العراق: فصائل «المقاومة» تستهدف قاعدة تستضيف أمريكيين في الأنبار

العراق: فصائل «المقاومة» تستهدف قاعدة تستضيف أمريكيين في الأنبار
بغداد ـ : أعلنت فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، أمس الثلاثاء، عن استهداف جديد طال القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدةٍ غربي العراق، فيما عدّ زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، الاستهدافات المتكررة للمصالح الأمريكية في العراق أنها «ردّة فعل طبيعية» على تدخل واشنطن في الحرب بقطاع غزّة المحاصر، وسط تصاعد المطالبات بإنهاء التواجد الأمريكي في العراق و»طرد» السفيرة الأمريكية من الأراضي العراقية.
وقالت مجموعة تُطلق على نفسها «فصائل المقاومة الإسلامية في العراق»، في بيان صحافي مقتضب، إن «مجاهدي المقاومة الإسلامية في العراق استهدفوا، قاعدة الاحتلال الأمريكي، (عين الأسد) غرب العراق، بطائرتين مسيّرتين، وأصابتا أهدافها بشكل مباشر».
وتعرضت قوات الولايات المتحدة والتحالف لهجمات ما لا يقل عن 14 مرة في العراق و9 مرات في سوريا، خلال الفترة من 17 إلى 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حسب تصريح لمسؤول رفيع في «البنتاغون».
«دعوة شريفة ووطنية»
وأشار إلى أن الهجمات «نفذت بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ»، مضيفا أن «الكثير من تلك الهجمات تصدت لها القوات الأمريكية بنجاح».
يتزامن ذلك مع تصعيد الخطاب السياسي في العراق الداعي إلى إنهاء التواجد الأمريكي على الأراضي العراقية، وطرد سفيرة واشنطن من البلاد.
في هذا الشأن يقول زعيم كتائب «الإمام علي» المنضوية في «الحشد الشعبي»، شبل الزيدي، في «تدوينة» له أمس، إن «جمع التواقيع من قبل النواب لطرد السفيرة الأمريكية وإيقاف العمل بالاتفاقية الأمنية التي أصبحت ذريعة للوجود العسكري الأمريكي وترسيخ قواعده التي هدفها الهيمنة على مقدرات الشعوب وحماية المصالح الصهيونية، دعوة شريفة ووطنية يجب أن تتبناها جميع القوى الوطنية، فلا عذر لمن يتنصل عن التزامه الوطني».
وختم «تدوينته» بوسمّ: «طرد سفيرة الشرّ» و»إنهاء الوجود الأجنبي بكل أشكاله».
وسبق أن رأى الأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، أن الوقت قد حان لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، فيما طالب الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد جدول زمني «قصير» لخروجها. وقال في بيان أول أمس، إن «الوقت حان لخروج قوات التحالف الدولي من العراق إذ لم تعد هناك حاجة أو مبرر لبقائها»، مبيناً أنه «مادامت قوات التحالف موجودة فلا يتوقع أحد بناء القدرات العسكرية للجيش العراقي وباقي المؤسسات الأمنية الأخرى».
واعتبر أن «من المعيب حقاً وبعد كل الإنجازات والانتصارات الكبيرة التي حققتها اجهزتنا الأمنية والعسكرية في معركتها ضد الإرهاب الداعشي وهو في ذروة تمكنه أن يتحجج البعض بضرورة البقاء قوات التحالف بحجة مساعدة القوات الأمنية العراقية في معالجة بقايا خلايا الإرهاب».
وطالب، الحكومة العراقية بـ»اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد جدول زمني جدي ومحدد وقصير الأمد لخروج قوات التحالف الدولي من العراق بعيداً عن عمليات التسويف التي حصلت سابقاً».
ووفقا له، «بعد فترةٍ زمنية من الهدوء، عاد استهداف تواجد القوات الأمريكية في قاعدتي (عين الأسد وحرير) من قبل فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وهي ردة فعل طبيعية تجاه انحياز أمريكا وبعض الدول الأوروبية إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب في ارتكابه جرائم الحرب بحق أهلنا في غزة. هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي ستبقى وصمةَ عارٍ في جبين الكيان الصهيوني الغاصب ومن يقف معه». وزاد: «تحيةَ إجلالٍ وإكبار للشعب الفلسطيني العزيز والكريم، وخصوصا لأهلنا في غزةَ الصامدة. تحيةً للمقاومة الفلسطينية البطلة التي كسرت شوكة العدو الصهيوني، وقهرت الجيش الذي كان يقال عنه إنه لا يُقهر. تحيةً لآباء وأمهات وأخوات وزوجات الشهداء والمجاهدين الذين صبروا ورابطوا على طريق النصر إن شاء الله، ونقول لهم إن النصر آتٍ لا محال، وإنه الوعد الإلهي».
المزيد من المفاجآت
كذلك، أكد النائب عن «الإطار التنسيقي» الشيعي، ثائر الجبوري، الثلاثاء، أن المنطقة قد تشهد حربا بين «المسلمين وأعداء الإسلام» بسبب استمرار التوترات نتيجة المجازر الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وذكر في تصريح لمواقع إخبارية تابعة «للإطار»، أن «المنطقة مقبلة على المزيد من المفاجآت في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمجازر التي يرتكبها في قطاع غزة». وأضاف أن «الكثير من الجبهات قد تفتح في المنطقة بعد ردود الأفعال الكبيرة من مختلف دول العالم التي رفضت ما يقوم به الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، واحدها الموقف الكوري الشمالي ودول المنطقة الداعمة لحقوق الفلسطينيين».
وبين أن «ما يجري من أحداث ومجازر بحق الشعب الفلسطيني قد يجر المنطقة وللمرة الأولى نحو الحرب بين المسلمين وأعداء الدين الإسلامي»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر سيغير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة وقد تظهر قيادات سياسية فاعلة في المنطقة تحدث هذا التغيير». وعلى المستوى الحكومي، تؤكد حكومة محمد شياع السوداني على الحاجة لـ»موقف دولي مسؤول» تجاه ما يجري في غزّة، مشيرة إلى أهمية فتح ممرات إنسانية لوصول المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع المحاصر.
وبحث السوداني، مساء أول أمس، في اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها، فضلاً عن متابعة التطوّرات الإقليمية والدولية «إثر العدوان الصهيوني» على قطاع غزّة، حسب بيان لمكتبه. ونقل البيان عنه قوله إن «المنطقة تمر بمنعطف خطير، ينذر بتفاقم واتساع الصراع، وأن ما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر هو نتاج سنوات من الظلم والقتل وعدم احترام العهود والمواثيق الدولية، وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه في العيش الآمن». وجدد السوداني «موقف العراق الثابت والمبدئي من الحق الفلسطيني»، مبيناً «الحاجة الكبيرة إلى موقف مسؤول من المجتمع الدولي والدول العظمى، كي تتدارك الأزمة الإنسانية، وتمنع تمدد الصراع، بما يؤثر على إمدادات الطاقة ويضيف حرباً جديدة الى الحروب والصراعات الحالية».
وأكد ضرورة «فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الانسانية والطبية إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون ظروفاً مأساوية».
في حين، أعربت ميلوني عن «قلق إيطاليا إزاء الأحداث في غزّة»، كاشفةً عن «اهتمام حكومة بلادها بجهود خفض التصعيد».
كما أثنت على «جهود الأجهزة الأمنية العراقية في حفظ الأمن والاستقرار»، مشيرة إلى «علاقة الشراكة الستراتيجية التي تجمع العراق وإيطاليا»، وقدّمت دعوةً، خلال الاتصال، إلى رئيس مجلس الوزراء لزيارة روما، ووعد سيادته بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة، وفقا للبيان.
«القدس العربي»