتنازلات الكروية، لتسهيل مهمة كريستيانو رونالدو في اصطياد شباك المنافسين وتعزيز مكانه في طليعة الهدافين التاريخيين للنادي، في ما كانت واحدة من أبرز وأشرس نقاط قوة الفريق، خاصة في سنوات (BBC)، قبل أن يذهب الويلزي غاريث بيل إلى طريق اللا عودة مع لعنة الإصابات، التي تسببت بشكل أو بآخر في قطع حبل الود بينه وبين المشجعين في سنواته الأخيرة مع النادي. أما الآن، إذا حاولنا فهم إستراتيجية أنشيلوتي في الهجوم، سنجد صعوبة بالغة في استيعاب أفكاره، بإصرار غريب على الرهان على الحلول الفردية واللحظات الإبداعية والخيالية للاعبيه، والتي عادة ما تسفر عن مشاهد الفوضى والعشوائية في الهجوم في الربع ساعة الأخير. صحيح هذه الحيلة نجحت أمام خيتافي وسرقسطة وأندية أخرى لا تملك من الجودة والخبرة ما يكفي للتعامل مع الطوفان المدريدي في الدقائق الأخيرة، لكن أمام فريق منظم دفاعيا ومنضبط تكتيكيا مثل أتلتيكو مدريد أو فريق آخر بنفس الجودة والقوة محليا وقاريا، فبنسبة كبيرة ستصدق توقعات مياتوفيتش المأساوية، إلا إذا تخلى أنشيلوتي عن جزء كبير من قناعاته، التي أثبتت التجارب أنها تسير من سيئ إلى أسوأ، والحديث عن اعترافه الذي أثار جدلا على نطاق واسع على هامش مباراة منتصف الأسبوع الماضي الأخيرة، بأن دوره مع اللاعبين يقتصر على وضع الخطوط العريضة لطريقة اللعب، تاركا الجانب الارتجالي والإبداعي لكل لاعب بحسب رؤيته ومنظوره للكرة، قائلا بالنص: «الأخطاء التي يرتكبها المدربون الجدد هي أنهم يقومون بإعطاء الكثير من التعليمات وأعتقد أن هذا يقلل من إبداع اللاعبين قليلا، بدون الكرة، يجب على اللاعبين التركيز والتضحية، ومع الكرة، الأمر يعتمد على الإبداع. لن أخبر أي لاعب ما يفعله بالكرة، دعه يهاجم وفقا لفهمه لكرة القدم ولا أتدخل لأنني لا أريد أن أحرم الجميع من الإبداع»، وهذا في حد ذاته، يفسر ما أشرنا أعلاه عن الفراغ التكتيكي المفزع في الشكل الجماعي للفريق، مقارنة بالنمط العصري الذي يجمع بين الصرامة التكتيكية والتعصب الكروي للمنظومة الجماعية وبين المساحة الإبداعية للأفراد والقدرة على إضافة الحلول في مواقف وأوقات معينة، بالصورة التي يبسط بها بيب غوارديولا بها هيمنته وسيطرته على اللاعبين، بإلزامهم بتنفيذ أبسط الجمل والتحركات الجماعية المتفق عليها، مع السماح لهم بهامش للإبداع والاستمتاع في الوقت المناسب، ومثله الإيطالي روبرتو دي زيربي مع برايتون وميكيل آرتيتا مع آرسنال ويورغن كلوب مع ليفربول منذ سنوات، بينما الميستر كارليتو، فمن الواضح أنه في أمس الحاجة لمراجعة أفكاره، ليس فقط لمواكبة العصر وتقليص الفجوة مع المدربين الجدد الذين يمسكون العصا من المنتصف بين الالتزام والانضباط الجماعي وبين الجانب الإبداعي للأفراد، بل أيضا لتجنب مواجهة المجهول في معاركه مع فرق الصفوة في الليغا وإقصائيات دوري أبطال أوروبا. ببساطة يحتاج الوقوف عند المقولة المأثورة: «اللي يزيد عن حده ينقلب ضده»، بإعادة الهيكل التكتيكي الجماعي على حساب إيمانه ومعتقده الراسخ بمدرسة «الحرية والارتجال» لخيال اللاعبين.

