السيسي: نتعامل مع كل الأزمات بعقل وصبر دون تجاوز في استخدام القوة

السيسي: نتعامل مع كل الأزمات بعقل وصبر دون تجاوز في استخدام القوة
القاهرة ـ /تامر هنداوي
في وقت تصاعد غضب المصريين من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على قصف معبر رفح والتهديد بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية حال إقدام القاهرة على إدخالها دون موافقة المحتل، ووقوع إصابات في صفوف جنود مصريين على الحدود بقذيفة دبابة إسرائيلية، تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني في السويس، شرقي البلاد.
زيارة السيسي إلى مدينة السويس، جاءت أيضا في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة مرارا رفضها لمشروع تهجير وتوطين أهالي قطاع غزة في سيناء، ما بدا أنها تحمل رسائل للداخل والخارج.
حماية الحدود
السيسي، أكد أن دور الجيش المصري يتمثل في حماية الحدود. وقال إن بلاده تلعب دورا إيجابيا للغاية في احتواء التصعيد في قطاع غزة، وإن حل القضية الفلسطينية يتمثل في الحل الدبلوماسي، وإعطاء الشعب الفلسطيني الحق في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن من المهم استخدام القدرات بحكمة في ظل الأحداث الحالية، لافتا إلى أن دور الجيش، هو تأمين الحدود المصرية.
ووجه حديثه للمواطنين: أقول للمصريين إن من المهم استخدام القوة برشد وتعقل وحكمة دون طغيان، ومصر تتعامل مع كل الأزمات بعقل وصبر دون تجاوز في استخدام القوة.
واعتبر أن الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته، هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.
وأضاف أن مصر بذلت دورا إيجابيا في احتواء التصعيد بقطاع غزة على مدار 5 جولات من الصراع، وتبذل جهودا كبيرة لإمداد المدنيين في قطاع غزة بجميع المساعدات اللازمة لهم وتخفيف معاناتهم.
وفيما يخص المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، كشفت مصادر لـ«القدس العربي» إن 8 شاحنات فقط من بين 20 شاحنة مثلت الدفعة الرابعة من شاحنات الإغاثة تمكنت من دخول قطاع غزة أمس الأول الثلاثاء.
ليصبح إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع بالفعل، 62 شاحنة.
وانطلقت الدفعة الخامسة من المساعدات الإنسانية والإغاثية وعددها 20 شاحنة، من معبر رفح البري بالجانب المصري، في طريقها إلى معبر العوجا الإسرائيلي من أجل التفتيش قبل دخولها للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري في قطاع غزة.
واستقبل مطار العريش في شمال سيناء أمس الأربعاء، 7 طائرات تحمل جديدة 120 طنا من المساعدات تضم مواد غذائية ومولدات كهربائية وأدوية، ليصبح إجمالي عدد الطائرات التي وصلت إلى المطار 46 طائرة.
وقال خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري، في شمال سيناء، إن المطار استقبل طائرتين من المغرب تحمل على متنها 25 طنا من المساعدات المتنوعة.
وأضاف في تصريحات صحافية، أن الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء يقوم بتفريغ محتويات الطائرتين ونقلها إلي مخازن مدينة العريش، تمهيدا لإدخالها إلي قطاع غزة.
وبدأت الحكومة المصرية في تجهيز مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء لاستقبال المصابين القادمين من قطاع غزة، حسب بيانٍ من مجلس مدينة الشيخ زويد.
وبين البيان، أن المستشفى سيكون متاخمًا لمستشفى الشيخ زويد المركزي، فيما زودت مستشفى المدينة بالأجهزة الطبية الخاصة بالعمليات والرعاية الحرجة، على أن تزود بالفرق الطبية اللازمة حال السماح بدخول المصابين من قطاع غزة لتلقى العلاج فى مصر.
