عربي دولي

آلاف المصريين يتظاهرون دعما لفلسطين وتنديدا بجرائم الاحتلال.. ومسيرة الأزهر تصل ميدان التحرير- (صور وفيديوهات)

آلاف المصريين يتظاهرون دعما لفلسطين وتنديدا بجرائم الاحتلال.. ومسيرة الأزهر تصل ميدان التحرير- (صور وفيديوهات)

القاهره / تامر هنداوي

 للمرة الأولى منذ عام 2014، شهد ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، مسيرة قادمة من المسجد الأزهر تندد بالمذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، قبل أن تفض قوات الأمن المتظاهرين وتلقي القبض على 44 متظاهرا حسب المحامي الحقوقي، خالد علي.

ونجح المتظاهرون في الوصول إلى الميدان الذي فرضت عليه السلطات إغلاقا في وجه أي احتجاجات طوال السنوات الماضية، بعدما مثل رمزا لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك.

وردد المتظاهرون هتافات، بينها، فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية، ولا نقب ولا سيناء فلسطين كاملة لينا، في إشارة إلى تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول رفضه توطين أهالي قطاع غزة في سيناء، وحديثه عن إمكانية نقلهم إلى صحراء النقب.

هتافات مناهضة للتفويض

كما رددوا هتافات “الوقفة دي بجد.. لا تفويض لحد”، ردا على دعوات أحزاب الموالاة للتظاهر لإعلان تفويض السيسي في اتخاذ ما يلزم من قرارات للحفاظ على الأمن القومي المصري.

ورددوا أيضا، هتاف “الشعب يريد إسقاط كامب ديفيد” – معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 ، والشعب يريد تحرير فلسطين.

وفرضت قوات الأمن حصارا على الميدان، وأجبرت المتظاهرين إلى التراجع إلى الشوارع الجانبية، قبل تفريقهم وتوقيف عدد منهم.

خالد علي المحامي الحقوقي، كتب على صفحته على “فيسبوك”، إن قوات الأمن ألقت القبض على حوالي 44 متظاهر واحتجزتهم في أحد مكاتب شركات السياحة في الميدان، وإنه يتفاوض للإفراج عنهم قبل عرضهم على النيابة وتوجيه اتهامات لهم.

انقسام

وخرج آلاف المصريين أمس إلى ميادين القاهرة والمحافظات الرئيسية وأمام المساجد عقب صلاة الجمعة، لكنهم ظهروا منقسمين، فبينما كان المتظاهرون في المسجد الأزهر وميدان التحرير وأمام مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين في محافظة الجيزة، وأمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية شمال مصر، وعدد من ميادين المحافظات، يرددون هتافات “الوقفة دي بجد لا نفوض حد”، في ظل تواجد كثيف من قوات الأمن، كان المشهد أمام منصة الجندي المجهول في طريق النصر مختلفا، حيث حمل المتظاهرون فيما عرف بـ”جمعة التفويض” صور السيسي، وتركزت معظم الهتافات على دعم ما يتخذه من قرارات في القضية الفلسطينية.

للمرة الأولى منذ 2014 … مواجهات مع الأمن واعتقالات… والسيسي يحذر من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية

واحتشد قيادات الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 12 حزبا معارضا، وأعضاء أحزاب معارضة أمام مسجد مصطفى محمود عقب صلاة الجمعة، تلبية لدعوة الحركة لتنظيم وقفة سلمية تضامناً مع غزة ضد الجرائم الصهيونية المرتكبة ضد الفلسطينيين والتي كان آخرها قصف المستشفى المعمداني ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء.

وكانت الحركة المدنية، قالت في بيان عبر صفحتها على “فيسبوك”: تضامنا مع الشعب الفلسطيني البطل في غزة، ولإدانة جرائم الإبادة الوحشية التي يشنها جيش احتلال العدو الصهيوني بدعم أمريكي، تدعو الحركة جموع المصريات والمصريين لوقفة سلمية بعد صلاة الجمعة أمام مسجد مصطفى محمود في المهندسين.

وختمت دعوتها بـ”لا للتهجير… لا لقتل الفلسطينيين… عاشت فلسطين عربية”.

تفويض السيسي

وكان مجلس أمناء الحوار الوطني، دعا المصريين لحشد شعبي أمام نصب الجندي المجهول في طريق النصر.

وقال إن احتشاد كل أطياف الشعب المصري في هذا المكان الذي يرمز لصمود مصر وشعبها وجيشها، وانتصارها العظيم في أكتوبر/ تشرين الأول 1973، هو رسالة مهمة في الذكرى الـ50 لهذا النصر لكل من يهمه الأمر.

وختم المجلس بيانه: كما أن هذا الاحتشاد رسالة واضحة للجميع أن شعب مصر يقف صفا واحدا دفاعا عن أمن ومصالح وطنه، وداعما بلا حدود لكل قضايا أمته العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأنه لن يسمح بتصفيتها بأي طريقة كانت، وأنه يساند بكل السبل صمود الشعب الفلسطيني تجاه عدوان دولة الاحتلال الهمجي، وأنه داعم بلا كلل لهذا الشعب الشقيق حتى يحصل على كل حقوقه المشروعة التي أقرتها مقررات الشرعية الدولية وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على أراضيه ما قبل 4 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كذلك، فوض، مجلس النواب بغرفتيه النواب والشيوخ، خلال جلسات طارئة عقدها أمس الأول الخميس، السيسي، في اتخاذ إجراءات لحماية الأمن القومي، وتأمين حدود البلاد ودعم الفلسطينيين.

وكان السيسي، قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشار الألماني أولف شولتس الثلاثاء الماضي: لو استدعى الأمر أن أطلب من المصريين الخروج للتعبير عن رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء سترون خروج الملايين من المصريين يؤيدون موقف الدولة.

في الموازاة، احتشد المئات من المواطنين والمتطوعين في منظمات الإغاثة أمام معبر رفح لتنديد بجرائم الاحتلال الصهيوني والمطالبة بدخول المساعدات والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة.

وجاءت الوقفة، في أعقاب المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام المعبر أمس الجمعة، وأكد خلاله ضرورة دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية المتواجدة حاليا في معبر رفح إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة المتضررين من الأحداث الراهنة في القطاع.

قلب مكسور

وقال إنه من المستحيل أن تكون هنا ولا تكن بقلب مسكور، فيوجد خلف هذه الأسوار 2 مليون شخص يعانون بشكل كبير من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ونقص الوقود وهم تحت النيران، في ظل تواجد الكثير من الشاحنات المحملة بالمياه والطعام والوقود في معبر رفح، مطالبا بتحريك هذه الشاحنات من معبر رفح إلى غزة بأكبر كمية ممكنة.

ولفت إلى الاتفاق الذي تم بين مصر وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددا على أنه يتواصل في الوقت الراهن مع كافة الأطراف لإزالة الشروط التي تعرقل دخول هذه المساعدات إلى غزة.

وأضاف: إننا نعمل بشكل فعال مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة بأسرع وقت ممكن وتوصيلها للأماكن المطلوبة فيه، نحتاج بشدة إلى إدخال تلك الشاحنات في أسرع وقت ممكن وبأكبر كمية ممكنة، ويجب أن يكون هناك مجهود مستمر، فنحن لسنا بانتظار قافلة واحدة، بل قوافل متعددة، للدخول بشكل يومي إلى غزة، والتأكد من توفير الدعم الكاف للمدنيين في القطاع.

وأكد أن مصر دولة ذات سيادة، مشددا على ضرورة الإقرار بقوانين المؤسسات المصرية واحترامها مثل مؤسسة الهلال الأحمر المصري من أجل تحويل المساعدات إلى قطاع غزة.

وقال: هناك دعم إنساني كبير للشعب في غزة ، للأسف هذه ليست عملية إنسانية عادية هذه عملية في منطقة حرب، وهذا هو سبب المناشدة بوقف إطلاق النار كشرط سابق لإيصال المساعدات الإنسانية، نريد عقاب المدنيين في غزة مرتين أولا بسبب الحرب والثاني بسبب فقدان الغيث الإنساني، لذلك فمن الواضح أن وقف إطلاق النار الإنساني سيسهل الأمور ويجعلها أكثر أمانا للجميع.

وأعرب عن امتنانه الخالص لشعب وحكومة جمهورية مصر العربية، واصفا إياها بـ “العمود الأساسي” الذي سيوفر الأمل لهذا الجانب والأمل لنقل الشاحنات لدعم الشعب في غزة، مؤكدا أن المساعدات من طعام ومواد إغاثية سنتنقل لشعب غزة عن طريق مصر.

كما أعرب عن أمله أن يكون هناك سلام يوم ما في المستقبل وذلك بحل الدولتين ويعيش الفلسطينيون مع الإسرائيليين في سلام في بلدين جانبا إلى جنب.




أزمة المساعدات

وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن إسرائيل ترفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وبين السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان عبر حساب الوزارة الرسمي على موقع “أكس”، أن الإعلام الغربي يريد الترويج لسيناريو تهجير سكان القطاع من أراضيهم قسراً، وإن مسلسل استهداف مصر في الإعلام الغربي واضح منذ بداية الأزمة.

وأضاف أن الإعلام الغربي يريد تحميل مصر مسئولية غلق معبر رفح الحدودي رغم أن إسرائيل استهدفته 4 مرات وترفض دخول المساعدات.

ولفت إلى أن يتم تحميل مصر مسؤولية إعاقة خروج رعايا الدول. المعبر مفتوح ومصر ليست مسؤولة عن عرقلة خروجهم.

وأصلحت مصر المنطقة الفاصلة بين البوابتين المصرية والفلسطينية ومهدت الطريق الذي تعرض للقصف تمهيدا لدخول الشاحنات.

وحذر السيسي، خلال استقباله رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أمس في القاهرة، من انزلاق المنطقة  لحرب إقليمية كاملة، يكون تأثيرها على المنطقة والسلام بها.

وقال إن هناك حاجة في تلك المرحلة إلى احتواء تطورات لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة.

وأضاف يوجد 4 آلاف من المدنيين سقطوا في القطاع منهم 1500 طفل، ومن المهم احتواء هذا الأمر حتى لا يتسبب في سقوط مزيد من المدنيين.

وتابع: أقدر الجهود التي بذلت منكم، ومن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إقناع إسرائيل بالسماح بفتح معبر رفح، حتى يمكن لنا أن نقوم إصلاحه بعد القصف الذي حدث فيه الفترة الماضية.

وأكد أهمية استمرار تدفق المساعدات للقطاع، من مواد طبية وإنسانية، حتى لا يؤثر هذا الأمر على 2.3 مليون فلسطيني بالقطاع.

وشدد على أنه يجب أن يتم التنسيق والتعاون؛ حتى لا تنزلق المنطقة لحرب إقليمية كاملة، يكون تأثيرها على المنطقة والسلام بها.

وأضاف: نحتاج أن نستخلص دروسا من هذه الأزمة، وهي إعادة إحياء السلام بالمنطقة، وإعطاء الأمل للفلسطينيين بإعطائهم الحق في إقامة دولتهم على حدود يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وكان الرئيس المصري  قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشار الألماني أولف شولتس الثلاثاء الماضي: “لو استدعى الأمر أن أطلب من المصريين الخروج للتعبير عن رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء سترون خروج الملايين من المصريين يؤيدون موقف الدولة”.

 – “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب