
مخطط اجهاض الانتفاضة
بقلم أكرم عبدالوهاب
#الهدف_اراء_حرة
بدأت مقاومة الشعب السوداني لانقلاب الإنقاذ منذ يومه الأول ومرت هذه المقاومة بعدة مراحل صعودا وهبوطا وأخذت عدة أشكال منها:-
2/ استنهاض الحركة الجماهيرية وتجهيزها للإضراب السياسي والعصيان المدني، وفقا لميثاق الدفاع عن الديمقراطية وفشل هذا السيناريو في حينه نتيجة لقمع واستبداد النظام للقوى المدنية وعدم تحمل كلفته من كثير من القوى الوطنية وانتقالها للخارج.
2/ حركة ضباط وجنود 28 رمضان لاستعادة الديمقراطية فشلت لأسباب فنية بحتة وإيمان ضباط الحركة بعدم إراقة الدم السوداني باليد السودانية.
3/ النضال من الخارج (التجمع الوطني الديمقراطي) والاعتماد على رمال السياسة الدولية وما أنتجته من اتفاقات إطالة عمر النظام
4/ التفكيك من الداخل بمشاركة سلطة نظام الإنقاذ “نيفاشا ” ونتائجها في تقسيم السودان.
5/ العمل المسلح (حركات الكفاح المسلح) التي جلها تنتهي بتفاوض وتقاسم السلطة والثروة .
أثبتت التجربة أن جميع هذه الوسائل لم تؤدي إلى إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيك سلطته .
تصاعدت الحركة الجماهيرية في سبتمبر 2023 م، لكن نجح النظام في إجهاضها نتيجة لغياب القيادة الميدانية والنفس الطويل .
تجددت انتفاضة الحركة الجماهيرية في ديسمبر2018م بصورة أكثر تنظيما وامتلاكها لقيادة مما أكسبها الاتساع والتمدد في المشاركة الشعبية ليضحي النظام براسه مع المحافظة على ركائزه تحت الضغط الشعبي، تهافت القوى السياسية وعدم قراءتها الصحيحة للواقع و مواصلة الحراك الجماهيري المتحفز المتصاعد المقدم لأعظم التضحيات والجسارات والوصول لاستلام كامل للسلطة بتنفيذ العصيان المدني والإضراب السياسي والرضوخ للمشاركة مع بقية نظام الإنقاذ “اللجنة الأمنية” أولى خطوات انحراف القيادة للاهداف .
نهج اللجنة الأمنية منذ البداية متضح لأي قارئ حصيف حيث تمثل في الانحناء للعاصفة وتنفيس الحراك الجماهيري الثوري وتغويض محتواه ومضامينه بعدة تكتيكات نجحت فيها اللجنة الأمنية بامتياز .
حيث خططت اللجنة الأمنية منذ البداية لعدم تفكيك بنية الفساد والاستبداد في ركائز الدولة لأنها ببساطة تؤدي لتفكيك الحركة الإسلامية وما نتج عنها من مؤتمر وطني وواجهات.
المجتمع الإقليمي والدولي لم يسمي ما حصل في 21 أكتوبر بانقلاب بل تعامل معه وعمل على تطويعه ، فهدفه حكومة مستقرة طائعة تخدم مصالحه ،أما أهداف الانتفاضة الثورية فتتعارض مع طموح حكومات المجتمع الإقليمي والدولي فتوطين الديمقراطية وتجذرها في السودان وامتلاك القرار الوطني والاستقلال السياسي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي يعني إشعاع في المحيط وهو ما يتعارض مع سياسية الخضوع ونهب الموارد والتفرد في السيطرة على العالم .
لذلك يتدخل المجتمع الإقليمي والدولي لصالح تحجيم الإرادة الوطنية بدفع الأزمة، حينا والتراخي في التعامل معها وإضعاف مكوناتها بالاخضاع له بعدة وسائل إغراء، ترهيب، تحقيق طموح …الخ
إضافة إلى تميع الأهداف بأطراف بعيدة كل البعد عن الأهداف الشعبية للانتفاضة .
نخلص من هذا الشرح، إلى أن
أي شراكة مع المكون الانقلابي مرفوضة ولن تحقق أهداف الانتفاضة .
إشراك أي من معرقلي الانتقال أو شركاء النظام البائد يجهض أهداف الانتفاضة الثورية .
استبعاد المحاسبة والمساءلة وتقديم الحصانة يجهض هدف الدولة المدنية .
طريق أهداف الانتفاضة الثورية بحشد الإرادة الوطنية عبر أوسع قاعدة لوقف الحرب واستبعاد طرفيها من المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي وتفعيل مبدأ المحاسبة وتفكيك بنية التمكين وحل المليشات وإصلاح القوات النظامية وتأسيسها في فترة انتقالية لا تتجاوز العام تليها انتخابات حرة ونزيهة بتوفير كامل متطلباتها.