الماسة القبيحة

كل ما سبق في كفة وتخلي أنشيلوتي عن طريقته المفضلة والأنسب للعناصر المتاحة في كفة، رغم أن أكثر ما كان يُميز المدرب الإيطالي في موسمه الأول وبدرجة أقل موسمه الثاني، كانت تكمن في قدرته على التكيف وتغيير أسلوبه بما يتماشى مع إمكانيات وقدرات اللاعبين، تارة باللعب بالطريقة الكلاسيكة 4-4-2، وتارة أخرى بتعديل الخطة لـ4-3-3، لكن كان القاسم المشترك في الطريقتين، هو التسلح بسرعة وخفة حركة الجناحين فينيسيوس على اليسار ورودريغو أو فالفيردي أو أسينسيو قبل رحيله على اليمين، في ما كان أشبه بالمثلث الهجومي الناري في وجود ثاني أفضل هداف في تاريخ النادي كريم بنزيمة، قبل أن يجانبه التوفيق في اختياره لطريقته الحالية التي يعتمد عليها منذ بداية الموسم، والتي تُعرف بأسلوب «الماسة»، الذي يرتكز على فكرة الاستفادة من الزيادة العددية في وسط الملعب، بالاعتماد على أربعة لاعبين في وسط الملعب بخصائص مشتركة في الاحتفاظ بالكرة وتدويرها بدقة في العمق، منهم واحد يتحول إلى مهاجم ثان في المواقف الهجومية، وفي بعض الأحيان يتناوب على المركز رقم 9 مع زميله المهاجم، وهذا الدور يقوم به الدولي الإنكليزي جود بيلنغهام، كما كان يقوم به البرازيلي ريكاردو كاكا، في سنوات مجد كارلو مع ميلان، وفرانك لامبارد ومايكل بالاك في موسمه الأول مع بلوز تشلسي، وكما هو واضح، قد يكون المدرب قد نجح في توظيف صفقة الميركاتو الصيفي الضخمة، لكن في المقابل هنالك سلبيات بالجملة، أو بالأحرى فراغات ومساحات شاغرة في المنطقة المستباحة بين الوسط والدفاع، وتحديدا الشوارع المهجورة خلف الظهيرين، بعد التخلي عن فكرة اللعب بجناحين، التي كانت تضمن كثافة عددية على الأطراف، بتلك المثلثات البشرية التي كان يشكلها الظهير وأمامه الجناح المهاجم وعلى مسافة قريبة منهما أقرب داعم من وسط الملعب، وهذا كان يعطي التوازن المطلوب دفاعيا والكثافة العددية المثالية في المواقف الهجومية على الأطراف، بدلا من الصحراء الجرداء على الخطوط، التي تحولت إلى نقطة الضعف الأكثر وضوحا في الفريق، والدليل على ذلك، الطريقة التي تلاعب أنطوان غريزمان ورفاقه بلوكاس فاسيكز وفران غارسيا، ببعض الحيل البسيطة والتحركات الكلاسيكية بدون كرة قبل توزيع العرضية الأولى التي افتتح بها موراتا باب التسجيل، والأنيق في هدفه الثاني الفارق في المباراة، ولنا أن نتخيل أن هذه المعاناة حدثت أمام دييغو سيميوني وفريقه الفقير فنيا وإبداعيا، والذي من المفترض أنه دخل الدربي ومعنويات لاعبيه في سابع أرض، بعد السقوط المؤلم أمام خفافيش فالنسيا بالثلاثة في آخر اختبار محلي قبل ملحمة «مترو بوليتانو»، والسؤال لك عزيزي مشجع ريال مدريد: ماذا لو تكررت هذه «الماسة» القبيحة أمام منافسين بجودة وشراسة مانشستر سيتي أو عنفوان بايرن ميونيخ في دوري الأبطال أو حتى برشلونة في حالته الطبيعية في سهرات كلاسيكو الأرض؟ بالطبع ستكون العواقب وخيمة، لكن أمام الفرق المتوسطة والتي ستصارع من أجل النجاة من الهبوط، فبنسبة كبيرة سينجح في تحقيق الهدف المطلوب، بالمضي قدما في حصد النقاط المطلوبة للاستمرار في المنافسة على اللقب، خاصة بعد اتساع الفجوة على مستوى الجودة والقوة بين الريال والبارسا وأتلتيكو مدريد وبدرجة أقل فالنسيا وجيرونا وبين باقي المنافسين بدون استثناء، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأداء سيتحسن 180 درجة بأثر فوري أو أن الانتصارات ستأتي بسهولة، بل ستبقى النسخة غير المقنعة التي يبدو عليها في فترة ما قبل هزيمة الدربي والاستفاقة على حساب لاس بالماس.

نقص عددي وخذلان

بعيدا عن خطايا الميستر كارليتو الفنية والفراغ التكتيكي للقالب الجماعي، فهناك جزء آخر من المسؤولية يقع على عاتق بعض اللاعبين الذين يعول عليهم في المراكز الحساسة، في مقدمتهم ثنائي محور الدفاع أنطونيو روديغر ودافيد آلابا، والأخير بالذات يمكن القول بأنه يبصم على بداية مأساوية، مقارنة على مستواه المميز في موسمه الأول، وهذا يظهر في سوء تمركزه وغياب التفاهم والانسجام بينه وبين شريكه الألماني، بالأخص في التعامل مع الكرات العرضية، سواء من اللعب المباشر أو في المخالفات الثابتة من على حدود منطقة الجزاء. ونفس الأمر ينطبق على ضحايا طريقة «الماسة»، أبرزهم لاعب الوسط الأوروغواني فيدريكو فالفيردي، الذي بات مقيدا بأدواره الدفاعية على حساب ومضاته المميزة في الثلث الأخير، لعمل التغطية العكسية في منطقة الصحراء الجرداء كلما تقدم ظهير أو لاعب وسط آخر إلى الأمام في أوقات تضييق الخناق على المنافسين، بينما في المواسم الماضية، وقبل تعديل طريقة اللعب من أجل عيون بيلنغهام، كان فالفيردي أشبه بشعلة نار في وسط الملعب، كلاعب وسط مفعم بطاقة وحيوية الشباب العشريني، بمعدلات بدنية تجعله قادرا على الركض بلا توقف على مدار الـ90 دقيقة، فضلا عن جيناته اللاتينية الماكرة، والتي تظهر في براعته في القيام بأدواره الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، بالصورة التي رسمها لنفسه في آخر موسمين، كلاعب وسط مقاتل لا يسمح لأحد بالمرور منه حتى لو اضطر لاستخدام الطرق غير الشرعية، كما فعلها قبل عامين، حين أعاق ألفارو موراتا، متعمدا لمنعه من تسجيل هدف حسم مباراة نهائي الكأس السوبر المحلية، وآنذاك تحصل على بطاقة حمراء في الأوقات الإضافية، لكنها كانت اللقطة التي أهدت الميرينغي اللقب على حساب الأتلتي. وفوق ما سبق، نتحدث عن لاعب يملك مدفعية صواريخ في قدمه اليمنى، لكن سوء توظيفه من قبل المدرب في مركزه الحالي في وجود بيلنغهام، تسبب بشكل أو بآخر في اختفاء سلاح التصويب بعيد المدى، الذي يتميز فيه فالفيردي عن البقية. وأيضا رودريغو غوس، يعاني الأمرين من قلة الإمداد سواء في مركز الجناح الأيمن أو المهاجم المتأخر برفقة خوسيلو، ويتجلى ذلك في أرقامه الخجولة، بالاكتفاء بتسجيل هدفين فقط منذ بداية الموسم. هذا ولم نتحدث عن ضعف الفاعلية الهجومية، متمثلة في النقص العددي الحاد في مركز المهاجم رقم (9)، وصعوبة الاعتماد على مهاجم مثل خوسيلو على مدار الموسم، وهذا ليس تقليلا من شأن بديل بنزيمة، بل لحاجة الفريق لمهاجم من الطراز العالمي من قبل حتى خروج الجزائري الأصل الصيف المنقضي، وبلغة المدربين وعالم كرة القدم، الريال بحاجة الى مهاجم قادر على تسجيل أكثر من 30 هدفا في نهاية الموسم، لتحقيق أبسط توقعات وطموحات شعب النادي الملكي، بينما خوسيلو، فيندرج تحت مسمى «المهاجم المخضرم الجيد» أو «بديل طوارئ»، خاصة بعد تحسن سجله التهديفي الموسم الماضي مع إشبيلية بتسجيل 15 هدفا، منها 6 أهداف من علامة الجزاء، ناهيك عن الجرائم الإدارية المتراكمة في السنوات القليلة الماضية، بالاستغناء عن لاعبين تحولوا في غضون سنوات إلى الأفضل في مراكزهم عالميا، من نوعية أشرف حكيمي، وثيو هيرنانديز وريغيليون، في الوقت الذي يعاني فيه أنشيلوتي من نقص الجودة وتدهور مستوى الأسماء المتاحة في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، وأسماء أخرى مثل مارتن أوديغارد ويورينتي. وفي المقابل أهدر النادي مئات الملايين من اليوروهات في الهواء على صفقات مثل إيدين هازارد ولوكا يوفيتش وماريانو وفيرلاند ميندي واودريوزولا وأسماء أخرى فشلت في إقناع الجماهير، والسؤال الآن: هل سينجح أنشيلوتي في تجاوز هذه التراكمات التي أثرت بشكل سلبي على جودة وصلابة المجموعة واكتملت بكارثة فقدان تيبو كورتوا وإيدر ميليتاو الى نهاية الموسم ويُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح؟ أم سيستمر في عناده ورهانه على إبداع وارتجال فينيسيوس وبيلنغهام ورودريغو ومودريتش والبقية؟ دعونا ننتظر ونرى كيف سيتخلص المدرب من كابوس كرة القدم القبيحة التي لن يتحمل الجمهور لفترة طويلة.

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب