وائل الدحدوح يوجِّه رسالة لصحافيي المغرب: الوجع كبير ومستمرون لنوصل الحقيقة ودعوات لإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط

وائل الدحدوح يوجِّه رسالة لصحافيي المغرب: الوجع كبير ومستمرون لنوصل الحقيقة ودعوات لإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط
الرباط -بعث مدير مكتب “الجزيرة” في قطاع غزة، الصحافي وائل الدحدوح، رسالة صوتية إلى ائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع”، معرِباً عن تقديره واحترامه للمُتضامِنين مع غزة وفلسطين التي لحقها وشعبها ظلم كبير.
وقال إن الحالات الإنسانية بالقطاع أصبحت مزرية، حيث باتت أكوام من البشر مُكدَّسة في مراكز الإيواء والمستشفيات المهددة بالقصف والاستهداف، لافتاً إلى أن الوضع في القطاع خطير جداً وكارثي مع حصار محكَم، وتابع: “كل يوم يُشيِّع الناس مئات الشهداء، وكان من بينهم أقاربي وزوجتي وابني وابنتي وحفيدي ذو الأشهر الأربعة، وبالتأكيد هذا جزء مما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع”.
وأبرز الصحافي الفلسطيني في الرسالة الصوتية التي اطلعت عليها “القدس العربي”، أن المعاناة كبيرة والجرح والوجع أكبر، لكنها لحظة تاريخية يمر منها القطاع، ولذلك كان “لزاماً علينا كصحافيين أن نستمر وألا نستكين للألم والوجع، فلا وقت لدينا للانشغال بالبكاء والعويل والوجع، واصلنا العمل ووقفنا أمام الكاميرات لأجل أن نكون ونبقى حلقة الوصل بين ما يقع في القطاع والعالم، عساه يتحرك بكل شرائحه وقطاعاته من صحافيين ونخب وسياسيين وصناع قرار”، وفق تعبير المتحدث نفسه.
وسبق أن نظم ائتلاف “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني” وقفة يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم أمام البرلمان بالرباط، حضرها صحافيون وصحافيات وممثلون عن هيئات حقوقية ومدنية وسياسية مساندة للقضية الفلسطينية ومتضامنة مع الصحافيين في فلسطين المحتلة.
وتوجَّه بلاغ للائتلاف عقب الوقفة الرمزية أمام بناية البرلمان بالشكر والتقدير للزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة في غزة الذي أبى إلا أن يبعث برسالة صوتية من غزة، داعياً الصحافيين المغاربة إلى الاستمرار في التعبئة والتعبير عن كل أشكال التضامن مع الصحافيين في غزة وكل فلسطين، للوقوف بوجه جرائم الاحتلال أولاً وبالاغتيالات المتتالية للصحافيين المرابطين بغزة. والتوقيع على نداء “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين”.
وأكد البلاغ الذي توصلت به “القدس العربي” أن “الصحافيين والصحافيات المغاربة ضد التطبيع من خلال التَّصدي بحزم لكل محاولات الاختراق الصهيوني للفضاء الإعلامي والرقمي المغربي من خلال دحض أكاذيب الإعلامي الصهيوني بالمغرب والدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة”.
ودعت الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” المغربي المعارض مناضلي ومناضلات الحزب وعموم المواطنين والمواطنات وكل الأحرار المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية إلى الاستمرار في المشاركة في الوقفات وكل الأشكال التضامنية لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني المحتل، والمطالبة بقطع كل علاقات الاتصال معه وإغلاق ما يسمى “مكتب الاتصال بالرباط”.
وجدَّد الحزب نفسه، خلال اجتماع برئاسة عبد الإله ابن كيران، إدانَتهُ واستنكاره الشّديدين لـ “العدوان الهمجي المستمر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، وهي الجرائم التي تُرتكب للأسف بدعم وإسناد واضح من قادة أمريكا وحلفائها، محملاً أمريكا وفرنسا وباقي حلفائهما كامل المسؤولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق النساء والأطفال والمدنيين بغزة وفي حق عموم الشعب الفلسطيني”.
ونوّهَ الحزب الإسلامي بمبادرة المجموعة العربية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن فشل مجلس الأمن بفيتو أمريكي في استصدار قرار لوقف العدوان المرتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، معتبرة أن هذه الخطوة المحمودة يجب أن تتبعها خطوات أخرى من شأنها أن تضغط على الكيان الصهيوني وتدفعه للوقف الفوري للهجوم الهمجي على الفلسطينيين، وفي مقدمتها قطع كل علاقات الاتصال والتواصل مع هذا الكيان الغاصب وطرد ممثليه وإغلاق مكاتبه بالدول العربية والإسلامية.
ودعا البلاغ “كل الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها دول الطوق لاتخاذ مبادرات جادة وفورية من شأنها أن تخفف المعاناة على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، من خلال فتح معبر رفح دون قيد أو شرط وإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية من أدوية ووقود وغذاء”، ونوّهت بمبادرة العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين، في إطار الالتزام الثابت والمتواصل لفائدة القضية الفلسطينية. وأكَّد حزب “التقدم والاشتراكية” المعارض، أن الكيان الصهيوني تَجَاوَزَ كل الحدود في جرائم الحرب التي يقترفها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وأدانَ المكتبُ السياسي للحزب اليساري بأشدِّ العباراتِ قوة، المذبحةَ الشنيعةَ التي اقترفتها قوات الكيانِ الصهيوني من خلال قصفها بعدة قنابل تَزِنُ الواحدةُ منها طُناً من المتفجرات لحي سكني مكتظ بالمدنيين الفلسطينيين من أهل غزة في مخيم جباليا، مما أفضى إلى تدمير الحي بكامله، وسقوط مئات الشهداء والجرحى الجُدد.
وأكد إدانته الشديدة لجرائم الحرب القذرة التي يرتكبها الكيانُ الصهيوني من خلال الهجوم، برّاً وجواًّ وبَحراً، على غزة وأهلها العُزل، بما أفضى إلى كارثةٍ إنسانية حقيقية.
كما أدان الدعم الأمريكي والغربي غير المشروط، المفضوح والمرفوض، بما أطلق يَدَ إسرائيل لكي تُمعن في اقتراف أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني، في استخفاف تام بأبسط القيم الإنسانية وبأدنى قواعد القانون الدولي. وقال البيان أيضاً “إنَّ حزبَ التقدم والاشتراكية الذي يُشيدُ بمبادرة بلادنا إلى إرسال مساعداتٍ إنسانية عاجلة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، بتعليماتٍ ملكية، لَيُجدِّد نداءه القوي إلى كافة الضمائر الحية عبر العالم من أجل السعي الحثيث نحو إيقاف العدوان العبثي على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال الحزب ذاته إنه يحيي المظاهرات العارمة المنظّمَة عبر العالَم، تعبيراً عن التنديد بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيانُ الصهيوني بغزة، وعن مساندة ودعم الشعب الفلسطيني. كما يُحَيي المبادرة العربية التي أفضت إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية عارمة تَعكِس التوجهات العالمية الحقيقية، قراراً يُطالب بهدنة إنسانية بأفق وقف العدوان على غزة.