وجه محمد البرادعي نائب رئيس مصر السابق، رسالة للملوك والرؤساء العرب، قال فيها إنه لا يصح أن يكون العجز خيارًا أمام ما يتعرض له قطاع غزة، وإن هناك الكثير من الإجراءات التى يمكنهم اتخاذها على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والتجاري مع إسرائيل ومؤيدي سياساتها.
وكتب على موقع «إكس»: العالم أجمع يعلم أن أهل غزة من المدنيين يتعرضون حاليا لما يشبه إبادة جماعيه وغيرها من جرائم الحرب، كل من لديه ضمير حي يتألم شديد الألم وهو يرى العقاب الجماعي ضد أهل غزة».
وأضاف: «اعتقد أن الجميع في منطقتنا بدون استثناء يرى آن من الواجب الاخلاقي والإنساني قبل السياسي أن يكون هناك رد فعل منكم لما يحدث لانقاذ مايمكن انقاذه، وألا نقف موقف المتفرج».
وطالبت الحركة المدنية الديمقراطية المصرية، بفتح معبر رفح لدخول المساعدات تحت رعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنع جيش الاحتلال من استهدافهم، وطرد سفير الاحتلال الإسرائيلي من مصر.
وحددت الحركة التي تضم 12 حزبا معارضا 5 مطالب دعت السلطات المصرية لتنفيذها فورا، بينها سحب السفير المصري من تل أبيب، ومنح المصريين حرية التظاهر السلمي في كل الميادين والجامعات دون قيود دعمًا للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس، والاستدعاء العاجل لسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدى مصر وإبلاغهم رفض الحكومة والشعب المصري لانحيازهم الأعمى للكيان الصهيوني وتغاضيهم عن الإبادة الجماعية للفلسطينيين ما يجعلهم شركاء في جرائم الحرب النكراء التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني.
وأكدت أن مطالبها، جاءت في ظل تصاعد المذابح الهمجية لجيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني واقتراب عدد الشهداء الفلسطينيين من 6 آلاف، بينهم ما يزيد عن ألفين طفل وأكثر من ألف امرأة، ومع تواصل الحصار الهمجي والبربري الصهيوني لأهلنا في غزة الذي ترعاه الحكومات الغربية، وخروج المستشفيات والمخابز من الخدمة، ورفض الدول العربية بقيادة الولايات المتحدة مجرد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
الطلاب الفلسطينيون
وطالبت حملة «مصيرنا واحد» الحكومة المصرية بإعفاء الطلاب الفلسطينيّن بالجامعات المصرية المختلفة من سداد الرسوم الدراسية في ظل الظروف الكارثية التي لحقت بأهاليهم وذويهم داخل فلسطين جراء الاعتداء الإسرائيلي الوحشي.
وقالت في بيان لها، إنها تواصلت مع بعض الطلبة الفلسطينيّن الدارسين في كلية طب الإسكندرية الذين أكدوا تراكم المصروفات والرسوم الدراسية عليهم بعد انقطاع تواصلهم مع أهاليهم جراء القصف الصهيوني وفقدوا مواردهم المالية.
وأفاد الطلاب أن عددهم بكليات جامعة الإسكندرية يقدر بأكثر من 300 طالبة وطالبة منهم حوالي 150 في كلية طب الإسكندرية.
وذكر الطلاب أن الرسوم السنوية للطالب 3500 دولار امريكي، وأن جميع الطلاب لن يستطيعوا سداد هذه الرسوم إضافة إلى وجود أقساط قديمة متأخرة على بعضهم، هذا إلى جانب أعباء المعيشة.
وطالبت «مصيرنا واحد» هي حملة تم تدشينها في نوفمبر/ تشرين الأول 2017 لمناقشة القضايا الصحية والمشاركة في وضع حلول لها الحكومة المصرية بإصدار قرار فوري بإعفاء الطلاب الفلسطينيّن الذين تعيش عائلاتهم المتكفلة بهم داخل فلسطين من المصروفات والرسوم الدراسية في جميع الجامعات المصرية.
وناشدت منظمات المجتمع المدني المصري النظر إلى دعم هؤلاء الطلاب والطالبات من منطلق الواجب.
«القدس العربي»: